د. ياسمينا شاهين
د. ياسمينا شاهين


الحلقة الأولى

للحوامل | اطمني يا ست الكل .. «التوكوفوبيا»

بوابة أخبار اليوم

السبت، 15 يناير 2022 - 04:21 م

 

بقلم: د. ياسمينا شاهين

«يا اللي هتبقي أحلى أم في الدنيا»

داخلة على دنيا جديدة وحاسة بيكي وحاسة بكل خطوة بتمري بيها وهتمري بيها ومقدرة كل تعب و عارفة إنك مش بتدلعي زي ما بيقولولك ...

عارفه أنه من حقك تقلقي و تسألي وتطمني، زي ما أنا عارفة أنه كتير من التغييرات اللي بتمري بيها بتحصل غصب عنك ...

لكن عشان انت قوية و لازم تكوني أم قد المسئولية ، لازم تعرفي كل خطوة بتمري بيها و لازم تفهمي سببها و لازم قدر الإمكان تتغلبي عليها .

و اطمني ... احنا كلنا جنبك و معاكي ، ايد بإيد و خطوة بخطوة عشان توصلي بعد رضا و معية ربنا لبر الأمان ...

و نقول بسم الله ...

# يا ترى سمعتي عن التوكوفوبيا TOKOPHOBIA ?

# و لو سمعتي ، ايه المعلومات اللي قدرتي تستفيدي بيها من الموضوع ده ؟

# طيب قدرتي تتغلبي عليه بنسبة قد ايه ؟

# تجاوزتيه لوحدك و لا بمساعدة الطبيب ؟؟

# تحبي تشاركينا تجربتك ؟؟

لن استطيع انكار معاناة العديد من السيدات من الـ«Tokophobia» أو ما يطلق عليه «رهاب الحمل أو الولادة فيما بعد» ..

و أنا شخصيا قد رأيت ثلاثة حالات خلال ممارستي الطبية حتى الآن و هو عدد ليس بالقليل !!

وللأسف هو اضطراب نفسي قد يغفله الكثيرون ، و يتعامل المجتمع المحيط مع الأم على أنه محض مبالغة مما قد يؤدي الى تطور الحالة و التأثير على كل من الأم و الجنين ...

فطبيعة الحمل ذاتها والتغييرات الفسيولوجية والهرمونية والاجهاد الذهني والبدني قد يكونوا من أقوى المسببات ولكن بفضل الله، تستطيع معظم السيدات أن تتغلب على مثل هذه المشاعر والأفكار..

و لكن ،،، عندما يتطور الأمر إلى إعاقة الحياة و منع السيدة من مجرد التفكير في الحمل او الاقبال عليه او أن تتملك فكرة انهاء الحمل من الأم ، فرجاء انتبهي و انتبهوا جميعا !!!

غالبا ما يحدث الرهاب نتيجة :-

[  ] نقص في معرفة الأم للمعلومات المتعلقة بالحمل و تطوراته و الولادة و كيفية رعاية الطفل

[  ] التغيرات الهرمونية و العصبية أثناء الحمل

[  ] التعرض لبعض الذكريات المؤلمة في الحمل السابق كحدوث اجهاض او وفاة الطفل فور ولادته

[  ] الخوف من الإصابة ببعض الأمراض أثناء الحمل كتسمم الحمل و مخاطره

[  ] الخوف من آلام الحمل و الولادة

[  ] الخوف من طبيعة الرعاية الطبية و جودتها

[  ] عدم الثقة في مقدمي الرعاية الطبية

[  ] عدم الثقة بالنفس

[  ] خوف الأم الشديد على حياة الطفل

[  ] الخوف أن تكون الولادة غير مضمونة

[  ] حضور الأم لولادة أحد الاقارب مثلا في سن صغير دون شرح مبسط لخطوات الولادة مما يسبب لها مخاوف من التعرض لنفس التجربة

وبخصوص أنواع التهرب فينقسم إلى نوعين :-

Primary phobia  النوع الأساسي الأولي

ويمثل الخوف المبدئي من مجرد فكرة الحمل أو الولادة فيما بعد و قد يدفع بعض السيدات لإجهاض أنفسهن للتخلص من الجنين  !! 

أو لجوء البعض للولادة القيصرية خوفا من الطبيعية

وهذا النوع يتعرض له السيدات التي لم يسبق لهن حمل من قبل ..

Secondry phobia النوع الثانوي

و غالبا ما يحدث نتيجة التعرض لتجارب حمل سيئة سابقة ، كحدوث" اجهاض" او "وفاة للمولود فور ولادته" "او الدخول في حالة اكتئاب ما بعد الحمل" ..

و مثل هذه المشاعر قد تجعل العقل الباطن ينهمر بالتساؤلات و الأفكار السلبية  كمثلا :-

[  ] فكرة انجاب طفل مريض ؟؟

[  ]  احتمالية الولادة في مكان غير متوقع ؟

[  ] لن أكون أما جيدة ..

[  ] لن أرى طفلي بشكل جيد

الأعراض:-

[  ] وغالبا ما تظهر الأعراض في شكل توتر شديد يعيق الأم عن ممارسة مهامها اليومية كالتعرق و الأرق و خفقان القلب و الترجيع و نوبات الهلع

[  ] تجنب حديث المرأة عن مجرد فكرة الإنجاب

[  ] عدم الرغبة حتى ف حمل الأطفال و اللعب معهم !!

[  ] الحرص على تجنب و تأجيل الحمل باستمرار مما يؤدي الى استخدام موانع الحمل بصورة وسواسية !

[  ] الشعور بالخوف من الموت

[  ] تعدد الأسئلة الموجهة للطبيب بخصوص الحمل

[  ] الشعور بعدم المساواة بين الرجل و المرأة و أن هي من تتحمل أعباء الحمل و الولادة و ليس هو !

العلاج

و لكن عزيزتي ...

لا داعي للقلق ..

فأول خطوة للعلاج هو أن تشعري بالمشكلة و تعترفي بوجودها و تمتلكي الشجاعة لمواجهتها و التغلب عليها مبكرا و من ثم يسهل الأمر..

ومن المهم ألا تنجرفي في تيار الإسراع باستخدام العقاقير كمضادات القلق والاكتئاب كأول خطوة في العلاج لأنها بالطبع ليست آمنة بنسبة ١٠٠% خاصة أثناء الحمل 

و لكن من الممكن البدء ببعض الطرق المبدئية الطبيعية :-

الجانب الديني :-

لا شك أن تقوية الإيمان يزيد من الهدوء و اليقين و الثقة بأن الأمر كله بيد الله و أن الله لا يريد بعبده السوء أبدا .

فذكر الله و الحوقلة و الاستغفار و الحرص على الورد اليومي و الالتزام بالصلاة و الأذكار سيساعدك كثيرا و يرفعك عند الله درجات ...

التفكير الإيجابي:-

فالحمل و الولادة سنة الله في الكون ، وعليكي أن تشعري بالجانب المضيء و بنعمة الله عليكي برزقك هذا الطفل الذي يمكن أن يكون سببا في دخولك الجنة .

وتذكري كم من أمهات يدفعون من الصحة والأموال الكثير ليحظوا بدقيقة من هذه اللحظات الفارقة في العمر وقد لا يستطيعون ...

الدعم المعنوي :-

دعم الأسرة ودعم الزوج و الأصدقاء في منتهى الأهمية و من المهم أن تحكي لهم مشاعر الضيق فهذا سيساعدك كثيرا في تجاوز المرحلة

الممارسات الحياتية الصحية :-

[  ] الحرص على تناول الأطعمة الصحية كالخضراوات و الفاكهة و الألبان

[  ] التعرض للشمس ، فهي تساعد على زيادة افراز "هرمون السيرتونين" الملقب" بهرمون السعادة" المضاد للقلق و الاكتئاب

[  ] تناول الفيتامينات الموصوفة اثناء فترة الحمل فقط  تحت استشارة الطبيب المعالج لأن بعض الانواع يمنع تناولها أثناء الحمل

[  ]  تناول  المشروبات المهدئة كاليانسون و البابونج و الابتعاد عن مشروبات الكافيين كالشاي و القهوة و المياه الغازية 

[  ] الحرص على ممارسة التمارين الرياضية البسيطة كالمشي نصف ساعه مدمن مرتين لثلاثة مرات في الأسبوع او بعض تمارين الكارديو البسيطة و لكن تجنبي الإجهاد أو ممارسة تمارين جديدة دون الرجوع للطبيب المعالج

[  ] ممارسة تمارين الاسترخاء و اليوجا و التنفس العميق

[  ] اجراء تحاليل ما قبل الزواج و الحمل للاطمئنان على صحة الوالدين و من ثم الجنين

كما يقع على عاتق كل طبيب منا أيضا المسئولية :-

[  ] فيما يخص الاهتمام ببرامج التوعية للأمهات وفيما يخص المعلومات الخامة المتعلقة بالحمل و الولادة

[  ] تقبل الطبيب لانهمار الاسئلة عليه آنذاك جراء توتر المريضة و ضرورة تقبلها و احتوائها و طمأنتها

[  ] العلاج المعرفي السلوكي و تعليم المريض طرق مواجهة التوتر كتقنيات التنفس العميق

[  ] و في الحالات الشديدة قد نلجأ لاستخدام بعض مضادات القلق و الاكتئاب التي تناسب وضع الحالة و هل هي في فترة الحمل أن لا

و في النهاية ..

تذكري عزيزتي الأم أن أمومتك هدية عظيمة من ربك و بها بفضل الله و إرادته ستنالي أعظم منازل الدار الآخرة بصبرك و حمدك و فرحتك «فالجنة تحت أقدام الأمهات»..

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة