عسل بلو ريدج.. من صنع النحل والملائكة
عسل بلو ريدج.. من صنع النحل والملائكة


عسل بلو ريدج.. من صنع النحل والملائكة

هناء حمدي

الأحد، 16 يناير 2022 - 03:33 م

يتم وصفه باعتباره أفضل أنواع العسل في العالم فهو ليس مجرد شراب ذهبي نموذجي يعلن عن مثالية العسل والذي إذا بحثت حول العالم عن مثيله لن تجد حتى أن البعض وصل إلى حد وصفه أنه من صنع النحل والملائكة فإنتاجه يتم بشكل حصري في جبال "بلو ريدج" تلك المنطقة الجبلية الأكبر ضمن نطاق جبال الأبلاش الممتدة في شرق أمريكا.

فتربية النحل وإنتاج العسل هي الوظيفة الأولى الممتدة عبر السنين يسلمها جيل بعد جيل من أبناء منطقة جبال "بلو ريدج" حيث اشتهرت المنطقة بعسلها الاستثنائي الذي تنفرد به ويتم انتاجه من حبوب اللقاح التي توفرها أشجار الخشب الحامض ذو اللون الأخضر والعنبر مثل أشجار الصنوبر وأشجار سوروود التي تنمو حصريا في المنطقة وفقا لموقع " atlas".

حيث تتميز هذه المنطقة الجبلية الممتدة في جنوب فيرجينيا الغربية وفيرجينيا وغرب كارولينا الشمالية وشرق تينيسي وشمال جورجيا بتركيبتها الصحيحة من تربة صحية وشمس ومطر يساعدوا على ازدهار نمو أشجار الخشب الحامض والتي تستوطن بشكل حصري "بلو ريدج" وتسمح في النهاية بإنتاج عسل على عكس العسل العادي.

فإن رحيق الخشب الحامض له نكهة مميزة من الزنجبيل مع بعض نفحات النعناع واليانسون ليكون تجسيد مثالي يعبر عن شخصية فريدة لهذا العسل الحرفي النادر حتى يتم وصفه بأنه "من صنع النحل والملائكة" ونظرا لارتباط سكان هذه المنطقة بإنتاج العسل والذي أصبح أسلوب حياة فدائما ما تجد لديهم وصفتهم الخاصة في استخدام هذا العسل وكذلك أشجارهم الفريدة.

ففي بلو ريدج غالبا ما يأكل السكان العسل والذي يتراوح انتاجه ما بين 25 أو 30 رطل بالملعقة أو يستخدم في الإعداد النهائي للصلصات أو يخلط مع الزبادي أو ما يتميزون به هو بساندويتش الخشب الحامض الخاص بهم والذي يحتوي على شريحتين مشويتين من الخبز عليها زبدة الفول السوداني وعسل الخشب الحامض مع شرائح الموز ورشة من القرفة.

كما اعتمد السكان على استخدام هذه الشجرة الفريدة لعدة قرون بداية من استخدام أوراقها لإعداد الشاي المهدئ المضاف له قليل من العسل او في إعداد شوربة الموسم وصنع الأدوية لمشاكل الجهاز التنفسي أو كمنشط لمشاكل الجهاز الهضمي أو مسكن لآلام الأسنان مرورا باستخدام لحائها ونهاية بأغصانها حيث يتم تقطيع هذه الأجزاء لصناعة الواح التزلج والملاعق ورؤوس سهام وأنابيب.     

ولهذا دائما ما تظهر هذه الأشجار في العديد من التذكارات الثقافية الإقليمية الخاصة بالمنطقة بداية من الأغاني الشعبية القديمة مرورا بأسماء المعالم الطبيعية والفنادق نهاية بوجود العسل كضيف شرف في مهرجانات المنطقة المختلفة السنوية ولكن يواجه العسل الأفضل حاليا العديد من التحديات التي تفرضها عليه تغير المناخ فحدوث عواصف قوية لا يمكن التنبؤ بها يمكن أن تجرف الرحيق الثمين.

كذلك أدى زيادة دفء فصل الصيف على غير المعتاد إلى ازدهار أشجار الخشب الحامض في وقت مبكر مما أدى إلى التخلص من علاقة النحل بالأزهار كما تعتبر عثة "الفاروا " والتي يمكن أن تتسلل إلى خلايا النحل تحدي أخر يواجه منتجي العسل حيث تسبب هذه العثة في فوضى في صحة النحل وفي النهاية يتسبب في اضطراب وانهيار مخيف للمستعمرة.

اقرأ أيضا |الشرطة الإيطالية تبطل مفعول قنبلة «عمرها 80 عامًا»

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة