الفائزون بجائزة ساويرس يتحدثون لأخبار الأدب
الفائزون بجائزة ساويرس يتحدثون لأخبار الأدب


«لكل واحد قصة تستحق أن تروى».. الفائزون بجائزة ساويرس يتحدثون لـ«أخبار الأدب»

أخبار الأدب

السبت، 15 يناير 2022 - 04:17 م

بقلم: أسامة فاروق

بخلاف الجدل –وبعضه صحى بالمناسبة- شكلت جائزة ساويرس منذ انطلاقها قاعدة مهمة لتقديم وتكريم العديد من التجارب الإبداعية الحقيقية، كما استطاعت أن تحقق مكانة بارزة بين الجوائز العربية والمحلية.

الأسبوع الماضى استضاف متحف الحضارة حفل إعلان وتوزيع جوائز الدورة 17 من المسابقة التى بدأت منذ عام 2005 لاختيار أفضل الأعمال الأدبية لكبار وشباب الأدباء والكتاب المصريين فى مجالات الرواية، والمجموعات القصصية. وعلى مدار 16سنة، تطورت المسابقة لتشمل مزيدًا من الفروع، حيث تم إضافة السيناريو السينمائى والكتابة المسرحية. وفى عام 2013 تمت إضافة جائزة جديدة فى مجال النقد الأدبى والتى تم تعديلها لتكون جائزة السرديات الأدبية والفنية لكى تتيح المجال للمزيد من الأعمال الإبداعية غير الروائية non-fiction وتشمل (السيرة، السيرة الذاتية، أدب الرحلات، والمدونات التاريخية، والكتابات النقدية) للتقدم للجائزة. وفى عام 2020 تم إطلاق جائزة الترجمة التى تتيح ترجمة الرواية الفائزة بالمركز الأول، فرع شباب الأدباء، إلى اللغة الإنجليزية كجائزة تضاف إلى الجائزة النقدية. وفى الدورة الجديدة تم استحداث جائزة أخرى لأفضل كتاب للأطفال تحت سن 12 سنة.

هنا نتحدث مع بعض الفائزين بالدورة الجديدة للجائزة، لأن لكل واحد منهم قصة تستحق أن تروى ومجهوداً يستحق الاحتفاء. وفى حديثهم تذكير بالدور الذى تقوم به الجوائز فى حياة الكتاب والمبدعين، تأكيد لحتمية وجودها حتى لو اختلفنا حولها، فى حديث الفائزين هنا نلاحظ حجم الضغط الواقع على المبدعين ومدى حاجتهم لوجود الجوائز التى تمنحهم القليل من الأمان والتقدير وبعض التشجيع المفتقد.

بداية ونهاية
فى حديث الفائزين بعض المفاجآت أيضا، حيث اعتبرها عادل أسعد الميرى الفائز بجائزة أفضل رواية، فرع كبار الأدباء عن روايته «خيوط أقمشة الذات»، نهاية للطريق! قال الميرى إنه فوجئ تماما بخبر الفوز بجائزة الرواية، لأنه تردد أصلا فى وضع كلمة (رواية) على الغلاف «الأحداث التى أسردها فى النص، كلها وقائع حياتية بأسماء أشخاصها، لكن يبدو أنهم فى دار نشر (إيبيدي) لم يدركوا حجم هذا التردّد، لذلك ظهرت الكلمة على الغلاف بسهولة.

وقد يكون هذا الاتجاه إلى الرواية التسجيلية مقبولاً حاليا، خاصة منذ حصول صحفية أوكرانية على جائزة نوبل فى الأدب، قبل بضع سنوات، رغم أن كتبها هى مجرّد تسجيل لوقائع».


