الرفات والشيطان.. أشهر بحيرات الأساطير في العالم
الرفات والشيطان.. أشهر بحيرات الأساطير في العالم


«الرفات والشيطان».. أشهر بحيرات الأساطير في العالم

هناء حمدي

الأحد، 16 يناير 2022 - 02:01 م

في الغالب يلجأ الإنسان إلى الأساطير في تفسير بعض الظواهر التي لم يتمكن العلم حتى الآن من تفسيرها والوقوف على أسبابها ودائما ما تكون هذه الأساطير مرتبطة بظاهرة تاريخية غريبة مليئة بالأسرار والغموض وواحدة من هذه الأسرار هو العثور على آلاف الهياكل العظمية في مكان ما وبالبحث في التاريخ للوصول إلى تفسير لم يتم العثور على أي حادثة أو مرض أدى لسقوط ضحايا بشكل جماعي في هذه المنطقة.

وفي لغز آخر خارج حدود قوانين الفيزياء هو ارتباط الاندفاعات البركانية التي تحدث لبحيرة ما بوجود أصوات مرعبة قوية بعيدة عن أصوات الانفجار في ظاهرة غير مبررة لذلك كان التوجه الطبيعي للتفسير هو اللجوء إلى الأساطير والقصص الشعبية لفك طلاسم مثل هذه الألغاز التي توقف أمامها العلم ومن أشهر البحيرات التي ارتبطت بتفسير ظواهرها الغريبة بما فيها من رفات جثث أو أصوات شياطين هي بحيرة "الرفات" وبحيرة "الشيطان" لتكون الأسطورة الأولى لبحيرة "الرفات"

- بحيرة الرفات

رغم صغر مساحة بحيرة "رويكند" والتي لا يتجاوز قطرها 40 متر وتقع على ارتفاع 5 آلاف متر في جبال الهيمالايا الهندية إلا أن أسرارها كثيرة وغموضها يبدأ بالهياكل العظمية المنتشرة حولها في مكان غير مأهول بالسكان ولهذا أطلق عليها بحيرة "الرفات" ومع لغز تواجد آلاف العظام البشرية في منطقة تكاد تكون مهجورة اكتسبت البحيرة شهرة أساطيرها التفسيرية.

حيث تناقل الأدب الشعبي قصص عن أصل هذه العظام فتحدثت الأسطورة الأولى عن رحلة حج قام بها ملك وملكة وحاشيتهما وفي يوم صادف تواجدهم بالقرب من مقام إله الجبال "ناندا" ومعهما موكبهما تصرف موكب الحجاج بشكل غير لائق تجاههم ما أدى إلى غضب "ناندا" لتصيبهم بلعنة أدت إلى وفاتهم جميعا أما الأسطورة الأخرى فدعمت أن أصل الهياكل تعود إلى فلول جيش أو جماعة من التجار لقوا حتفهم في وقت واحد.

وما بين تنوع الأساطير حاول العلم التدخل لكشف اللغز ولكن ازداد الغموض حول البحيرة ففي دراسة قام بإعدادها باحثون من كلية هارفارد ميديكال في بوسطن الأمريكية وتم نشرها في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" عثروا على لغز جديد عند تحليلهم لـ 38 هيكل عظمي في المنطقة فبعد قراءة التسلسل الجيني لرفات الـ 38 فرد لتحديد عمرهم.

توصل الباحثون إلى أن العظام الموجودة في "بحيرة الرفات" ذات أعمار مختلفة وتعود لبشر من أصول مختلفة في مفاجأة لهم وهو ما يستبعد تفسير أن هذه العظام كانت نتيجة لحدوث كارثة طبيعية أدت إلى الموت الغامض لأعداد كبيرة من الناس وبحسب موقع "DW" فإن رفات الموتى تعود إلى مجموعات مختلفة من البشر المجموعة الأولى تنتمي إلى سكان جنوب آسيا توفوا في خلال الفترة من القرن الـ 7 والـ 10 وهو ما يدعم فكرة أنهم قد توفوا في رحلة حج.

ولكن ما هو يعد مفاجأة بالنسبة للباحثين هو المجموعة الثانية من الهياكل والتي ترجع أصلها إلى المنطقة الشرقية للبحر المتوسط وتحديدا من منطقة قريبة من جزيرة كريتا اليونانية وذلك خلال الفترة بين القرن الـ 17 والـ 20 أي بعد ألف سنة من وصول الجنوب آسيويين وهو ما أثار تساؤلات الباحثين فالطقوس والشعائر الهندوسية لم تكن منتشرة في منطقة شرق البحر المتوسط حتى يمكن الاعتقاد بأنهم توفوا في رحلة حج.

ولكن على الجانب الآخر يرجح وجود أشخاص من منطقة البحر المتوسط بين الموتى فكرة أن بحيرة روبكند لم تكن ذات أهمية محلية فقط بل يعني أن البشر من جميع أنحاء العالم كانوا يأتون إلى هنا في لغز جديد عجز العلم عن الوصول إليه لتستمر الأسطورة في التناقل.

- بحيرة الشيطان

ومع لغز جديد في بحيرة جديدة ومنطقة مختلفة تستمر الأساطير للتفسير ولكن هذه المرة ليست مع وجود رفات آلاف البشر ولكن مع ظاهرة خارج المألوف ارتبطت مع لحظات غضب البحيرة ففي مقاطعة "كيروف" الروسية تقع واحدة من أكثر عجائب الطبيعة الغامضة بحيرة "الشيطان" تلك البحيرة التي تزيد مساحتها عن 20 ألف متر ويتراوح عمقها بين 12 و25 متر.

وعلى الرغم من هدوئها الخارجي ومظهرها الذي يشبه المرآة في شكلها الخارجي إلا أنها من وقت لآخر يتخلخل جمالها مجموعة من الانفجارات العنيفة التي تخرج على شكل قذائف قوية للمياه الساخنة من الأسفل على هيئة نافورة يتراوح ارتفاعها ما بين متر و10 متر حسب قوتها وقد يصل قطرها إلى 1.5 متر في ظاهرة غير مألوفة قصيرة الأجل ويمكن أن تستمر عدة ساعات متتالية.

ولكن الشيء الأغرب هو ما يرافق هذه الانفجارات بداية من غليان قوي للمياه المتواجدة على السطح وصولا إلى سماع أصوات مرعبة تنتشر في محيط البحيرة والغابات المجاورة لها مع كل انفجار لها وكأنه أنين شيطاني مرعب ولهذا أطلق عليها بحيرة "الشيطان" وأعادت الأسطورة هذه الظاهرة إلى أن موقع البحيرة كان شاهد على معركة دامية بين عبدة إله النور الساطع والأشرار منذ زمن بعيد.

ولكن في لحظات الانتصار ألقى الشيطان لعناته على أنصار إله النور ودفعهم لضرب بعضهم البعض ما أسفر عنه تجمع دماء القتلى ودموع الأرامل واتحدت وملأت المكان لتشكل البحيرة المذكورة وأصبح الشيطان نفسه يعيش فيها أما العلم فارجع الأمر إلى خروج تيارات مائية ساخنة من تحت الأرض من خلال شقوق في قعر البحيرة هي ما ينتج عنها هذا الصوت ولكن في النهاية انتصرت الأسطورة حيث لا يتجرأ أحد منذ القدم على الاقتراب من الشاطئ أو صيد السمك هناك خوفا من الشيطان.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة