حقانية الإسكندرية أقدم محكمة
حقانية الإسكندرية أقدم محكمة


آثار مصر المنسية.. كنـــــــــــوز يدفنها الإهمال (٢)

«حقانية الإسكندرية» أقدم محكمة فى طريقها إلى الانهيار

أمنية حسني كُريم

الإثنين، 17 يناير 2022 - 07:45 م

 

فى قلب الميدان الكبير الملىء بالباعة الجائلين والمارة، حيث لا موضع قدم للتمعن فى البنايات، وقفت سراى الحقانية فى شموخ تتحدى عوامل الزمن والإهمال، مختبئة خلف ستائر ومفروشات الباعة، تطلق من حين لآخر نداء استغاثة من أجل إنقاذها.


فى منتصف الميدان المسمى الآن بميدان المنشية - ميدان القناصل قديمًا- ظل مبنى محكمة الحقانية شاهدًا على تطور المنطقة وتحولها من منطقة مميزة معماريًا لا يُضاهيها مكان فى مصر، إلى منطقة تعج بأصوات الباعة.. وبالقرب منها حيث يقف تمثال ضخم لـ«محمد على باشا»، وقديمًا حوى الميدان مبنى البورصة المصرية القديم، وهى الأولى من نوعها فى مصر.
يرجع تاريخ إنشائها لعام 1886 على يد مجموعة من المهندسين الإيطاليين الذين كان لهم الفضل فى إنشاء الميدان بأكمله.


ووفقًا لمسئولى الآثار، فإن محكمة الحقانية تعانى من مشكلة نقص التمويل، وتوقف مشروعات تمويل عملية الإصلاح منذ نهاية 2010، حيث تحتاج إلى ترميم عاجل يتمثَّل فى درء الخطورة، أما المرحلة الثانية فهى»الترميم» وتهدف إلى إعادة المبنى الأثرى إلى حاله الأصلى كما كان وقت افتتاحه، حيث سوف تتم إزالة الدور الأخير، وتنظيم أربع قاعات رئيسية.


وبالرغم من تعاقب الزمن على «سراى الحقانية»، فإنها لا تزال تحتفظ بعبق ذلك التاريخ بداخلها، أيضًا الكثير من الأسرار من الآثار والمقتنيات النادرة لأشهر القضايا التى فصلت المحكمة فيها، داخل محكمة الحقانية، فضلًا عن ذلك يوجد قرابة 50 لوحة يرجع تاريخها لأكثر من 100 عام، تحمل فى طياتها رائحة حقب زمنية مضت من تاريخ المحاكم فى مصر، ليس ذلك فقط، بل صور نادرة لحكام المحروسة، أبرزهم الملك فاروق، كـذلك صندوق كبـير من الزجاج، به «ميزانا» مـن النحاس «ميزان العدالة « سـيـف ولوحات تاريخية عديدة، يرجع تاريخها إلى أكثر من 120عاما، وتظهر تلك اللوحات أعضاء ورؤساء المحاكم المختلطة فى ذلك الزمن.


وتراقصت صور كثيرة للقضاة الأجانب والمصريين واجتماعاتهم باللغتين العربية والفرنسية وكتب على إحدى تلك الصور «جون جاكسون» أول رئيس محكمة الاستئناف والمحكمة المختلطة ويبدو فى الصورة رجل ذى لحية بيضاء، يحمل الملامح الأوروبية، وكانت فترة حكمه ثلاثة عشر عامًا، كما هو مدون أسفل الصورة، وبجانبها صورة للرئيس التالى للمحكمة، وهو «موريس بيليه» الذى استغرقت فترة حكمه من 1894 حتى عام 1902.
كما يوجد بها عدد من الساعات القديمة (النادرة) ذات أشكال مختلفة، بعضها ببندول، تتراص فوق بعضها البعض، وتظل كقيمة تاريخية.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة