ماذا لوكانت ( 3) خطأ مطبعيا؟! و لماذا لايكون صف سيارات داعش الطويل في الصورة قد هبط الآن في »محطة مشعل»‬ وفي طريقه إلي بيتي؟! انـزل يارزق ماتخافش ياابني حاجوزك حورية لكن رزق ظل مختبئا في عشة الحمام، وزين ينادي عليه وحورية تنادي عليه والناس ملمومة، ورمزي الشرير هرب بعد ماضرب زين بالمطواة، ورزق لما »‬شاف الدم» حس بالذنب.. وأخيرا نزل رزق و اتجوز حورية. هذا المشهد من فيلم »‬هيستيريا» للعظيم الراحل أحمد زكي قفز إلي ذهني، وأنا أشاهد حلقة ليلة الأربعاء 20/8 من برنامج الإبراشي، علي قناة »‬دريم»، التي دار فيها، بداية، حوار تليفوني طويل بين الإبراشي وأحد المتهمين في أحداث عين شمس الأخيرة، يدعوه فيها إلي تسليم نفسه والاعتراف »‬علي الهواء»، بينما المتهم علي الجانب الآخر يطلب الضمانات بألا »‬يكهربوه» وأنه لو شعر بالخطر سيتراجع في أية لحظة! يخبره الإبراشي بأن سيارة الاستديو عند بيته، ويعده بأنه »‬سيضمن» له معاملة قانونية! جلست مثل آلاف المشاهدين أنتظر رزق حتي ينزل من عشة الحمام ويقابل الإبراشي، لكنني، ولاأخفيكم سرا، قررت المتابعة، بصراحة، لأنهم »‬كهربوني»، ففي الثانية صباحا عادت الكهرباء بعد انقطاعها ست مرات في اليوم، وكانت »‬واحشاني» جدا والله، ووجدتها فرصة في انتظار رزق أن أضع الغسيل في الغسالة، لأن المياه كانت متوفرة أيضا في نفس الوقت الذي توفرت فيه الكهرباء، وهي مصادفة نادرا ماتحدث في هذه الأيام، أخيرا نزل رزق، و أدلي باعترافاته أمام الإبراشي، و كان هناك ساهرون مثلي بدليل أنهم اتصلوا بالبرنامج، وطمأنوا الشاب أنه قد يعفي من العقوبة، وقدم مستندات وأجاب عن أسئلة، وأوضح لنا الإبراشي مرة بعد أخري أنه يفعل هذا »‬حتي يحذو المتهمون حذو الشاب»، و»يغتسلوا» ويقدموا أنفسهم معترفين أمام الإعلام، كما أثبت في الحقيقة أنه محقق ماهر، و أن الخيوط بين المحاور الصحفي و البحث الجنائي وهم من أوهامنا، و أننا سنشاهد التحقيقات »‬لايف»، كما استمعنا إلي مكالمات تم التنصت عليها »‬لايف»، في برنامج آخر، ولا إذن نيابة ووجع دماغ، والنيابة في أصل الكلمة : من ناب ينوب، لذا ليس هناك مانع من تبادل الأدوار، ومن أن يقدم المحاورون التليفزيونيون الضمانات والتعهدات للمتهمين بحسن المعاملة، وأن يتوعدوا السياسيين بالفضيحة،..إلخ. في أثناء المشاهدة، وسماع التحقيقات، أخذت أقلب مواقع التواصل الاجتماعي، فلفت انتباهي خبر:» ثلاث سيارات دفع رباعي لداعش تسير علي دائري المريوطية» ! كانت الصورة الموضوعة بجوار الخبر صورة لصف طويل من عربات داعش لانهاية له، خلعت نظارة القراءة و لبستها مرة أخري لأتأكد أن الخبر يقول (3)سيارات فقط، الحمدلله، بسيطة، ومقدور عليها، والصورة »‬أرشيفية»، لكن السهر يولد الشك : و ماذا لوكانت ( 3) خطأ مطبعيا؟! و لماذا لايكون صف سيارات داعش الطويل في الصورة قد هبط الآن في »‬محطة مشعل» وفي طريقه إلي بيتي؟! وبرغم أن فرصة وجود الكهرباء والمياه لن تتكرر بسهولة، فقد أطفأت الغسالة حتي لايغطي صوتها علي صوت عربات داعش، وخرجت إلي حديقتي الصغيرة علي أطراف أصابعي لأتنصت في صمت الليل، لاصوت، الحمدلله، فعاودت الغسيل، و متابعة البرنامج، لكن نهايته خالفت توقعاتي، لأنه اعتمد علي تقنية »‬النهايات المفتوحة» التي تشحذ خيال المشاهد، فلم يدخل إلي الاستديو ضباط أمن يلقون القبض علي رزق، وأغلب الظن أنهم انتشروا في حدائق مدينة الإنتاج، ومن المؤكد أن فيلم »‬هيستيريا» انتهي، وأنني لو قلبت في القنوات سأجد عم مدبولي يمسك الآن بالقميص وهو ينادي: »‬تعالي ياقناوي ماتخافش يا ابني حاجوزك هنومة»!