لكنه على أى حال أسلوبه الذى أصبح مألوفا، حيث جعل الميرى حياته محورا لرواية مفتوحة، ينثر أجزاء منها فى كل عمل جديد، وهى تجربة ربما تكون غير مسبوقة فى الكتابة العربية. تجربة يصعب تصنيفها، وكتابة تختلط فيها الحقيقة بالخيال فيصعب حصرها فى لون أو شكل محدد، أسلوب لم يغيره أبدا منذ بدأ الكتابة بداية من كتابه (تسكع) 2008، و(كل أحذيتى ضيقة) 2009، و(لم أعد آكل مارون جلاسيه) 2011، و(شارع الهرم) 2015، و(محاولات اكتشاف مصر) 2018، و(تسكع على أرصفة باريس) 2021، وصولا إلى (خيوط أقمشة الذات)، يؤكد: كل هذه المؤلفات هى فقرات من حياتى، سبقت كتابتها فى كرّاسات مذكراتى، تقريبا بنفس الصياغة التى ظهرت بها فى الكتب، ولم يكن هناك أى مجال للتأليف، ولا للتخييل، كل هذه المؤلفات هى ذكريات من حياتى، كنت أسجلها أولا بأول، كتابةً فى كرّاسات مرقّمة من 1 إلى 153، ولولا هذه الكراسات ما تمكنت من تأليف كتاب واحد، لأن ذاكرتى لم تعد تحتفظ كثيرا بالتفاصيل، خصوصا خلال السنوات الخمس الأخيرة ومع التقدّم فى السن.


يفاجئنا الميرى فيضيف: تقريبا فى اللحظة الحالية لم يعد هناك فى جعبتى المزيد من الحكايات، أى لم تعد هناك فى تخطيطى للمستقبل أيّة مشروعات كتابية، قد أتوقف نهائيا الآن عن التأليف، لكنى قد أستمر لبعض الوقت فى الترجمة، وحتى الترجمة لست متأكدا من رغبتى فى الاستمرار فيها، والله أعلم. ولذلك فإن توقيت حصولى على هذه الجائزة الآن، يتفّق مع فكرة أننى قد وصلت إلى نهاية الطريق.


فى الوقت الذى اعتبر فيه الميرى الجائزة نهاية للطريق، كانت بمثابة بداية لكتاب آخر هو محمد عبد الله سامى، الفائز بالجائزة فى فرع شباب الأدباء للمرة الثانية عن مجموعته «نابليون والقرد». قدمته الجائزة مرتين ورسخت اسمه رغم أن أول احتكاك له مع الوسط الثقافى كان فى 2019 وقت أن قرر.

 

علاء عبد الهادي يكتب : زلة نجيب 

مشكلة رجل الأعمال الناجح المهندس نجيب ساويرس فى لسانه المندفع إلى حد الانفلات، ولا يكاد يذكر اسمه إلا وتجده مقرونا بتورطه فى كلمة هنا أو هناك، وماكادت تهدأ «دولة السوشيال ميديا» بسبب تصريحاته المثيرة للجدل ودفاعه المبالغ فيه عن جرائم مطربى المهرجانات ومسئوليتهم المباشرة عن تدنى الذوق العام، حتى أوقع نفسه فى مشكلة أكبر، وورط «مؤسسة ساويرس الثقافية» فى معركة أخرى غير مبررة هذه المرة مع الجماعة الثقافية والفكرية، عندما ربط بين إنشاء هذه المؤسسة المهمة، وبين مساعدة الزبالين.. حيث قال نصا فى احتفالية توزيع الجوائز قبل أيام إن والدتهم «كانت تصطحبهم» إلى حي «الزبالين»، وتوصيهم بالفقراء في مصر، ليتفق بعدها مع أخويه سميح وناصف على إنشاء مؤسسة تعنى بالثقافة، واستطرد بقوله : «ربنا وفقنا وعملنا المؤسسة دى وكنا في الأول نقطة في محيط ودلوقتي بقينا نقطة في بحر».
لا خلاف على أهمية الدور الذى تلعبه هذه المؤسسة الثقافية فى إثراء الحياة الثقافية المصرية والعربية، ولا خلاف على أنها أصبحت منصة لإطلاق مبدعين فى شتى مناحى الإبداع كما حدث مع مريم ناعوم التى شهدت المؤسسة ميلادها الإبداعى قبل سنوات، وغيرها، ولكن ومع كامل احترامنا وتقديرنا للزبالين الذين يقومون بمهمة وظيفة فى غاية الأهمية، ولولاهم لما تحمل الحياة وسط نفاياتنا وقاذوراتنا، ليس من الكياسة أن تعطف انشاء المؤسسة الثقافية على مساعدة « الزبالين». لقد أوقعتك واو العطف مع الجماعة الثقافية وبدلا من تلقى الثناء على دور ورسالة المؤسسة الفريد والرائع، حدث العكس، وفسد الفرح بسبب كلمات غير منضبطة، وخارج سياقها ولم يكن لها اصلا داع فما علاقة مساعدة الزبالين ــ وهو عمل نبيل ــ بإنشاء كيان ثقافى؟!
قد يقول قائل إن هذا تربص غير مبرر بالرجل، وهجوم من عواجيز الفرح، لأن الرجل لا يقصد بالتأكيد أن يهين ضيوفه ( من كبار المثقفين ) الذين دعاهم إلى احتفاليته السنوية لتوزيع الجوائز!
كتابتى هذه ليس الهدف منها النيل من دور هذه المؤسسة الثقافية، ورسالتها، بل على العكس أتمنى أن يكون لدينا بدلا من هذه المؤسسة، عشرات المؤسسات، لأن كل هذا يثرى الحياة الثقافية والفكرية، ولكن نصيحتى للمهندس نجيب، إذا قبل بالنصيحة، لا تعط فرصة للسانك لكى يتغول على عقلك، واقترح عليك أن تقرأ دائما من ورقة مكتوبة.. هذا أفضل لك وأفضل لنا . 

نشر روايته الأولى «درب الإمبابي»، يقول إن كل ما كان يطمح إليه ألا يُظلم الكتاب، كان يخاف فقط من أن يصدر ولا يجد من يقرؤه، وضمنت له الجائزة بعض المقروئية «الجوائز تساهم فى تسويق الكتب بشكل كبير، وفعلا لم أكن أطمح لمال، ولم أكن أعرف أى معلومات عن الجائزة أصلا، دار النشر هى التى تكفلت بالمسألة وشرحت لى الأمر بعد ذلك».


فوز عمله الأول ثم الثانى كان مفاجأة بالنسبة له، لكنه فى الوقت نفسه دليل على أن هناك من يهتم ويقرأ، «وهو ما يعطى كل كاتب أملاً بأن عمله سيقرأ وسيقدر فى النهاية». 


«باب الجنة» القصة الأولى فى المجموعة الفائزة هى أول قصة يكتبها محمد قبل حتى أن يكتب «درب الإمبابى» كان يكتب القصص دون التفكير فى النشر، ثم ظهرت فكرة الرواية، فتوقف لكتابتها ثم تفرغ لنشرها «كانت واضحة ومكتملة لذا نشرتها قبل المجموعة» وبعد عام تقريبا من صدور الرواية عاد مجددا لكتابة القصص فاكتملت المجموعة التى صدرت بعد ذلك بعنوان «نابليون والقرد» وكان قد تردد قليلا قبل صدورها بحثا عن ثيمة تجمع قصصها ببعضها، لكنه فضل فى النهاية أن يكتشف القارئ ذلك بنفسه.


محمد يستعد حاليا لاستقبال روايته الجديدة «الآن تأمن الملائكة» المتوقع صدورها خلال أيام، وتدور حول عسكرى يحرس البوابة الخلفية لمعبد إخناتون بتل العمارنة ويوفر زيارات ليلية للمعبد!


يانصيب
ضمان المقروئية دون حسابات ربما يكون هم جميع المشاركين، وبالنسبة لـ يوسف نبيل الفائز بالمركز الثانى بجائزة أفضل رواية فرع شباب الأدباء عن رواية «اللقاء الأخير» فإن سعادته كانت مضاعفة بعد أن عرف أسماء أعضاء لجنة التحكيم، يفسر: اطمأن قلبى بعد أن أدركت أنى لست على علاقة أو معرفة شخصية بأى من هذه الأسماء المحترمة؛ الأمر الذى أقنعنى بتوفر العامل الموضوعى بقدر كبير. 


بدأ يوسف تأليف «اللقاء الأخير» فى وقت كان قد انخرط فيه فى مشروعات ترجمية كثيرة، «كنت أحاول إحداث نوع من التوازن بين تأليف الروايات وعملى بحقل الترجمة. بالرغم من أنى بدأت نشر الروايات فى عام 2011، أى قبل نشرى لأى كتاب مترجم بأعوام، إلا أن انهماكى الشديد فى الترجمة بعد أن تفرغت لها وصارت عملى الرئيس، جعلنى فى تحد صعب للموازنة بين الاثنين».


راودته فكرة «اللقاء الأخير» فى بداية الأمر عندما تأمل فى علاقة الضغط والمقاومة المتبادلة بين عالم الأطفال من جهة، والكبار  الذين يحاولون قولبتهم من جهة أخرى. يقول إن لدينا الكثير من الأعمال الإبداعية التى تناولت موضوع القولبة والقهر وما إلى ذلك، لكن قليلاً منها هو ما رصد بوضوح العكس؛ أى حركات المقاومة والتمرد التى يبديها الطفل ضد تشكيل شخصيته وقولبتها.

من هنا حاول أن يمجّد هذه اللحظات، حتى لو لم تحرز نجاحًا كاملا فى كل الظروف، وتناول حياة بطل الرواية الفتى، وسط صراعاته الأسرية والدينية والاجتماعية. تطورت فكرة العمل بعد ذلك لتتضافر قصص أخرى مثل ضابط الشرطة الذى يبحث عنه، وقصة الجارة التى حكت عن جزء مهم فى فترة مراهقة البطل، وهو جزء خفى لم يظهر فى حكايته، مما استدعى ظهور شخصية أخرى لتكشفه.

حاول أيضًا استخدام تقنيات أدبية مختلفة فى حجم صغير يصل إلى «نوفيلا» تقريبًا، فتعددت الأصوات والتقنيات السردية داخل هذا الحجم الصغير.


أخيرا يقول يوسف «كل الشكر للجنة التحكيم وللمسئولين عن جائزة ساويرس على منحى الجائزة التى تمثل دعمًا ماديًا ومعنويًا كبيرًا».
«أصبح هناك عشرة مع جائزة ساويرس» يقول محمد عبد النبى أحد أكثر الفائزين بالجائزة، حيث حصل عليها 4 مرات خلال 10 سنوات تقريبا، الأولى كانت فى 2010 قبل أسابيع من ثورة 25 يناير.

 

وحصل وقتها على المركز الأول لأفضل مجموعة قصصية لشباب الكتاب عن مجموعته «شبح أنطون تشيخوف» بعدها فاز مرتين فى الرواية، عن «رجوع الشيخ» 2013 و«فى غرفة العنكبوت» 2017، وهذا العام عن مجموعة «كان يا ما كان»، يعلق: «البعض قد يرى أن هذا كثير لكنى لم أتخط أى شرط من شروط الجائزة». وعلى أى حال فإنه يرى أن الجوائز أقرب لفكرة اليانصيب، فليس هناك أى ضمانة للفوز، فمهما كانت جودة العمل ستظل مسألة فوزه مرهونة بعوامل كثيرة خارج قيمته، منها ذائقة لجنة التحكيم وميولها وكيف تفكر فى الأدب، أيضا الأعمال المنافسة طبيعتها وطرق كتابتها، وهناك طبيعة الجائزة نفسها سواء كانت جائزة مصرية أو أجنبية، فهناك جوائز تميل للكتابة المطمئنة التى لا تمس مناطق معينة، وهناك جوائز أكثر جرأة.


يضيف أن جائزة ساويرس أثبتت على مدار السنوات الماضية أنها تتطور وتتغير، وطوال الوقت تبحث عن الجديد لتعطى مجالات أوسع ككتاب الأطفال أو ترجمة بعض الأعمال، كما أن الجائزة كسبت مصداقية فى أوساط المثقفين والفنانين من خلال اختيار الأعمال الفائزة «فدائما نرى فى القوائم أعمالا نعرفها وأخرى لا نعرفها، تقول إن هناك حداً أدنى فى الجودة، ولا نستطيع أن نغفل هذا الدور رغم الاعتراضات التى تظهر مع كل دورة».


تقدم عبد النبى بالمجموعة مرتين من قبل ولم يوفق، وقدمها مجددا هذا العام لأنه لا يوجد شرط يمنع ذلك، يقول إن بعض قصص المجموعة كانت موجودة كفكرة أو كتسجيل أولى منذ سنوات طويلة، بعضها يقترب من 10 سنوات، لكن بعد نشر «فى غرفة العنكبوت» شعر بأن المشروع الذى يحتاجه إنسانيا ونفسيا هو القصص التى تركز على الحكايات الخرافية «لأن مشروع فى غرفة العنكبوت كان شديد الوطأة، وواقعيا جدا، أو جرعة مكثفة من الواقعية إن صح التعبير» لذا كان الحل الأسلم بالنسبة له هو الابتعاد عن الواقع والذهاب للعب وإعادة كتابة بعض الأفكار من قصص الأطفال وقصص الشعوب «الأساس فى هذه المجموعة أننى أردت الاستمتاع بالكتابة».


احتفاء مستحق
بدروها ترى أميمة صبحى الفائزة بجائزة أفضل مجموعة قصصية فرع شباب الأدباء عن المجموعة القصصية «رؤى المدينة المقدسة» أن الجوائز فرصة لإلقاء الضوء على أعمال جديدة ومختلفة، وقد يكون بها قدر معقول من الجودة والأصالة بجانب أنها قد تكون دفعة قوية فى مسيرة الكاتب، توفر له أمانا ماديا يساعده على التفرغ والاستمرار، كما أن فكرة الاحتفال لطيفة بالنسبة لها أيضا «لأننا نستحق الاحتفاء بأنفسنا والظهور مثل باقى الفنون». 


كتبت أميمة مجموعتها الفائزة فى ثلاثة شهور فقط فى خريف 2016، لكنها ظلت سنتين بعدها تبحث عن ناشر، «أرسلتها لدور النشر المصرية والعربية، منهم من اعتذر عن النشر دون إبداء أسباب ومنهم من لم يهتم بالرد أصلا» وبعد سنتين من الإحباط، رشحها بعض الأصدقاء من ضمنهم الكاتب حمور زيادة وأشرف يوسف والمحامى عبد الستار البلشى للدكتورة فاطمة البودى فتحمست لها ووافقت على النشر أخيرا، «وقتها لم يكن هناك معرفة سابقة بينى وبين دكتورة فاطمة، ولم أكن قد عملت محررة هناك بعد». 


سعادة محمد أبو زيد بالجائزة كانت لأسباب محددة لها علاقة بالكتابة نفسها، أبو زيد الفائز بجائزة أفضل رواية، فرع كبار الأدباء، اعتبر أن روايته الفائزة «عنكبوت فى القلب» نتاج لما كتبه شعراً فى عشرين عاماً، يفسر: أقصد بذلك أن شخصيات الرواية قادمة من عالمى الشعري، فشخصية «ميرفت عبد العزيز» بطلة الرواية صاحبتنى فى ستة دواوين، وهناك فصل كامل عنها فى ديوان «قوم جلوس حولهم ماء»، وقصائد متفرقة عنها فى دواوين «مديح الغابة»، و«مدهامتان»، و«مقدمة فى الغياب»، و«سوداء وجميلة» و «طاعون يضع ساقاً فوق الأخرى وينظر للسماء».


حين بدأ أبو زيد كتابة هذه الرواية عام 2012 كان يفكر فى ما كتبه عن هذه الشخصية مسبقاً، وما كتبه بعد ذلك حتى انتهى من الرواية فى عام 2017، وفى الرواية إشارات من الدواوين التى أشار إليها، لذا يعتبر الرواية «نتاجا مشتركا» لما كتبه شعراً ونثراً.

استغرقت الرواية خمس سنوات، لأنه كان يتوقف كثيراً أثناء الكتابة، فلم يكن يريد أن يكتب حكاية تقليدية، «أردت أن أكتب عن رحلة كتابة الرواية ذاتها، وهو ما أعتقد أنه موجود فى الفصل المعنون باسم «المؤلف». وفى النهاية سعيد لأن هذا الجهد توّج بجائزة مهمة مثل جائزة ساويرس، خاصة وأن الرواية سبق وترشحت للقائمة الطويلة فى جائزة الشيخ زايد.


مكاسب أدب الطفل
فى حين أن سعادة أريج جمال بالجائزة تأتى من كونها تتويجا لمجهود كبير بذلته حتى تخرج الرواية للنور. رحلة بدأت فى 2015 وقت أن تقدمت بمشروع رواية لمنحة آفاق، قبلها كانت قد شاركت فى مسابقة معهد جوته للقصة القصيرة وكان لها قصة ترجمت إلى الألمانية وحازت المركز الأول، لذا كانت منحة آفاق المرة الأولى التى تشارك فيها فى مشروع مشابه على المستوى العربى، ولم تكن تضع توقعات كبيرة عليها كما تقول، لكن حدثت المفاجأة وتم قبول مشروعها.


سافرت للبنان وقابلت هناك الكاتب جبور الدويهى ومجموعة من الكتاب العرب، قرأت معهم المشاريع بشكل جماعى فى تجربة مهمة استغرقت 6 شهور «لكن واقعيا بدأت الكتابة بعد انتهاء الورشة، لأننى خلال تلك الفترة كنت أبحث عن الصوت المناسب لمشروعى» كان المفترض أن تصدر الرواية قبل 2019 لكن الأمور لم تجر كما خطط لها، تقول أريج إن عملية الكتابة كانت مرهقة نفسيا جدا، إلى حد أنها كانت تتعرض لنوبات فزع وقلق مستمر، وحدثت لها مشكلة فى الظهر أيضا، ترتب على هذا كله تأجيل تسليم الكتاب، حتى انتهت منه فى 2018 وأرسلته لدار النشر وصدر فى مارس 2019.


رحلة طويلة قضتها أريج مع الكتابة وآفاق وجبور الدويهى الذى قدم لها الكثير من الدعم «على المستوى النفسى قبل كل شيء». رحلة لم تكن سهلة لذا تقول أريج إنها سعيدة بهذه الجائزة التى تأتى لتتوج المجهود، ولتوفر الفرصة لقراءة الكتاب فى الوقت نفسه «الجائزة مشجعة ومطمئنة لمواصلة الكتابة، وستوفر ظروفا مادية أفضل كما نحتاج جميعا ككتاب، وهذا شيء مهم فى الجوائز الأدبية أن تعطى الكاتب قدراً من الراحة، ألا يكون مضطرا لعمل العديد من الأشياء حتى يستطيع أن يعيش، على الأقل لفترة من الوقت».


لذا تتمنى أريج أن يكون هناك المزيد من الجوائز المصرية والعربية التى تدعم الكتاب «أنا فى فرنسا حاليا ضمن إقامة للترجمة وأرى هنا أهمية الجوائز فى الترويج للكتاب والكتاب ودعمهم على المستوى المادى والنفسى أيضا، لذا أنا ممتنة لجائزة ساويرس وأتمنى أن تكون هناك مبادرات أكثر وأن نعيد النظر فى مسألة الجوائز بشكل عام».


فاز الكاتب أحمد طوسون بأحدث الفروع المضافة للجائزة، ويرى أن تخصيص جائزة كبيرة فى أدب الأطفال كان حاجة ضرورية لدفع أدب الطفل المصرى إلى الأمام واستعادة ريادته عربيا، فى ظل تواجد الكثير من الجوائز العربية الكبرى فى هذا المجال،كما يرى أيضا أن استجابة مجلس أمناء جائزة ساويرس بتخصيص فرع لأدب الطفل ضمن فروع الجائزة يعد مكسبا لكتاب وفنانى ومبدعى أدب الطفل كما يعد مكسبا لصناعة كتاب الطفل.


يضيف: وإذا كان من الجميل أن أتوج بجائزة أفضل نص فى الدورة الأولى عن قصة (من يعيد الدفء للمدينة؟) والصادر عن دار نهضة مصر، فأنا سعيد بفوز هذا النص لأنه عزيز إلى قلبي، فقد كتبته استلهاما من علاقة ابنى الصغير (محمد) بجدته رحمة الله عليها، ويحكى النص عن مدينة يضربها البرد والصقيع، فتمرض الجدة، ويسمع الصغير صوتا يقول إن من يستطيع أن يجعل الشمس تعود للشروق سيعيد الدفء للمدينة، وتحاول الحيوانات مساعدة الصغير فى الوصول إلى الشمس لكنها تفشل بينما ينجح الصغير بالحيلة فى إعادة الشمس للشروق، وفى نهاية القصة نكتشف أن دفء المشاعر الصادقة كان أكثر دفئا من أشعة الشمس الساطعة وهى التى استطاعت أن تعيد الدفء للمدينة .


اقرأ ايضا | يوسف زيدان ردا على ساويرس: «الأدباء لا يصح جمعهم مع الزبالين»

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة