عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

عالم أنانى!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 13 يناير 2022 - 08:20 م

فى أولى جلسات منتدى شباب العالم الذى اختتم نسخته الرابعة أمس فى شرم الشيخ اتهم وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة عالمنا بالأنانية، رغم أن ظروف جائحة كورونا كانت تفرض عليه مزيدًا من التعاون بين دوله، الكبيرة والصغيرة، الغنية والفقيرة، لأنه لا نجاة لأحد من تلك الجائحة التى حصدت ملايين الأرواح من الأحبة إلا معا!..

واستشهد هذا المسئول الأممى بافتقاد العدالة فى توزيع لقاحات فيروس كورونا بين الدول، حيث استأثرت بها الدول الكبيرةَ والغنية وحرمت منها الدول الصغيرة والفقيرة، خاصة فى إفريقيا!

والرجل معه كل الحق فى توجيه هذا الاتهام لعالمنا، والدليل على ذلك لا يقتصر فقط على التوزيع غير العادل للقاحات بين الدول وإنما يتسع ليشمل مظاهر أخرى بعضها يتعلق بالجائحة التى اندلعت منذ عامين ومازالت تحاصرنا حتى الآن، مثل سعى بعض الدول للتربح من تلك الجائحة تجاريًا واقتصاديًا وإعاقة جهود الآخرين للنهوض اقتصاديا، وبعضها الآخر لا يتعلق بتلك الجائحة، مثل الاستمرار فى تأجيج الصراعات فى مناطق شتى من العالم، فى اطار منع تشكل نظام دولى جديد لا تحتكره دولة عظمى وحيدة ولمنع صعود دول أخرى منافسة. 


ففى خلال عامى الجائحة لم تهدأ ولو قليلا الصراعات التى يعانى منها عالمنا وأفرخت للبشر  مشكلة لاجئين غير شرعيين فروا من بلادهم بحثا عن ملاذ آمن يستأنفون فيه حياتهم، كما اصابت اقتصاده بأزمة حادة تسببت فى كبح جماح الجهود المبذولة فى عالمنا لمحاصرة مشكلة الفقر، خاصة الفقر المدقع الذى يعانى الذين يعيشون فى أسره من عدم توافر احتياجاتهم الضرورية من الغذاء، ناهيك عن احتياجاتهم الأخرى من المسكن والملبس والطاقة والصرف الصحى ومياه الشرب النظيفة بالإضافة الى التعليم والصحة .. وقد كان لمنطقتنا النصيب الأكبر من هذه الصراعات، خاصة المسلحة، وهو ما أدى الى افتقاد دول عديدة فيها للاستقرار والأمن بل ومقومات الحياة الأساسية أصلا..

والأكثر من ذلك أن بعض الدول الكبرى لم تكف عن التدخل الفج فى شئون الآخرين، ومازالت تمارس هواية الوصاية على غيرها من الدول، والأخطر ما برحت تنتهج سياسة التغيير السياسى من الخارج لاستبدال أنظمة سياسية فى بعض الدول بأخرى، وهى السياسة التى سبقت وواكبت ما سمى غربيا وأمريكيا بالربيع العربى،  استثمارا لغضب متراكم انفجر فى شكل انتفاضات شعبية. .

إنها إذن أنانية الكبار التى فرضوها على عالمنا والتى لم تخلصنا منها الجائحة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة