الأربعاء، 12 يناير 2022 - 10:31 ص

تشير عقارب الساعة إلى التاسعة صباحا،  بينما يقف العسكري على باب نقطة البوليس في البلاج بشاطئ سيدي بشر في الإسكندرية يضع قبعته فوق رأسه في وضع مهيب، ويتحسس عصاه الغليظة ويتحرك ببطء.

ورأسه مثقلة بالتساؤلات، ويحمل عبء تنفيذ قوانين ولوائح عديدة للحفاظ على تنظيم الشواطئ التي جعلته مكروها من روادها.

كان يتوجب على العسكري القبض على المصطافين الذين يلعبون الكرة، وتضطره اللائحة أيضا إلى ضبط السيدات الجميلات والقبض عليهن إذا ارتدين مايوة بكيني أو تدلت حمالة المايوة من فوق أكتافهن.

اقرأ أيضا| عبلة خيري.. أصغر سباحة في العالم تعبر المانش‬

مجلة آخر ساعة وفي عام 1958 نشرت حوارا دار بين العسكري وسيدة مصطافة ألقى القبض عليها لأنها ترتدي مايوه بدون حمالات.

العسكري.. تعالى معايا على نقطة البوليس

_ ليه يا شاويش

_ أنا مش شاويش.. قلت تعالى معايا.. انتي لابسة مايوة من غير حمالات

_ وعشان إيه الحمالات.. المايوه ضيق وكويس

_ لا يجوز.. وممكن المايوه يسقط

_ معلش يا شاويش.. أنا آسفة.. ومعرفش النظام

_ قلت انا مش شاويش.. لما تدفعي الغرامة تبقي تعرفي النظام

وأصر على أن يصطحبها إلى نقطة البوليس، وحرر محضرا لها، وتم تقديمها إلى المحكمة.

وعندما عاد إلى الركن الظليل، وشرع في تناول طعام الغذاء، انتفض واقفا وهو يجز على أسنانه، حيث رأى شابا يقوم بمغازلة الفتيات فأسرع نحوه ووضع يده القوية الغليظة على كتفه، وهو يهمس في دلال، تعال يا حبيبي معايا على النقطة، أنت بتخدش حياء الأنثى.

غير إنك ترتدي مايوة بدون حزام، وهذا معناه مخالفة صريحة. وفي السابعة مساء يقف العسكري على باب الخروج بعد أن انتهت نوبة العمل، حيث يسرح ببصره على طول الرمال، وفوق صفحة المياه الزرقاء يتيقن أنه ترك كل شيئ طبقا لأوامر القانون، واللائحة ثم يبتسم ابتسامة الرضا ويدير ظهره إلى الشمس.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم