المجني عليه
المجني عليه


في إيطاليا.. لا يزال التحقيق مستمراً لكشف لغز مقتل شابين مصريين

أخبار الحوادث

السبت، 15 يناير 2022 - 03:39 م

مي السيد

.. «جثة مكبلة اليدين.. وأخرى ملقاة على شريط سكة حديد.. وثالثة بها طعنات مختلفة بالجسم»، هذا ما تشهده إيطاليا عدد من جرائم القتل التى يتعرض لها مصريون فى مدن مختلفة بالبلاد، ولم تكشف السلطات الأمنية حتى الآن الأسباب والدوافع وراء ارتكاب أهم جريمتين.. وتدخلت وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج من أجل إنهاء إجراءات الدفن.. وقد أكدت الوزيرة نبيلة مكرم أن تلك الجرائم فردية ولا تستهدف الجالية المصرية المسالمة بطبعها هناك.

منذ 10 سنوات، قرر عماد محمد عبد المعطى، البالغ من العمر 49 عامًا، من مواليد عام 1973، السفر وراء شقيقه الأكبر، بحثًا عن الرزق، داخل تلك الدولة الأوروبية، التى تبعد عن مصر مليون كيلو مربع تقريبا، حتى يلبى طلبات أسرته، المكونة من زوجة و3 أبناء، يقيمون فى قرية شبرا ملس التابعة لمدينة زفتى فى محافظة الغربية.

استقبل شقيق عماد، أخيه الأصغر بحفاوة بالغة، ومكث معه فى منزله الواقع داخل مجمع سكنى شعبى رقم 150 بشارع جوج موراندى بمنطقة مونتسكروا، داخل ضاحية يطلق عليها ضاحية تور سابيمزا بمدينة روما العاصمة.

عمل عماد مع شقيقه فى عدد من المجالات العقارية والفنية، والبناء خلال السنوات العشر التى قضاها فى إيطاليا، طبقًا لأقوال أقاربه، كان عماد دائم الحرص على النزول كل عام، لقضاء إجازته السنوية برفقة أهل بيته، عماد يتمتع بين أهل قريته بحسن السمعة والجيرة الحسنة، وهو ما أكده أيضا جيرانه وأصدقاؤه فى إيطاليا عقب اكتشاف الجريمة وتصريحاتهم لوسائل الإعلام، وفى يوم 12 ديسمبر الماضى، وكعادته خرج عماد من منزله حاملا حقيبته وهاتفه المحمول.

شعر شقيقه الأكبر بحالة من القلق، فلم يعد عماد فى الميعاد المعتاد، وهو الأمر الذى دفعه للاتصال بهاتفه الذى كان مغلقًا، حاول التواصل مع زملائه فى العمل، فكانت المفاجأة بالنسبة له، أن شقيقه لم يحضر إلى العمل من الأساس.

انتقلت حالة القلق إلى منزل عماد، حيث تسبب غلق هاتفه فى حدوث حالة من الرعب لزوجته، التى لم تتعود منه عدم الاتصال بها، ومن الطبيعى أن تحاول الاطمئنان عليه من شقيقه الأكبر، إلا أن اختفاءه كان بمثابة لغز كبير.

بعد مرور أكثر من 24 ساعة على اختفاء عماد لم يجد شقيقه سوى الاتصال بالجهات الأمنية، وتقديم بلاغ رسمى باختفائه، وهو ما جعل السلطات تبحث عنه ضمن نطاق عمله، أملا فى العثور على أى تفصيله صغيرة يمكن أن تؤدى إلى اكتشاف مكانه.

جثة

4  أيام ولم يظهر أى أثر لعماد الشهير بأبو المعتوه، وهو لقب عائلته، وكانت المفاجأة عندما عثر عليه شقيقه بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، داخل شقة مجاورة لهم، ولكن كان فى حالة يرثى لها.

ففى داخل الشقة التى عثر عليه فيها كان مفارقًا للروح، وجد داخل تجويف موجود فى حائط الشقة، مقيد اليدين والقدمين، ولم تظهر عليه أى علامات تدل على المقاومة أو العنف، ولم تستطع السلطات إخراجه بسبب صغر حجم التجويف.

ذلك الأمر استدعى قيام الأجهزة الأمينة الإيطالية، لطلب مساعدة خارجية من رجال الإطفاء، الذين حضروا برفقة المعدات الخاصة بهم، وأخرجوه ووضعوه داخل سيارة إسعاف، ونقلوه إلى مشرحة المستشفى تمهيدًا لتوقيع الفحص الطبى على الجثة، والوقوف على أسباب الوفاة وقتها.

كان التقرير المبدئى يشير إلى أنه تعرض لجريمة قتل، ولم يجدوا أى محاولات منه للمقاومة والجثة بها آثار خنق كما تبين للسلطات الأمينة اختفاء حقيبته التى كانت بداخلها جميع أوراقه وهاتفه المحمول.

فور سماع الخبر دخلت أسرة المجنى عليه فى حالة من الحزن، كونه غير عدوانى ولا يوجد خلافات بينه وأحد، واتشحت قريته بالسواد، وحاولت زوجته الحصول على تأشيرة للذهاب إليه، ولكن محاولاتها باءت بالفشل.

تدخل الهجرة

تدخلت السفيرة نبيلة مكرم فور علمها ببحث زوجة المجنى عليه عماد عن تأشيرة للسفر إلى زوجها ورؤية جثمانه، وقالت السفيرة «إنها تواصلت مع زوجة المواطن المقتول فى إيطاليا عماد محمد عبد المعطى، والذى وجده شقيقه متوفيا داخل تجويف مقيد اليدين والأرجل بإحدى ضواحى روما، 

وأَضافت السفيرة؛ «زوجته طلبت منها أن تساعدها فى رؤية زوجها، وعلى الفور تواصلت مع سفير الدولة الأوروبية بمصر لإنهاء إجراءات سفرها”.

وأشارت مكرم إلى أنه وبالرغم من صعوبة الحصول على تأشيرة للسفر إلى الدول الأوروبية في الوقت الحالى، إلا أنها كتبت خطابًا إلى السفارة وشرحت فيه الظروف الإنسانية والحالة الطارئة لسفر الزوجة لترى زوجها، مؤكدة أنها حصلت عليها.

وأوضحت السفيرة نبيلة مكرم، أن ملفات وزارة الهجرة «إنسانية جدا، وأن الحالات الجنائية والحماية القانونية لابد من العمل عليها، فضلا عن العمل على إرسال رسالة دوما إلى أبناء المصريين بالخارج بأن الدولة بجانبهم طول الوقت، ولكنها لا تتدخل فى أى أحكام، إجراءات أو قرارات تصدرها الدول الأخرى لكى تستهدف بها التحقيقات.

الجريمة الثانية

لا تختلف تلك الجريمة عن سابقتها، فالقتيل ايضًا مصري، والجانى غير معلوم، وقد وقعت الجريمة فى سبتمبر الماضى، حيث عثرت السلطات الإيطالية، على جثة الشاب المصرى إسلام عيد الطباخ 30 عاما وهو من مدينة تلا فى محافظة المنوفية، أمام مزرعة قرب مدينة لوديوقد.

 

كان إسلام قد عاد لتوه من القاهرة بعد قضاء إجازة قصيرة مع شقيقته ووالدته، حيث كان في استقباله عمه الذى كان يقطن معه فى عاصمة المقاطعة الواقعة شمال إيطاليا في جنوب وسط إقليم لومبارديا.، ووفقًا للصحف الإيطالية فقد اعتاد إسلام التنزه كثيرا بالقرب من المنطقة، بل وشاهده البعض ينام في المحطات، لذلك لم يتعجب البعض وجوده فى هذا المكان؛ حيث أخبر عمه أنه سيخرج للتنزه والجلوس على أحد المقاهى.

 

 واختفى إسلام فى الخامسة والنصف مساء، حتى وجدته السلطات الإيطالية متوفى أمام مزرعة بجوار قضبان السكك الحديدية على بعد 4 كم من مدينة لودى، ونقلته إلى مستشفى مدينة بافيا الإيطالية.، وفور الحادث أصدرت وزارة القوى العاملة بيانًا حول الحادث قالت فيه؛ لقى المواطن المصرى إسلام عيد أحمد الطباخ مواليد 19-10-1991 حتفه عقب عودته من إجازته التى قضاها فى مصر، وتوجد شبهة جنائية فى الوفاة، حيث وجدته السلطات الإيطالية مقتولا أمام مزرعة بجوار قضبان السكك الحديدية على بعد 4 كم من مدينة لودى، ونقلته إلى مستشفى مدينة بافيا الإيطالية.

 

جرائم فردية

وتواصل مكتب التمثيل العمالى المصرى فى ميلانو مع الجهات المسؤولة، حتى تم التأكد من أن جثمان إسلام غادر من مطار مالبينسا بمدينة ميلانو، وقالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، إنها تتابع سير التحقيقات بالتعاون مع القنصلية العامة المصرية بميلانو، للكشف عن سبب الوفاة الحقيقي.، ولفتت مكرم أن «الأحداث الجنائية التى تحدث للمصريين بالخارج ما هى إلا أحداث فردية وليست رسالة موجهة للجالية المصرية بعينها»، مشيرة إلى أن الجالية المصرية بالخارج سريعة الإدماج وغير عدوانية.

 

كما شهدت إيطاليا عددا من الجرائم الأخرى التى قتل فيها مصريين خلال الأعوام الماضية منها الشاب مصطفى جبر  صاحب الـ16 عاما ومن مدينة طنطا، والذى سافر بطريقة غير شرعية، حيث لقى مصرعه داخل محطة مترو بروما الإيطالية على يد مواطن إيطالى بطعنة نافذة بسكين، وأيضا مقتل مواطن مصرى أخر دهسا تحت عجلات شاحنة فى إيطاليا، ومقتل مواطن يدعى أشرف وهدان من محافظة المنوفية، ويقيم فى مدينة ترييستى بـ33 طعنة نافذة، وكان جسده مصابا بجروح فى جميع أنحاء جسده واتهمت السلطات نجله بأنه وراء الحادث.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة