الأربعاء، 12 يناير 2022 - 05:37 م

علينا أن نعترف أننا وحتى الآن لم نتمكن من التسويق والترويج فى العالم المسيحى لسياحة مسار العائلة المقدسة فى ربوع مصر المحروسة. وفقا للتطورات فإننا لم نوفق حتى الآن فى الاستفادة سياحياً واقتصادياً من هذا الحدث الدينى التاريخى رغم توافر كل مقومات الجذب والنجاح.
يحدث هذا رغم الجهود التى بذلت منذ تسعينيات القرن الماضى لإلقاء الضوء على هذا المسار الذى استغرقت فعالياته لفترة غير قليلة من الوقت. نعم كانت هناك تحركات واتصالات وزيارات لإبرازه على  المستويات ذات الأهمية والنفوذ على الساحة  المسيحية.. ولكن ذلك افتقد وللأسف للتواصل الفاعل حتى الآن.
آمل أن تلقى هذه القضية الاهتمام من د. خالد العنانى وزير السياحة والآثار فى إطار جهوده للنهوض بهذه الصناعة.

●●●

من المؤكد أنه لو كان هذا الحدث المقدس قد جرى فى بلد من تلك التى تتعامل مع السياحة باحترافية.. لكان الأمر مختلفا تماما. إنها ولاجدال كانت ستحقق من ورائه عشرات الملايين من السياح ينفقون مليارات الدولارات. إن ما يضيف أهمية كبرى على هذا المسار للعائلة المقدسة المسيحية.. إنه يرتبط بالعديد من محافظات مصر ومدنها. على هذا الأساس ووفقاً للمخطط المتفق عليه.. فإنه كان من المفروض أن تلتزم هذه المحافظات ببرنامج للاستعداد والتجهيز لاستقبال الزوار ولكن ما تم حتى الآن لا يمكن وصفه بالإيجابية  المطلوبة.
 اتصالاً فإنه يمكن القول إن قضية استثمارنا لهذه المقاصد السياحية بطابعها الدينى المسجل تاريخياً.. مازالت محلك سر. حول هذا الأمر لابد من الإشارة إلى الجهود التى بذلها رجل الأعمال السياحى والفندقى منير غبور تحقيقا لهذا الهدف.

●●●

من ناحية أخرى يبرز.. التذكرة بأن ثروتنا غير المحدودة من التراث الدينى لا تقتصر على مسار العائلة المقدسة ولكنه يأتى فى مقدمتها الآثار الإسلامية الفريدة. هذه الثروة تشمل أضرحة أهل البيت والصحابة.

يضاف إلى ذلك مؤسسة الأزهر الشريف المنارة العلمية التاريخية لكل ما يتعلق بالدين الإسلامى تشريعاً وتعاليم وتوجيهات. إنها تعد ومن خلال خريجيه المنتشرين فى كل دول العالم الإسلامى همزة الوصل القوية للربط بين المحروسة وبين هذه الدول.
من المؤكد أن هذه التراثيات الإسلامية تعد عنصراً جاذباً للمسلمين فى كل بقاع الدنيا. لاجدال أن كل هذه المعالم الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية يمكن بالدعاية والترويج أن تجعل مصر.. قبلة للسياحة الدينية.

المفروض أن الاهتمام بإبراز هذه الآثار التراثية الدينية فى المعارض التى تقيمها وزارة السياحة بالخارج. من ناحية أخرى فإن على قطاع الأعمال السياحى الاضطلاع بمسئولياته فى هذا الشأن باعتباره المستفيد المباشر.