محامي المخلوع في المحاكمة الأولي كان مرتعشا ومستجديا عطف المحكمة، بينما الآن فقد ارتفع صوته فوق المحكمة، وخرج عن الموضوع واتهم ثورة 25 يناير بأنها مؤامرة؟ أحمد  عز، وزكريا عزمي، وفتحي سرور، وفي الطريق مبارك وأولاده ، وغيرهم، اصبحوا خارج السجون، لانه تمت محاكمتهم بذات القوانين الفاسدة التي اصدرتها الأغلبية الفاسدة في داخل البرلمان المسيطر عليه برجال الحزب الوطني الحاكم آنذاك والذي تم حله بعد 3 شهور فقط امام القضاء، ولم يصدر بحله قرار من المجلس العسكري!! ولذلك لا يمكن للثورة أن تنتصر انتصاراً ساحقاً إلا بشيئين كما هو مستقر عليه في علم دراسة الثورات في مجال العلوم السياسية وعلم الاجتماع السياسي وهما: العزل السياسي لمن قامت ضدهم الثورة وثار الشعب ضدهم (وهم رموز النظام الحاكم قبل قيام الثورة)، والمحاكمات الثورية بتهمة الفساد السياسي قبل اي تهم أخري. مثلا من صنع قانون الاحتكار، أليس أحمد عز وحزبه وحكومته؟! إذن لابد من التسليم أولاً، ان هناك أخطاء كبري في إدارة الثورة المصرية سواء بعد 25 يناير أو 30 يونيو، كان من شأنها تأرجح الثورة وتعرضها للفشل أكثر من النجاح. فغياب الإرادة السياسية الفعالة والواضحة للاعتراف الحقيقي بأن ماحدث هو ثورة بكل ما تحمله من معان، وليس شيئاً آخر أو مجرد كلام للاستهلاك والتغدير ونفاق الشعب حتي نفاق الثورة ورموزها وحتي تصل النهاية الي إجهاضها واختطافها!! هو السبب الجوهري لأزمة الثورة المصرية حتي الآن. وما نلاحظه هو الخطة الجهنمية لإعادة رموز مبارك إلي الحياة العامة، يكتبون المقالات، ويخاطبون الرأي العام في الفضائيات الخاصة والتسلل الي التليفزيون الحكومي (ملك الشعب!!) إلي حد محاولة شراء أوقات لغسيل سمعتهم أمام الرأي العام واظهارهم علي أنهم أبرياء ومضطهدون أيام مبارك، ويقدمون انفسم الآن باعتبارهم احراراً في خياراتهم، بمعني أنهم كانوا بالأمس القريب عبيداً في نظام مبارك!! تصوروا أن من سرق الاراضي ونهبها وهرب أمواله للخارج قبل 25 يناير وبعدها، يحاول التبرع لصندوق »تحيا مصر»‬ ويلتقي رئيس الوزراء المهندس محلب، ويستغل صورته هذه مع رئيس الوزراء في اعلان لدعم شركته وغسيل سمعته!! وتصوروا ان آخر أمين للحزب الوطني المنحل، تجري معه الحوارات وتقديمه علي اساس انه مفكر قومي!!، وأن تخصص له صفحتان لشرح مفهومه للعدالة الاجتماعية! بل الادهي من ذلك أن يقوم وزير التخطيط بتعيينه مقرراً للجنة مستقبل التعليم في مصر 2030م، ولمن لا يصدق ادخلوا علي صفحة الفيس بوك لهذا الشخص لتروا بأنفسكم ما يحدث في هذا البلد الذي قام الشعب فيه بثورتين عظيمتين ضحي فيها بالغالي والنفيس، ثم يستعيد رموزمبارك مواقعهم مرة أخري بل وأقوي، مرة باعتبارهم خبراء دوليين، ومرة باعتبارهم ضحايا نظام مبارك ومرة ثالثة باعتبارهم أصحاب رؤي عظيمة!! ولازال تفكير السلطة الحالية داخل صندوق مبارك ونظامه ورموزه بل وسياساته بكل أسف!! انظروا يا سادة من هم رجال التعليم الكبار في وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي؟! أن غالبيتهم من رجال مبارك، فماذا يفعلون إذن؟! والناس تتساءل ببساطة: إذا كان هؤلاء خبراء حقيقيين، فلماذا لم يعملوا ذلك في نظام مبارك وينفذوا رؤيتهم وينشروا العدالة الحقيقية؟! فهؤلاء فاشلون ومنعدمو الرؤية، وكانت آراؤهم في خدمة النظام الحاكم حسبما يطلب، وتنفيذ مطالب صندوق النقد والبنك الدولي في جميع المجالات، ومازال هذا الوضع سائداً باستمرارهم في أماكنهم بكل اسف. هل يتخليون ان نصف اعضاء الحكومة من الحزب الوطني المنحل ولجنة السياسات علي الرغم من أنها حكومة السيسي؟! وهل تتخيلون ان ما كانت تفكر فيه حكومات مبارك في موضوع الدعم، هو نفس ما تفعله حكومة السيسي (محلب)، والجديد هو الاستغلال السييء للشعبية الجارفة للرئيس عبد الفتاح السيسي وهذه كارثة قد ندفع ثمنها مرة ثالثة. فهل قامت ثورة 30 يونيو، للاطاحة بالإخوان الارهابيين ، لكي تتم الاطاحة في نفس الوقت بثورة 25 يناير واستحضار رموزمبارك مرة أخري؟! في الشام يقولون »‬يا عيب الشوم!!»، وفي مصر، يا للعار علي يحدث إن محامي المخلوع في المحاكمة الأولي كان مرتعشا ومستجديا عطف المحكمة، بينما الآن فقد ارتفع صوته فوق المحكمة، وخرج عن الموضوع واتهم ثورة 25 يناير بأنها مؤامرة؟! ليخرج بعده المتهمون من القفص ليدافعوا عن انفسهم لتغيير صورتهم وغسيل سمعتهم أمام الشعب وخلق مشهد جديد يحتاج لترويجه لدي الشعب المصري يؤكد سلامة موقفه نظام مبارك وعصابته، وأنهم كانوا ضحايا مؤامرة خسيسة لمجموعة من الشباب العميل!! يا أيها الذين تحاولون غسيل سمعتكم وتزاحمون الشرفاء وتصرون علي الاستمرار في المشهد بعد أن افسدتم البلد ودمرتموه وخربتموه وسرقتوموه واشعتم الامراض الخبيثة ونشرتموها في ربوع البلاد، ونهبتم موارد البلد وهربتوا أموال الشعب للخارج وهناك من يتستر عليكم للآن في السلطة، مصيركم القادم اسود لون الليل الحالك عما قريب. وأطالب الشعب بأن يرفع الاحذية في وجوهكم إما أن تعتزلوا أو الضرب علي القفا وبقسوة، لان لم يعد هناك من لديه النية والإرادة لحماية الثورة من اللصوص وقطاع الطرق وعصابة مبارك التي لم ترحم مصر وسلموا البلد لفزاعة الإخوان الارهابية، وكلاكما. (مبارك الخائن والعميل والفاسد والمورث للسلطة، وجماعة الإخوان الارهابية والمتأسلمين) في سلة »‬الزبالة التاريخية» لن تنجحوا فيمحاولاتكم لغسيل سمعتكم، فإنكم مجرمون ، وخائنون للوطن ويوم الحساب قادم لا محالة، وان غداً لناظره قريب بإذن الله. الثورة مستمرة حتي النجاح باذن الله والنصر، ومازال الحوار متصلا.