غير معقول أن يكون عندنا بيت خبرة عالمي في تطوير المهن الحرفية اسمه »مجلس التدريب الصناعي»‬ ويظل مجهولا إعلاميا بينما معظم المهن الحرفية التي لدينا تنقرض  من يومين جمعني لقاء مع ايهاب الجباس وهو خبير مصري يعمل مديرا للبرامج القومية والمشروعات بمجلس التدريب الصناعي، اكتشفت أن هذا الجهاز يرأسه محمود الشربيني الذي يختزن داخل مكتبه الذي يطل علي كورنيش النيل في مبني اتحاد الصناعات ثروة من الافكار وبرامج لتطوير جميع المهن الحرفية في مصر، وآخر برنامج أعده المجلس كان يخص عساكر الأمن المركزي وتأهيل هؤلاء الغلابة حرفيا لمواجهة الحياة بعد انتهاء مدة خدمتهم بالشرطة.. وهذه أول مرة تضع الدولة عيونها علي عساكر الأمن المركزي برعايتهم بعد الخدمة من خلال فكر مجلس التدريب الصناعي.. - بصراحة اسمحوا لي أن أشكر الأخ إيهاب الجباس الذي أتاح لي فرصة التعرف علي رسالة مجلس التدريب الصناعي كأول جهاز رسالته الارتقاء بالعامل المصري فنيا وعمليا في جميع المهن التي انقرضت أو التي انخفض مستواها سواء كانت معمارية أو صناعية وقد أعجبني أن يقود هذه المنظومة خبير دولي اسمه محمود الشربيني فيصبح المدير التنفيذي لمجلس التدريب الصناعي.. من أيام طرح فكرة جريئة علي وزير التربية والتعليم واقترح عليه تخفيض سنوات الدراسة النظرية لطلاب المدارس الصناعية في عامين دراسيين بدلا من ثلاثة بحيث تكون السنة الثالثة للتدريب في الورش الصناعية مقابل أجر شهري للطالب بحيث لا يحصل علي دبلوم الصنائع الا بعد التدريب العملي بورش القطاع الخاص وبهذا نضمن إعداد العامل الفني الذي تبحث عنه مصر، ان دولا كثيرة سبقتنا بسبب الارتقاء بالتعليم الصناعي وكون أن يخطط مجلس التدريب الصناعي لتغيير خريطة التعليم الفني لتواكب النهضة الصناعية وتدعيم مصانعنا بكوادر شابة من العمالة الفنية، هذا الاتجاه سيقضي علي شكوي أصحاب الأعمال من تضررهم من نقص هذه العمالة ولجوئهم لوزيرة القوي العاملة بطلب السماح لهم بالتعاقد مع  العمالة الآسيوية.. وبالطبع »‬ جحا أولي بلحم توره »‬.. يعني مصر أولي بأولادها الذين كانوا يبيعون علب الكلينيكس في إشارات المرور وهم يحملون الدبلومات الصناعية. - ويمتد فكر مجلس التدريب الصناعي الي المهن النادرة فيتقدم الخبير المصري ايهاب الجباس بفكرة كادت لو تحققت لوضعتنا مع الألمان علي خريطة واحدة، المانيا تنفرد الآن بمهنة اللحام بالنار تحت »‬ المية »‬ ولها أكثر من 400 مركز في اوروبا وقد سافر الجباس الي مدينة »‬هانوفر» واقترح علي الألمان إقامة أول مركز تعليمي في مصر لإعداد كوادر للعمل في منطقة الشرق الأوسط، اشترط الألمان المشاركة فيه بالمعدات وندخل نحن بالأرض حسب اختيارهم للموقع واختاروا اقامته في ميناء مدينة السويس، هذا الكلام كان علي أيام محافظها سيف جلال وعلي حد تعبير الجباس أن هذا الرجل لن نأتي بمثله في قوة شخصيته واتخاذه القرار، أقيم اول مركز للحام تحت المية، وتم تزويده بمعدات حديثة تستطيع أن تجري لحاما في جسم مركب أو سفينة في الغاطس تكون قد تعرضت لاصطدام في الصخور أو إحدي الشعب المرجانية وأحدثت تمزقا في جسمها وباستخدام النار يتم اللحام تحت المية فتعيدها للملاحة.. لقد تعلمنا من الالمان سر الصنعة..  لكن للأسف تغير المحافظ الذي كان له الفضل في أن يقيم أول مركز في الشرق الأوسط باسمنا، وسقط المركز في حضن محافظ آخر أطاح بالمشروع أرضا بتعيينه مديرا للمركز لم يكمل تعليمه الجامعي مع أن مديره السابق كان أستاذا بالجامعة لكن تقول ايه لمحافظ فاهم نفسه إنه عارف كل حاجة.. وإذا عارضته يرد »‬عيب يا أستاذ دي لعبتي »‬ وطالما إنها لعبته يعني بسلامته يقدر يستخدم النار في اللحام تحت »‬المية».. - هذه هي مصيبتنا، طبعا بسبب جهل البيه المحافظ ضاع الحلم وضاع معه ما يقرب من  مليون يورو معدات، وعشرة ملايين جنيه في المباني.. هل تعتقدون أننا بهذه العقلية سنعيد بناء مصر..  كان الله في عونك يا بلد..  وكان الله في عونك ياسيسي..