محمد بركات
محمد بركات


يوميات الأخبار

لا حدود.. للآمال والطموحات

محمد بركات

الثلاثاء، 11 يناير 2022 - 05:22 م

حقيقة لابد أن نؤمن بها.. ونعمل من أجلها، وهي.. أن كل الأمنيات الرائعة، وجميع الآمال والطموحات العظيمة، لا يمكن أن تتحقق وتتحول إلى واقع وحدها، دون جهد وعمل وإصرار.

اثنا عشر يوماً فقط مرت على وداعنا للعام الماضى «٢٠٢١» واستقبالنا للعام الجديد «٢٠٢٢»، ورغم أننا ودعنا من قبل أعواماً عديدة، واستقبلنا أيضا أعواماً كثيرة، إلا أننا فى كل مرة.. ومع نهاية كل سنة وبداية سنة جديدة، عادة ما ينتابنا مثل كل البشر، فيض من المشاعر المتناقضة والأحاسيس المختلطة والأمانى المتنوعة والآمال المتعددة،..، نحاول بها ومعها أن نعزى أنفسنا، على ما أصابنا من سوءات أو مكاره فى عامنا المنصرم، ونحاول معها وبها فى نفس الوقت، أن نمنى النفس بأن القادم سيكون أفضل بإذن الله.

وفى هذا العام الذى بدأنا الخطو فيه بالفعل وقطعنا فيه عدة خطوات قليلة لم تزد على بضعة أيام فقط، فإننا نحاول بكل الجهد والإصرار، التمسك بأهداب الأمل والتعلق بأبواب الرجاء، بأن يكون عامنا الجديد هذا أخف وطأة وأكثر بشرا من أخيه الذى فارقنا وفارقناه بالفعل منذ اثنى عشر يوماً لا أكثر.

سنة جديدة
وبالطبع ليست هناك أدنى مبالغة فى القول، بأن أحدا لا يملك ونحن مازلنا فى بدايات هذا العام، بعد أن ودعنا العام الماضى بكل ما احتواه من وقائع وأحداث، اختلفت فيها المشاعر والانفعالات من شخص إلى شخص ومن شعب إلى آخر،..، إلا أن نقول، إننا ودعنا العام المنقضى بكل ما كان فيه من حلو ومر وخير وشر، وأسلمناه إلى ذمة التاريخ بكل وقائعه وأحداثه، ليحكم التاريخ عليها ويدخلها فى المكان الذى يراه مناسبا لها.
كما أننا رحبنا بالعام الجديد فى ذات لحظة الوداع، متمنين مع كل البشر أن يكون أكثر إشراقا وأقل سوءا بالنسبة لنا ولكل الناس فى مصر وجميع البلاد والشعوب فى الدنيا كلها.

وإذا ما تأملنا فى هذا الذى نفعله ويفعله غيرنا فى كل عام، نجد أن الأمل فى بدايات جديدة تكون أكثر سعادة وأقل بؤسا، هو الدافع وراء تلك العادة، ولعله أيضا أمل الخلاص من أعباء قائمة ومشاكل حالة، فرضت نفسها وألقت بثقلها على كاهل البشر طوال عام كامل، هو السر وراء الترحيب الإنسانى بطى صفحتها وفتح صفحة جديدة، ربما تكون أفضل بالنسبة لنا ولجميع البشر.

ونحن رغم ترحيبنا مع العالم بطى صفحة العام الماضى، إلا أننا نتوجه إلى عامنا الجديد حاملين معنا العديد من الأمنيات، تتوافق فى مجملها مع ما يعتمل فى عقول وقلوب عامة الناس وخاصتهم من المصريين، تعبر فى حقيقتها عن تطلعاتهم وطموحاتهم فى العام الجديد، الذى بدأنا العيش فيه بالفعل منذ أيام.
ومن الطبيعى أن يكون فى مقدمة ذلك ما يتمناه الكل، بأن يكون وطننا أكثر أمناً واستقراراً، وأن يكون الأهل والأصدقاء والأخوة والأبناء أفضل حالا وأهدأ بالا وأكثر اقترابا من تحقيق طموحاتهم وبلوغ أهدافهم وأمانيهم.

إنجازات ومشروعات
وإذا كانت هذه هى عموم الأمنيات لكل الناس فى وطننا، فإننا لابد أن نضيف إليها فى صراحة ووضوح، أن كل المواطنين يتمنون دون مبالغة، أن يكون العام الجديد هو عام المزيد من الإنجازات والمشروعات القومية الضخمة، فى كل مجال من مجالات التنمية، وأن تقوم الحكومة بالتنفيذ الكامل لكل ما ورد فى خطة التنمية الشاملة، وأن يتم رفع معدلات التنمية والإنتاج، وخلق المجال المواتى لتشجيع الاستثمار وفتح الباب واسعا أمام التطوير والتحديث فى كل المجالات، وأن تتم زيادة فرص العمل والحد من البطالة، وزيادة الاستثمار فى المشروعات الصناعية، والتركيز على إعلاء قيمة وجودة المنتج المصرى والعمل على توطين التكنولوجيا المتطورة فى المجال الصناعى والتوسع فى الزراعة الحديثة ونظم الرى المتطورة ومعالجة المياه، بحيث تصبح مصر مطبقة لأحدث نظم الرى بالرش والتنقيط وغيرهما،..، وأن يكون هذا العام بداية الانطلاقة الكبرى فى مجال التصنيع لكل ما نحتاجه ونستهلكه، وتحقيق الاكتفاء الذاتى والحد من الاستيراد، وزيادة التصدير وصولا إلى ما تهدف إليه ونسعى لتحقيقه من تجاوز رقم المائة مليار دولار من عوائد التصدير.
كما نأمل أن تتم السيطرة على الأسعار بزيادة الإنتاج، وتفعيل الرقابة على الأسواق، ووقف كل التعديات على الأراضى الزراعية ومحاربة الفساد فى كل صوره وأشكاله.

الصحة والتعليم
وبالتأكيد فإننا جميعا نطمح ونتمنى، أن نتمكن فى عامنا الجديد هذا من تحقيق نقلة واضحة فى جودة وإصلاح التعليم فى مجاليه الأساسى والثانوى، والنهوض بالتعليم الفنى، والارتفاع بمستوى التعليم العالى والجامعى، وفقا لما هو مطبق ومأخوذ به فى النظم الحديثة بأرقى الجامعات بالعالم.
ونتطلع فى ذات الوقت إلى ما نصبو إليه من نهضة صحية شاملة، فى كل المحافظات والمدن والقرى، ومد مظلة التأمين الصحى لتصل لجميع المواطنين فى الريف والحضر.

كما نأمل ونتمنى أن يتم التنفيذ الدقيق والشامل، للمشروع الضخم وغير المسبوق «حياة كريمة» الذى يجرى تنفيذه حاليا، وفق المبادرة الثورية والحضارية للرئيس السيسى، للنهوض بالريف المصرى على امتداده وشموله بطول مصر وعرضها، والذى يعد بحق ثورة اجتماعية واقتصادية وثقافية كاملة لتحديث الريف، وتوفير حياة كريمة ولائقة لأهلنا فى القرى وكل الريف البالغين ٦٠٪ من حجم السكان بوطننا.
وآمالنا وأمانينا تمتد فى هذا العام الجديد، إلى أن نرى تحقيق الاستجابة الكاملة من جانب القطاع الخاص، لنداء الرئيس المتكرر خلال الأسابيع والشهور الماضية بالإقبال التام على المساهمة والمشاركة الفاعلة، فى كل المشروعات الخدمية والإنتاجية التى تقام فى الدولة سواء التى تمت واكتملت، أو تلك التى يجرى العمل فيها، فى ضوء الترحيب الكبير الذى أكده الرئيس بدعم القطاع الخاص ومشاركته وفتح كل مجالات العمل والاستثمار أمامه، فى كافة المشروعات وكل القطاعات سواء الصناعية أو الزراعية أو غيرهما.

لا حدود للطموحات
وفى هذا الشأن أقول بكل الشفافية والمصارحة، بأن عموم المواطنين وأنا معهم، ندرك أن هذه الأمانى وتلك الأمنيات تحتاج إلى أكثر من عام واحد للوفاء بها،..، ولكن الناس تدرك فى ذات الوقت أن الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، هى حكومة عمل مكثف وجهد كبير وإنجاز دقيق، وأنها لن تخيب رجاء السيسى فيهم وسيسعون بكل الجدية لتنفيذ تكليفات الرئيس على أحسن وجه وبأقصى دقة وأسرع وقت ممكن وفى هذا علينا أن ندرك أن سقف التوقعات والطموحات عند جميع المواطنين، أصبح مرتفعا ويكاد أن يكون بلا حدود الآن،..، وللأمانة هذا حقهم وهو أيضا طبيعى بعد أن رأوا وعايشوا حجم الإنجاز الكبير الذى تم ويتم خلال الأعوام السبع الماضية، وفى كل يوم وليلة فى كل مكان على أرض مصر.

وللحقيقة يجب أن نقر بأن تصاعد حجم الآمال وارتفاع سقف الطموحات لدى عموم المواطنين، وثقتهم فى إمكانية تحقيق هذه الآمال وتلك الطموحات أصبح واقعا لابد من الاعتراف به.
وفى ضوء ذلك، الأمانة تقتضى منا الإشارة للجميع ولفت الإنتباه للكل، بأن تحقيق هذه الطموحات وتحويل هذه الآمال إلى واقع على الأرض، ليس سهلا ولا ميسورا، ولكنه فى ذات الوقت ليس مستحيلا ولا غير ممكن،...، ولكنه يتحقق بالعمل المكثف والجهد المستمر والإصرار الذى لا يلين.

قيمة العمل
وإذا كان ارتفاع سقف التوقعات والطموحات أصبح بالفعل حقيقة واقعة وقائمة لدى كل المصريين، فإن هناك حقيقة أخرى مؤكدة يجب أن ندركها جميعا وأن نتفهمها جيدا، ونضعها دائما وأبدا أمام أعيننا ونعمل لها ألف حساب،...، وهذه الحقيقة تؤكد لنا ولغيرنا من البشر بطول وعرض العالم وليس فى مصر فقط، أن كل الأمنيات الرائعة وجميع الآمال العظيمة لا يمكن أن تتحقق أو تتحول إلى واقع وحدها ودون جهد وعمل وإصرار،..، تلك بديهية يؤمن بها كل العالم ويجب أن نؤمن بها نحن أيضا وأن نعمل بها.

هذه الحقيقة هى ما يجب علينا الأخذ بها والعمل بها، إذا ما أردنا حقا وصدقاً الوصول إلى التنمية الشاملة والمستدامة والسير نحو التقدم والغد الأفضل،..، وفى هذا علينا أن ندرك جميعا أن أحلامنا وآمالنا بالعمل نتحقق فقط والجهد والمزيد من العمل والجهد، وأن الطريق الذى يجب أن نسلكه لتحقيق الآمال هو طريق العمل المكثف والمتواصل.

وفى ذلك علينا أن نؤمن بأن ترسيخ قيمة العمل فى الوجدان الإنسانى لنا جميعا، فى ظل منظومة متكاملة، من القيم والأسس الأخلاقية والثقافية والاجتماعية الراقية والصحيحة، هوالطريق الوحيد المؤدى لتحقيق كل آمالنا وطموحاتنا المشروعة فى الدولة الجديدة الحديثة والقوية القائمة على الحرية والديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان فى ظل العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة