قرأت للأستاذ الدكتور السيد عبد الخالق وزير التعليم العالي حديثاً في إحدي الجرائد ـ يوم السبت ٢٣ أغسطس الجاري ـ قال فيه   أن الإنتخابات في الجامعات نظام أثبت فشله وأفرز قيادات ضعيفة وكرس للشللية بين أعضاء هيئة التدريس.  ورغم أن السيد الوزير نفسه جاء إلي رئاسة جامعة المنصورة بالإنتخاب إلا أن الرجل كان صادقا مع نفسه ومع زملائه أعضاء هيئة التدريس ومع الشعب المصري ، وقبل ذلك مع الله سبحانه وتعالي، الذي سيسأله يوم القيامة بصفته مخلوقاً  أولا وبصفته راعياً  مسئولا عن رعيته وهذه والله أعلم أصعب درجات الحساب. لذللك وجدت أنه من واجبي أن أحييه وأن أقول  له إن الإعتراف بالمشكلة  بصراحة ومواجهتها دون خوف إلا من الله هو أول خطوات الحل. وعندما قرأت هذا الحديث تذكرت أنه في أحد الأيام الأولي لتسلم سيادة الوزير منصبه الوزاري منذ حوالي شهرين ،كنت أحدثه في التليفون وكان بجواره في مكتبه أحد رؤساء الجامعات الذي ( صعبت عليه نفسه) لأنه رأي أن الوزير يحدثني بود، فأراد أن يوغر صدره ضدي فقال له : »الدكتور أحمد بيقول رؤساء الجامعات المنتخبين فاشلين إلا من رحم ربي»‬. فرد عليه  السيدالوزير بنفس ماقاله في حديثه للجريدة وطلبت أنا بدوري من رئيس الجامعة أن يعتبر نفسه مع من رحم ربي (عشان مايزعلش). هذا موضوع سيكون له تفاصيل بإذن الله في أسابيع قادمة نتحدث فيها عن عصر الإنتخابات في الجامعات.   بعض اللجان المكلفة لاختيار القيادات الجامعية ليست علي المستوي المطلوب  ولكن يبدو أن الأمر لن ينصلح بمجرد إصدار قانون جديد في محاولة لإصلاح مافسد خلال السنوات الثلاث التي عملت فيها الجامعات بنظام الإنتخابات، فبعض اللجان المكلفة لاختيار القيادات الجامعية ليست علي المستوي المطلوب وأداؤها  مازال يشوبه الكثير. فمثلاً في القواعد الجديدة لتعيين عمداء الكليات، يعين رئيس الجامعة ثلاثة أعضاء ويختار مجلس الكلية عضوين وعضواً إحتياطياً من كل جانب. وفي إحدي الجامعات أخبر المسئولون بإحدي كلياتها أصدقاءهم أن مجلس الكلية سيختار أستاذين بعينهما وحددوا إسميهما قبل موعد الإختيار بأسبوع!!!! وقد كان لهم ماخططوا مسبقاً. وظن الأساتذة أن هذا هو آخر ماتبقي من سياسات عصر الإنتخابات الجامعية. ولكن خاب الظن  . وما تلا ذلك كان أقوي. فقد قام بعض أعضاء لجنة الإختيار بالإتصال ببعض الأساتذة بأنفسهم  لدعوتهم للترشح للعمادة حتي يكون الفائز النهائي أحد من يرضون عنهم. وأرادت إحدي أعضاء هيئة التدريس بالكلية الترشح فإتصلت ( من باب الذوق)  برئيس اللجنة لإستئذانه في التقدم فأسمعها رئيس اللجنة (المحايد) موشحا.. هل سيرضي الوكلاء الحاليون بالعمل معك في حالة تعيينك عميدة ؟.. هل تتذكرين عندما كنت وكيلة للكلية وكانت فلانة عميدة كيف كنا؟.. ورغم ماسمعته وأستشفته من رأي رئيس اللجنة وما قابلته من عدم تلبية طلباتها بالحصول علي المعلومات اللازمة لإعداد الملف  إلا أنها تقدمت فعلا بالمستندات المطلوبة. وجاء يوم مقابلة اللجنة لعرض برنامجها فما كان من أحد أعضاء اللجنة إلا أن سألها عن فترة عمادة الدكتورة فلانة للكلية.. بما يوحي بنفس الرأي الذي رسخ في ذهنها من قبل وإنصرفت  تاركة النتيجة علي الله. وفي مساء نفس اليوم إتصل بها عضو اللجنة نفسه وقال لها »‬ الدكتور فلان عضو اللجنة  نبهني إلي أنك قد تكوني غضبت من سؤالي لكننا كنا  اتفقنا من قبل علي أننا لا نكرر تجربة عميدة سيدة »‬( يعني مفيش ستات). هذا نموذج لما قد يحدث من بواقي الإنتخابات الجامعية وتأثيرها علي مستقبل العمل الجامعي والذي سيتطلب وقتا طويلا حتي تبرأ وتشفي منه الجامعات. وللحديث بقية بإذن الله.