المستشار د. سامح عبد الله
المستشار د. سامح عبد الله


الحرق .. نهاية التنمر !

أخبار اليوم

الجمعة، 14 يناير 2022 - 05:26 م

 كتبت رشا عدلى:

أحرق تنمر المقربين من حوله العاطفة فى قلبه، فظل يلاحقه عار من نافذة مجتمع جاهل بأنه «أعور» رغم أنها طبيعته التى ولد بها، ظل يعانى من التنمر على مقعد المدرسة فهجر العلم وسُبله حفظا لكرامته وإنهاء لحالة ضيق وضجر كانت تنتابه يوميا، فاختار العمل فى إحدى الورش ليكتسب صنعة تمكنه من القفز على معاناته، ولكن ازداد الجُرح ألما بتنمر صاحب الورشة وزملائه عليه فهجرها وأصابته حالة من الاكتئاب العميق بسبب استهدافه بعبارات السخرية مِن كل مَن يصادفه إلا قليلا لم يشفع تعاطفهم معه أن يقتل بداخله نية الانتقام، فماتت العاطفة فى قلبه حتى أنه بعد عبارة مازحة بسخرية من أمه قرر الانتقام منها بطريقة بشعة فترصد عودتها من السوق وهى محملة بصنوف الطعام فطهى المأساة فور رؤيتها وبعود ثقاب واحد وقدر من البنزين أشعل فيها النيران وظل ينظر إليها وهى تتململ من لوعة الاحتراق على ابن فعل فيها من القبح مالا تستحقه وربما كان احتراقها حسرة على فراقه فى هذه الحالة السيئة.
ظلت الأم تؤكد وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة وهى على سرير المستشفى أن ابنها برىء وأنه طيب لايقصد قتلها بينما ظل هو يهذى بكلمات بصوت مسموع وكأنه مجنون «أمى ستكون بخير وستغفر لى خطيئتى».
اعترف المتهم أمام النيابة العامة بجريمته والتى أحالته بدورها إلى محكمة جنايات المحلة الكبرى بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار ولكن المحكمة كان لها رأى آخر حيث قضت برئاسة المستشار الدكتور سامح عبد الله وعضوية المستشارين أيمن يونس وخالد فاروق بمحاكمة المتهم بالمؤبد وقالت المحكمة فى حيثيات حكمها أنها أخذت المتهم بقسط من الرأفة حيث نظرت إلى العقوبة بوصفها أداة إصلاح لأنه يستحيل عقلا ومنطقا أن يكون هذا الشخص كامل الإدراك أو الوعى حتى لو جاء تقرير الطب النفسى عكس ذلك لأن المحكمة هى الخبير الأعلى كما قالت محكمة النقض لذلك أخذتها الرأفة بالمتهم لعلها تكون بداية إصلاح وصفحة جديدة فى حياته وأكدت المحكمة أن تلك الأم المجنى عليها لو عادت إلى الحياة مرة أخرى لانتزعته من بين أيدينا ولوقفنا صاغرين إلى منطق لا نعلمه وإلى سر من أسرار الكون لا يتجاوز إدراكنا.
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة