داليا جمال
داليا جمال


الرؤوس الطائرة في شركات الكهرباء

داليا جمال

الجمعة، 14 يناير 2022 - 06:25 م

شاء القدر أن أعيش الأسبوع الماضى أحداثا عجيبة دارت فى أروقة وزارة الكهرباء، وتحديدا فى شركة جنوب الدلتا لتوزيع الكهرباء، والحكاية أن مستثمرا عنده مصنع بالمنطقة الصناعية بقليوب يعمل منذ ٢٠ عاما، به ١٢٠٠ عامل، وملتزم بدفع فواتير الكهرباء زى الساعة، ونتيجة ارتفاع اسعار الكهرباء وصلت فاتورته الشهرية الى ما يقارب المليون جنيه منذ عدة شهور، ونظرا لعدم استقرار أحوال السوق، تعثر الرجل فى السداد، وكتب على نفسه شيكات لشركة الكهرباء تضمن سداد مستحقاتها، وأصبح السداد بنظام متفق عليه مع الشركة، فجأه المسئولون فى الشركة ابلغوه أن رئيس الشركة أصدر فرمان بسداد المديونية كاملة وإلا سيقطع الكهرباء عن المصنع! طيب والشيكات التى قبلتها الشركة.. بلها واشرب ميتها! هكذا جاءه الرد من رئيس الشركة!

طيب والنظام الذى رتبت أمورى ومصنعى عليه ! مش شغلى..! طيب أقابل رئيس الشركة.. رفض رئيس الشركة مقابلة صاحب المصنع واعلنها بكل جبروت وصلف وتحدى ما باقابلش حد!

أرسل الرجل شكاوى الى نائب الوزير، وإلى مرفق تنظيم الكهرباء، والعضو المتفرغ لشركات التوزيع، وتدخل رئيس شركة توزيع آخر يتسم بالعقل والحكمة ليفهم رئيس الشركه أن التعامل مع المستثمرين له أصول، وأن روح القانون تدعو لمساندة المستثمر الملتزم اذا تعثر، لا أن نذبحه طالما هناك ضمانات لحقوق الشركة، إلا أن تدخل كل هذه الشخصيات والمناصب لم تشفع للمستثمر عند رئيس شركة جنوب الدلتا، فرفض مقابلة الرجل للمرة الثانية وأبلغه على لسان أحد مرؤسيه بأنه سيقطع التيار عن المصنع غدا!!.. لم يجد الرجل إلا اللجوء للصحافة، فقمت بدورى بالاتصال بمعالى وزير الكهرباء دكتور محمد شاكر، الذى حرص على الرد والاستجابة الفورية رغم وجوده مع سيادة الرئيس فى مؤتمر الشباب، ليصدر تعليماته بمنح الرجل أسبوعا لسداد جزء كبير من المديونية، لقد أدهشنى ما يقوم به بعض رؤساء شركات الكهرباء مع المستثمرين، خاصة رفض مقابلة اصحاب المشاكل بدلا من مساعدتهم والوصول لحل!!

و وجدت نفسى اقول كان الله فى عونك يا دكتور شاكر.. فبعض من يعملون معك وصلوا لمناصبهم بطريق الخطأ، وأقولها لمعاليك بكل صدق، إنى أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها، وكراسى لابد أن يطير أصحابها من فوقها، فبقاؤهم خطر عليك وعلى كل قطاع الكهرباء، وصدق الحجاج بن يوسف الثقفى فى مقولته: حان قطافها... فاقطفها وريحهم يا معالى الوزير. وأرحمنا منهم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة