نحن نبني الدولة، إبعاد الباعة الجائلين عن وسط البلد عودة للدولة، لكن إزالة كافة التعديات في كل مكان عدل نطالب به. تقول  المعلومات الواردة بشأن الأستاذ إسحق نيوتن أنه وجد التفاحة تسقط فابتكر قانون الجاذبية، فيما تؤكد التحريات عن المدعو جريجوري مندل أنه استخدم البازلاء في ابتكار قوانين الوراثة، لكن التاريخ لم يصل لأصل ذلك المصري الذي وجد الكرنب أمامه فقرر أن يسلقه، ثم يقطعه شرائح، ثم يحشيه بالأرز في أصابع تعرف بمحشي الكرنب، ولم يصل أعتي الباحثين لسبب يجعل المصريين يأكلون فاكهة اسمها الكاكا بينما وفي نفس الوقت يعلمون اطفالهم أن نفس الكلمة (كاكا) تستدعي دخولهم إلي دورة المياه !! قد تجد السطور السابقة تافهة، لكني أستأذنك ألا تتعجل، وتفكر بمنطق، والمنطق يقول إن جمعيات الرفق بالحيوان كان يجب أن تثور من أجل الطيور، لكنني باستغراب الغراب، واندهاش الخفاش لم أجد جمعية واحدة تثور للجريمة التي تحدث في الحمام المحشي. الحمام رمز السلام أيها السادة يتم حشوه بالأرز والفريك، ويتم شويه بمنتهي الوحشية، قبل أكله في طقوس مهيبة لا يمكن استخدام الشوكة والسكين فيها. أنا معك أن الموضوع تافه حتي الآن.. معلهش.. استحملني، ودعني أسألك: هل تعرف الإنسان الأول الذي اكتشف أن (حلب) الأبقار والجواميس من أجل الحصول علي ألبانها لا يعد تحرشاً بكائن حي، وبم يمكن أن تصف شخصاً قرر أن يمد يده داخل البقرة ويستخرج أمعاءها، ويقوم بتقطيعها (يخرب بيت السادية) قبل أن يصنع منها وجبة غذاء يسميها الممبار !! هذه هي الحياة .. مجموعة من الأشياء غير المنطقية التي تحدث ويجد لها البعض اسماً مناسباً لها، بينما يسميها البعض الآخر بنقيضها لمجرد أنها ليست علي هواهم. وهذا هو الوضع في مصر الآن. الناس تنفعل بخبر أو حدث أو واقعة، ويحبون أو يكرهون شخصاً أو جماعة أو حكومة أو نظاماً بمبررات مختلفة قد تكون ضد المنطق نفسه، لكنهم يحترفون قتل هذا المنطق. هل تريد أن أضرب لك مثالاً ؟؟ حسناً.. خذ عندك هذه الأمثلة. ثورة يناير التي يراها البعض هي الأعظم والأنبل ويراها آخرون مؤامرة. إعلاميون يتحدثون عن المهنية وكل ما ينطقوا به في برامجهم/ صحفهم كذب وشائعات وفبركة وتشويه ولا أحد يحاسبهم. ناس تنزل للتظاهر  أثناء نظر قضية خالد سعيد (مفجر الثورة / المؤامرة ) فيتم حبسهم بناء علي قانون التظاهر سنوات مع ملاحظة أن الثورتين لم تكونا سوي مظاهرة كبيرة، فيما يعامل متهمون بالفساد والقتل علي أنهم أبطال قدموا لهذا البلد الكثير !!! سيقول أحدهم أو بعضهم أو أغلبهم: الزمن غير الزمن. نحن نبني الدولة. طبعاً نحن نبني الدولة، إبعاد الباعة الجائلين عن وسط البلد عودة للدولة، لكن إزالة كافة التعديات في كل مكان عدل نطالب به. ملفات الصحة والتعليم أولوية وقضية أمن قومي، ضبط الملف الأمني وقضايا الحريات ليست ترفاً، ولا شئ يسهل لحسه أو تخطيه. فرق أرجوك بين أصحاب الغرض والمرض، وأصحاب النصح المخلص، وأصحاب العقول والحلول المختلفة الذين يجب أن تبحث عنهم أكثر وأكثر وتضم عليهم قبل أن تخسرهم للأبد. نعم نحن نعمل، لكن الصراع قائم بين هؤلاء الذين يريدوننا أن نعمل (بمثالية) لن تتحقق، وهؤلاء الذين يريدوننا أن نعمل (علي مزاجهم)، فيما اختفي هؤلاء الذين يجب أن يفصلوا بين الطرفين، ويوجهوا الجميع إلي العمل (بحكمة) وفق (الظرف الراهن) الذي يجب أن يشترك فيه (الجميع)، بحثاً عن عدل وتحقيقاً لقانون يجب أن يسري علي الجميع. ‫ابحث عن حلول خارج الصندوق لكن أقم العدل، ولا تجعل رغيف الحواوشي بوش بيتزا إلا لو ضمنت أن معدة الزبون ستهضمه، وأن مقاديرك سليمة، ووقتها سنبني الدولة في وقت أسرع بكثير مما تظنه ‬