محمد ياسين
محاربة الفساد
الثلاثاء، 18 يناير 2022 - 11:51 ص
عانت مصر طويلا من الفساد الذى ينهش فى أحشائها، والذى لم يجرؤ أحد على التصدى له، ومحاربته حفاظا على كرسيه، والسبوبة التى يحصل عليها من تستره على الفساد.
فى عام 1983 كانت الحادثة الأغرب فى تاريخ مصر، اختفاء أحد أوناش الحفر الخاص بإنشاء الخط الأول لمترو الأنفاق، اختفى الونش العملاق فى عز الظهر، ولم يتم العثور له على أى أثر.
وبعد اختفائه بحوالى 9 سنوات كاملة حدث زلزال 1992 المدمر وانهارت وتصدعت مبانٍ كثيرة فى العاصمة، وقتها عرضت دول أوروبية مساعدة مصر فى إزالة آثار الزلزال، وكان من ضمن المساعدات أوناش ثقيله لرفع الأنقاض، أوراق الشحن تشير إلى أنها المرة الأولى التى يتم فيها شحن معدات من هذه الشركة إلى مصر.
وهنا التفت مهندس شاب مسئول عن استلام الشحنة من ميناء الإسكندرية لاسم الشركة، وأنها نفس اسم الونش، وبدأ فى مراسلة الشركة التى أكدت أنها المرة الأولى التى تشحن فيها لمصر.. رد شركة الشحن دفع المهندس لمواصلة البحث وراء اختفاء الونش الشبح.. فقرر الاتصال بالشركة المُصنعة لسؤالها عن كيفية شحنه، ليفاجأ بالشركة تنفى أنها صدرت هذا النوع لمصر، والأمر كله كان مفاوضات لم ترتق للشراء.
وهنا تساقطت ورقة التوت الأخيرة ليكتشف المهندس، أن الونش تم شراؤه على الورق فقط وتعيين سائق واستيراد قطع غيار له على الورق، ليتم صرف أموال الصيانة وتشغيل الونش، وكله على الورق، مادام كله مستفيد، وفى أحد الأيام طلب أحد المهندسين الونش لعمل ما.. وهنا اختفى الونش، وتم إبلاغ الشرطة بسرقة ونش مترو الأنفاق "الشبح" العملاق.. هذه القصة كانت فى زمن الفساد الجميل، الذى لم يخطر على بال أحد أن يستورد ونش على الورق فقط، وهو ما يجاهد الرئيس عبد الفتاح السيسى للقضاء عليه.
الفساد مدمر للدولة، والقضاء على الفساد بكافة أشكاله هو توجه دولة، هذا ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسى فى جلسة شركاء التنمية، التى عُقدت على هامش منتدى شباب العالم.
Email: [email protected]