هناك مشروعات قومية.. جميل، لكن هل هناك سيستيم لتسويقها سياسياً للناس ؟؟ هناك عمل يتم ويحدث.. عظيم، لكن أين السيستيم الذي يجعلنا نشارك فيه بدلاً من أن نسأل عنه ؟؟ جاهزون  لدفع الفواتير، لكن أين النظام ؟؟ أين السيستيم؟؟ لا معني لمشروعات قومية، أو أي جهد لتنمية هذا البلد بدون (سيستيم).. سيبدو الأمر وكأن كل سطر تكتبه، يمحوه آخرون، فتظل الورقة بيضاء في النهاية. بالأمس حدثت أزمة كهرباء الطبيعي أن يعتذر عنها الوزير ثم يصدر بياناً رسمياً ثم يستقيل، لكن الذي حدث أن أغلب مناطق القاهرة الكبري (اتشدت) عنها (الفيشة). والعطل الفني المزعوم نتيجة سيستيم خطأ. أول من أمس هاجت شبكات التواصل الاجتماعي علي خبر تعيين (هاجر) ابنة شقيق السيسي في النيابة الإدارية، وأطلق البعض شائعات مفادها أنها ناجحة بتقدير (مقبول)، وقارنوا بينها وبين (عمر) ابن محمد مرسي الذي كان سيعين في إحدي الوظائف البعيدة عن مجال تخصصه، وترك الموضوع ليكبر، وسيتحول مع مرور الوقت إلي قطعة من العلك تلوكها الألسنة، فماذا يقول السيستيم ؟؟ يقول السيستيم إن الأساس هو أحقيتها من عدمها، فإن كانت تستحق وحصلت علي فرصة مساوية لدفعتها فأهلاً وسهلاً، وإن لم تكن، فبئس الوظيفة وبئس منصب جاء بغير حق، وعلي الرغم من أن السيستيم يقول كذلك إن هناك متحدثا يجب أن يخرج ليوضح أنها حصلت علي تقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف، وأن أحداً من أبناء دفعتها لم يظلم بسببها، فإن ذلك لم يحدث حتي لحظة كتابة هذه السطور، وهو ما يعيدنا للسيستيم الذي يقول إن هناك كثيرين يشعرون بالظلم في تعيينات النيابة، وهناك حكايات تروي في أماكن عديدة عن واسطة وخلافه، والسيستيم الصحيح أن يتم كل شيء بشفافية كاملة، وأن تقدم تظلمات ينظر فيها بمنتهي العدل والنزاهة. التعيينات ليست موضوعنا بقدر ما هو السيستيم، وقبل نحو أسبوع شرفت بإدارة ندوة لصديقي الكاتب المبدع أحمد مراد في مكتبة مصر العامة بالزاوية الحمراء، وهي صرح محترم، يقوم عليه أشخاص مخلصون ومحترمون، لكن فجأة وجدنا البلطجية يحتلون أسواره بعد أن حولوها إلي ساحة انتظار تمنع دخول وخروج السيارات، إضافة للقمامة المحيطة بصرح تكلف الملايين، ولا حياة لمن تنادي في الحي أو المحافظة أو الداخلية، ليس هذا فقط، بل إن القبح الإداري جعل موظفي هذه المكتبة لا يتقاضون مرتباتهم لشهرين كاملين دون سبب معروف، رغم نجاحهم في تحصيل اشتراكات أربعة آلاف عضو يرتادون مكتبة عامة في مجرد أربعة أشهر، فأين السيستيم ؟؟ السيستيم كذلك لا يجعلنا نطالب دائماً أبداً بسرير في غرفة عناية مركزة لا يجده مريض، أو حضّانة لا يجدها رضيع، ولا يجعلنا نصرخ علي شبكات التواصل الاجتماعي بوجود انتهاكات في دار أيتام، وما لا يعلمه كثيرون أن فيديو دار أيتام مكة التي يحاكم صاحبها الآن بدأ يتحرك من الفيس بوك حتي وصل لمكتب الرئيس، ولو لم يصل لمكتبه لما تحركت وزارة التضامن، ولذلك نطالب بالسيستيم الذي يسمح بحل المشكلة قبل الوصول لمكتب الرئيس، والاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي بدلاً من السخرية منها ومعاداتها. نقول كمان ؟؟ مد الخيط علي استقامته، التعليم المحترم يحتاج إلي سيستيم، الرعاية الصحية تحتاج إلي سيستيم، الإعلام الذي يظهر عليه الشتامون والمحرضون وقاذفو الأعراض يحتاج إلي سيستيم، الأمن يحتاج إلي سيستيم بحيث لا يموت جنودنا ويستشهدون في استهداف حافلاتهم ومدرعاتهم في نفس المنطقة وبنفس الطريقة أكثر من مرة، ونخرج بنفس ردود الأفعال ولا شيء جديد. هناك مشروعات قومية.. جميل، لكن هل هناك سيستيم لتسويقها سياسياً للناس ؟؟ هناك عمل يتم ويحدث.. عظيم، لكن أين السيستيم الذي يجعلنا نشارك فيه بدلاً من أن نسأل عنه ؟؟ هناك أناس يحبون هذا البلد.. أكيد، لكن أين السيستيم الذي يحشد هذا الحب في الاتجاه الصحيح لبناء هذا البلد بدلاً من هدمه في مهاترات ومعارك تافهة ؟؟ نحن مستعدون لدفع الفاتورة.. لكن أرجوك فتش عن السيستيم. ليس معقولاً أن يكون السيستيم هو عدم وجود سيستيم يا سيادة الرئيس، والبلد لا يحتاج رئيساً بالمعني التقليدي بقدر ما يحتاج مديراً يضع السيستيم الصح .