نافخ الكير
نافخ الكير


حكايات| نافخ الكير.. رحلة البحث عن لقمة العيش بين «الحديد والنار»

أبو المعارف الحفناوي

الثلاثاء، 11 يناير 2022 - 05:53 م

مهنة تحدث عنها الرسول صلى الله عليه وسلم، عبارة عن أحجار سوداء صغيرة، يتم وضعها في النار، ويتم النفخ فيها عن طريق "منفاخ"، ثم يتم وضع قطع الحديد عليها لصهرها، حتى يتم استخدامها في صناعة أدوات المزارع في الزراعة. 

 

العم أبو الوفا، أشهر نافخ كير في قنا، يحافظ على مهنته، التي لا يعرفها الكثيرون، يجوب القرى منذ أكثر من نصف قرن، ومعه أدواته، ويجلس في الشوارع،  ليمارس مهنته، خاصة في فصل الشتاء،  في صيانة وتعديل وصناعة الأدوات الزراعية مثل "الطورية والفأس والمنجل". 

 

يجلس العم أبو الوفا، المقيم بقرية سلاجة التابعة للغربي بهجورة بنجع حمادي،  في شوارع القرى، ومعه زوجته وعامل آخر، تظهر على وجوههم وأيديهم ملامح المشقة والتعب في هذه المهنة، يجنون مشقة تعبهم في آخر اليوم، ويرزقون من العمل الشاق في الحديد والنار. 

 

 

يقول العم أبو الوفا: "دي شغلاتتي الوحيدة، ورثتها عن والدي وجدي، فهي مهنة شاقة للغاية، ولكن لابد وأن نعمل من أجل لقمة العيش حتى لو هنموت". 

ويضيف العم أبو الوفا، أنه يعمل في هذا المهنة منذ أكثر من 50 سنة، ويفتخر بها فهي مهنة تحدث عنها الرسول، وبالرغم من اندثارها، إلا أن هناك اقبالا من المواطنين حتى وان كان بسيطا".

 


واستشهد العم أبو الوفا في حديثه عن المهنة، بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة". 

 

يشير العم أبو الوفا، إلى أن مهنته، تعتمد على أحجار سوداء صغيرة، ومنفاخ يدوي مصنوع من جلود البهائم، وشاكوش ، إذ يتم وضع الأحجار واشعال النيران فيها، ونفخها، حتى يلين الحديد،  ثم يتم الطرق عليه بالشاكوش، ثن  يُصنع منه الفأس والمنجل والسيف والمسمار ومقابض حديد وغيره، كما يتم صيانة القديم منها بنفس الطريقة.

 

اقرأ ايضا|حكايات| ليس كمثلها شيء.. شلالات مصرية على أرض سانت كاترين

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة