من أجل ذلك كله أرجو أن تكون الدراجة » العجلة »‬ هي إحدي الوسائل الأساسية للحركة، وأن نري قيادات تذهب إلي عملها بالدراجات كما يحدث في البلاد الأوروبية منذ   عشر سنوات تقريبا كتبت مقالا بالأخبار تحت عنوان »‬ الدراجة هي الحل »‬ دعوت فيه إلي استخدام الدراجات كوسيلة اقتصادية يمكن أن تساهم في حل أزمة المواصلات، ويستطيع غير القادرين اقتناءها، وطالبت بتخصيص مسارات للدراجات عند تخطيط الشوارع في المجتمعات العمرانية الجديدة، وكذلك في الأحياء الحديثة في القاهرة الكبري، وقد استجاب لهذه الدعوة وقتذاك المحافظ المتفاني في حب مصر عمر عبدالآخر، وأصدر تعليماته بمراعاة إنشاء حارات خاصة للدراجات في الأحياء الجديدة حفاظا علي حياة راكبيها من الحوادث خاصة صغار السن. وقد تلقيت في أعقاب نشر هذا المقال رسالة من المهندس الاستشاري صلاح حجاب رئيس اتحاد المهندسين المعماريين بحوض البحر المتوسط حول هذا الموضوع، وللأسف حالت بعض الظروف دون نشرها في وقتها، ووجدت أن في نشرها الآن فرصة بعد أن جدد الرئيس السيسي الدعوة إلي تشجيع هذا المشروع، وفيما يلي مضمون الرسالة: منذ سنوات كنت عائدا من زيارتي الأولي لليابان، متأثرا بالأداء السريع المتناسق للإنسان الياباني، واستخدام الدراجات كوسيلة محترمة للحركة داخل نطاق الشارع الياباني، وتذكرت حياتي في مدينة بورسعيد التي كان يعمل الكثير من رجالها بشركة قناة السويس في بورفؤاد، وكانت الدراجة هي وسيلة حركتهم من ورش الشركة إلي المعدية إلي منازلهم. وفي الصين نجدهم يخططون مدنهم طبقا لحركة الدراجة وفي مصر المحروسة خاصة في عاصمتها الكبري، لابد أن نفكر في تأثير وسائل الحركة علي الإنسان المصري، من ناحية إنتاجيته وضياع وقته وصحته، فمن المؤكد أن حجم ملكية السيارات زاد علي كل التوقعات التخطيطية، وحجم التلوث لهواء القاهرة زاد كثيرا علي المسموح به حتي أصبحت رائحة عادم السيارات شيئا طبيعيا لا نشعر به كإحساس شم، وإن كان يفسد رئاتنا. من أجل ذلك كله أرجو أن تكون الدراجة »‬ العجلة » هي إحدي الوسائل الأساسية للحركة، وأن نري قيادات تذهب إلي عملها بالدراجات كما يحدث في البلاد الأوروبية، وأن يراعي المخططون العمرانيون عمل حارات تخصص لسير الدراجات، كل ما أتمناه أن يتم تنفيذ هذا المشروع سريعا.. فليس دائما.. في العجلة الندامة! إلي هنا انتهت رسالة المهندس الاستشاري صلاح حجاب. وأنا أعلم أن تنفيذ هذه الفكرة ليس سهلا ويعترضه الكثير من الصعوبات.. فإن معظم شوارع العاصمة ليس بالاتساع الذي يسمح بتخصيص مساحة علي جانبيها لسير الدراجات، بل وقد يؤدي إنشاء هذه المسارات في بعض المناطق إلي تعطيل انسياب حركة المرور.. كما أن المشروع يحتاج إلي اعتمادات مالية قد تكون غير متوافرة في الوقت الحاضر.. ومع ذلك فإنه يمكن البدء في تنفيذه في الشوارع المتسعة التي تسمح بذلك.. أو عن طريق استقطاع جزء من الأرصفة العريضة أو عند تخطيط الطرق بالأحياء الجديدة والتي ما زالت تحت الدراسة. واعتقد أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للاهتمام بهذا المشروع سوف تذلل كل العقبات، وتشجع علي تنفيذه في وقت قياسي. بقي أن يبحث المسئولون عن حل يقي شوارع وسط العاصمة من زحام يشتد في بعض الأحيان إلي درجة لا تطاق، ويعطل مصالح الناس، ويعرض أمنهم للخطر، فضلا عما فيه من تضييع للوقت وإهدار لوقود السيارات وهي تسير شبرا ثم تقف، وتعاود السير لتقف من جديد. وأظن أن مزيدا من الانتفاع بالنيل يساعد علي جذب بعض الزحام إليه، وتسيير الاوتوبيس النهري - والتوسع فيه - سيقلل أيضا الزحام في وسط المدينة.