"وليام بولوك".. الأب الروحي للطباعة الحديثة
"وليام بولوك".. الأب الروحي للطباعة الحديثة


راح ضحية اختراعه.. بولوك الأب الروحي للطباعة الحديثة

هناء حمدي

الخميس، 13 يناير 2022 - 09:46 م

نجح في الوصول إلى هدفه وقدم اختراعا ليس بالحديث ولكن ما أضافه عليه جعله أحد الآباء المبكرين أصحاب الفضل في التطور، فكان حلمه هو الوصول إلى اختراع يفيد البشرية ويحقق مزيدا من الراحة والرفاهية للبشر، وبعد محاولات عديدة تمكن أخيرا من الإعلان عن التطور الأكبر في الاختراع ولكن ما هي إلا بضع سنوات ليتم إعلان وفاته على يد اختراعه الذي طالما حلم بتحقيقه، ورغم تركه قصته المأساوية للتاريخ  ترك أيضا اختراعا مازلنا نعتمد عليه في يومنا هذا.

 

"وليام بولوك".. الأب الروحي للطباعة الحديثة والذي توفي على يد اختراعه "الطابعة الدوارة" فالطباعة في حد ذاتها ليست بالاختراع الحديث فهي تعود إلى القرن الـ 15 مع ظهور أول طابعة حديثة على يد "يوهانز جوتنبرج" ومنها استمرت في التطوير حتى وصلت إلى "وليام بولوك" ذلك المخترع الأمريكي الذي ولد في "جرينفيل" في "نيويورك" عام 1813 بحسب موقع " Gizmodo"

اقرأ أيضا |  اتحاد العمال»: التكنولوجيا ستحدد مستقبل الوظائف .. ومليون «عامل أجنبي» علي أرض مصر

بدأ بولوك الاهتمام بالابتكار وحرصه على ظهور اختراعات جديدة للنور تعمل على تسهيل الحياة منذ أن عمل مع شقيقه في مجال الميكانيكا بعد وفاة والديه ونظرا لهوسه بالقراءة اهتم بتطوير نفسه في مجال الميكانيكا حتى تمكن في سن الـ 21 عاما من افتتاح محله الخاص للآلات في جورجيا وعرض فيه عدد من اختراعاته أهمها آلة قص الخشب ولكن عدم قدرته على التسويق كانت عامل هام في فشل اختراعه وإغلاق محله الخاص.

 

ولكنه لم ييأس وتمكن في عام 1849 من تصميم آلة لقطع الحديد مما أهله ليربح جائزة من معهد "فرانكلين" وبعدها بفترة صغيرة انشغل بولوك في العمل الصحفي ولهذا أجل العديد من الأفكار الابتكارية حيث كان يعمل كمحرر في صحيفة "فيلادلفيا" وعندما تم نقل مقر الصحيفة إلى نيويورك قرر بولوك أن يكون اختراعه القادم يجمع بين عشقيه الميكانيكا والصحافة معا وبعد عامين فقط تمكن من صناعة مطبعة الصحافة الدوارة.

 

وعلى الرغم من أن صاحب الفكرة الأولى للمطبعة الدوارة هو "ريتشارد مارش" في عام 1843 إلا أن بولوك تمكن من إضافة الكثير من التحسينات على تصميم ريتشارد ما سمح بتغذية المطبعة بالورق بشكل تلقائي من خلال البكرات مما أدى إلى إلغاء النظام اليدوي لوضع الورق وهو ما سمح لإعداد كميات كبيرة متواصلة من الورق يتم طبعها تلقائيا من خلال البكرات والقضاء على نظام جهة الطبع الواحد مما مكن الصحافة من طباعة ما يصل إلى 30 ألف ورقة في الساعة.

 

ومع ابتكار بولوك لهذا النوع من الطباعة في عام 1863 والتي قلصت بشكل كبير الوقت والعمالة المستخدمة في المطبعة الدوارة التي كانت مستخدمة من قبل أصبح ضمن أشهر العلماء الذين قدموا طفرة كبيرة في مجال الطباعة ولكن ما كان ينقص هذا الاختراع هو أنها لم تكن آمنة بشكل كافي حتى راح ضحيتها مخترعها بولوك في 3 أبريل من عام 1867 وأدرك بولوك حجم الخطر في مطبعته حينما سحبت إحدى المطابع ساقه عندما كان يقوم بتركيبها لصحيفة محلية في فيلادلفيا ما أدى إلى سحق ساقه في الطابعة وأصيبت بالغرغرينا وفي غضون أسبوع وبعد 9 أيام فقط من الحادث توفي بولوك خلال عملية لبتر طرفه الذي سحقته الطابعة ليودع حياته على يد اختراعه.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة