ونحن نتهم هذا المجلس الذي يسيطر عليه فلول الحزب الوطني المنحل والفاسد، كما يسيطر علي الوزارة نفس الاشخاص المنتمين لنظام مبارك الذي اسقطه الشعب واعادته حكومة محلب ووزير التعليم العالي لم أكن اتصور ان العام الجامعي الجديد والذي توقعت الاسبوع الماضي انه سيكون »أسود»‬، بإرادة الحكومة، قد بدأ بهذه السرعة، حيث ان القرار المفاجيء الذي اعلنه وزير التعليم العالي »‬أ.د. السيد عبدالخالق» بتأجيل بداية الدراسة من 27 سبتمبر إلي 11 أكتوبر، قد كشف وأكد ان العام الجامعي القادم أسود بصورة حقيقية، والكاتب الوطني الحقيقي عندما يتوقع شيئا، فإنه لا يريد ذلك ولكنه يمسك بجرس انذار لعل من بيدهم الامر يقرأون ويتابعون ويتفحصون ويتخذون من القرارات الجدية والعاجلة لتجنب ما هو سييء متوقع حدوثه. فقرار تأجيل الدراسة الجامعية يكشف عن ازمة في صنع القرار، فمصدر القرار اعلن ان وزير التعليم العالي هو الذي قرر، وعندما ارتفع النقد للوزير، حدث التهرب إلي انه قرار مجلس الوزراء. وعن اسباب القرار، اعلن عن العديد من الاسباب، اغلبها علي لسان الوزير، فتارة يقال ان التأجيل لاسباب امنية، ثم ينفي الوزير ذلك، وتارة اخري يقال حتي تتاح الفرصة امام الجامعات لاتخاذ اجراءات الاستعداد للعام الجامعي، وتارة ثالثة ان التأجيل بسبب اجازات عيد الاضحي المبارك!! والسؤال ولماذا اذن تبدأ الدراسة يوم 20 سبتمبر في المدارس ولم تؤجل حتي الآن؟! ومن ثم يتضح ان الحقيقة غائبة، حتي ان الوزير صرح في جامعة المنصورة، ان سبب التأجيل هو عدم استعداد 3 جامعات للعام الدراسي!! ولماذا اذن ينسحب علي كل الجامعات وعددها »‬22» جامعة!! الامر الذي يؤكد بالقطع ان كل هذه أكاذيب، وان كل المبررات التي قيلت واغلبها علي لسان الوزير ضبابية وغير صادقة بل وصادمة لكل من يتابع الشأن الجامعي، لانه يتم اعادة انتاج نفس العام السابق، حيث تم التأجيل لعدة اسابيع وصلت إلي شهر كامل، وكذلك مع بدء الفصل الدراسي الثاني لمدة شهر، وتم تقديم الامتحانات شهرا آخر، فكانت النتيجة هو عام دراسي جامعي مشوه واسود ومضيعة كبري كشفت عن تواطؤ اغلب رؤساء الجامعات مع الحكومة المترددة التي يرأسها الببلاوي، ومن بعده حكومة محلب، ولعل ما يؤكد عدم مصداقية كلام الوزير بشأن التأجيل غير المبرر، ان قرار تحديد بدء الدراسة صدر من المجلس الاعلي للجامعات بانه يوم 27 سبتمبر ويعني انه قد نوقش تفصيليا في وجود جميع رؤساء الجامعات ولو ان الموضوع مرتبط باستعداد الجامعات، لاعلن ان هناك من هو غير مستعد، فيتم تأجيله في ذات الجلسة، ولكن معني ان يحدد الموعد في حضور الجميع، ان كل الجامعات مستعدة!! فضلا عن ان الموعد المحدد اصلا هو موعد غير قانوني، لان قانون تنظيم الجامعات ولائحته التنفيذية، ينصان علي ان العام الدراسي الجامعي يبدأ يوم السبت الثالث في شهر سبتمبر وهو الذي يصادف 20 سبتمبر، فكيف يحدد بـ 27 سبتمبر، ثم يؤجل إلي »‬11» أكتوبر والمؤكد هنا ان قوة خارجية هي التي قررت التأجيل، وفرض علي الوزير، وكان الاكرم له ان يستقيل لانه في موقف حرج!! ولكن ليس من طبيعة هذه النوعية من الوزراء الا الطاعة لا الاستقالة!! وفي مقالي السابق، أشرت إلي ثلاثة اسباب وراء توقعي العام الجامعي الجديد بانه »‬أسود» وهي: 1- استمرار اخونة الجامعات: حيث ان هناك »‬4» جامعات مازال رؤساؤها منتمين إلي جماعة الاخوان »‬الاسكندرية - بني سويف - السويس - أسوان »‬اكتشفت مؤخرا»، وذلك بعد عزل رئيس جامعة بورسعيد، ووقف رئيس جامعة المنيا علي استحياء لمدة ثلاثة اشهر او لحين بلوغه المعاش »‬ايهما اقرب»، دون استكمال عزل الباقين، الامر الذي يؤكد استمرار القلق والاضطراب في الجامعات، فضلا عن استمرار اكثر من »‬60» شخصية اخوانية تشغل مناصب جامعية حتي الان دون تفكير في الاطاحة بهم!! فهل ننسي ازمة قطع التيار الكهربائي بسبب القيادات الاخوانية الموجودة في الكهرباء، والعجيب ان هناك مسئولين اعلاميين في الصحف القومية والخاصة  يدافعون عن هذا او ذاك من هؤلاء بأنهم ليسوا اخوانا بل يساهمون في تلميعهم اعلاميا!! بل ان وزير التعليم العالي يدافع عنهم، أليس في هذا تواطؤا صارخا ينبيء بالسييء والأسوأ؟! 2- الغاء انتخابات القيادات الجامعية واستبدالها بنظام الاختيارات من بين المرشحين او الراغبين في تولي المناصب الجامعية: وقد رأينا ان الامر يفتقر للمعايير، وان الشروط المطروحة صاغها المجلس الاعلي للجامعات، وهو غير شرعي وغير دستوري، بعد الغاء نظام الانتخابات بتعديل قانون الجامعات بقرار من الرئيس السيسي. ونحن نتهم هذا المجلس الذي يسيطر عليه فلول الحزب الوطني المنحل والفاسد، كما يسيطر علي الوزارة نفس الاشخاص المنتمين لنظام مبارك الذي اسقطه الشعب واعادته حكومة محلب ووزير التعليم العالي، باهدار »‬قانون السيسي» وتوظيف التعديل لصالح الفلول، ولذلك فان جميع الاختيارات التي تمت والمعروض اسماؤهم علي السيد الرئيس هي اختيارات فاشلة او مشبوهة سياسيا، ويريد من يعرض ذلك علي الرئيس توريط الرئيس باعادة نظام مبارك مرة اخري، مع استمرار القيادات الاخوانية في »‬4» جامعات، ونطالب الرئيس بالغاء هذه القرارات وحل المجلس الاعلي للجامعات، واقالة او استقالة جميع رؤساء الجامعات السابق انتخابهم ومن بينهم رموز اخوانية، وتكليف لجنة رئاسية بوضع معايير جديدة وواضحة لاختيار رؤساء جامعات قادرين علي قيادة هذه المؤسسات لتكون مصنعا لتخريج الرجال وقيادة تقدم الوطن ونحذر من مغبة سلوك الوزير وبطانته من الحزب الوطني المنحل في الوزارة التي تقود الجامعات للهاوية، ويكفي ان نقول ان افضل الخبراء والمستشارين من غير رموز مبارك اجبر علي تقديم استقالته بسبب تجاوزات الوزير وبطانته »‬د. احمد عاشور». 3- استحضار رموز مبارك مرة اخري لقيادة العملية التعليمية في الجامعات هي كارثة بكل المعايير، تورطت فيها الحكومة كاملة، ووزيري التعليم بصفة خاصة، ولعل الاشارة إلي ان تكليف وزير التخطيط لحسام بدراوي ليكون مقررا للجنة التعليم لرسم خطة التعليم في مصر 2030 فهو كارثة بكل المعايير!! فمنذ متي.. استطاع هؤلاء تطوير التعليم الا للأسوأ؟!.. وفي ضوء ما سبق، وعلي هدي ما كشف عن قرار تأجيل للدراسة، نؤكد علي ان عاما جامعيا أسوأ من السابق في انتطار الشعب المصري طالما لم يتم عزل رؤساء الجامعات المنتخبين ولا عزل رؤساء الجامعات الاخوان، وعدم اختيار رؤساء الجامعات الجدد بلا معايير سوي استحضار رموز من نظام مبارك الفاسد، كما ان الطعن علي كل ذلك سيستمر، وطعن الطلاب علي لائحتهم الأسوأ من نظام مبارك سيستمر، ومع انعدام الارادة والنية، فإن العام الجامعي سيكون أسود بكل أسف، وبارادة الحكومة ذاتها لانها لا تستمع الا للاجندة الخفية!! لذلك فإن الثورة مستمرة حتي النصر بإذن الله وازاحة رموز مبارك والاخوان، ومازال الحوار مستمرا ومتصلا.