أحمد جمال
قرارات منتصف الليل
الثلاثاء، 18 يناير 2022 - 11:55 ص
قبل ساعات من انطلاق امتحانات نصف العام الدراسى لطلاب الصفين الأول والثانى الثانوى والتى بدأت السبت الماضى باختبارات المواد غير المضافة للمجموع، فوجئ الطلاب بقرار مباغت من جانب وزارة التربية والتعليم قضى بعقد الامتحانات ورقيًا بالكامل داخل المدارس بلجان مؤمنة بعد أن كان مقرراً أن عقدها إلكترونيًا على مستوى أسئلة الاختيار من متعدد وورقيًا للأسئلة المقالية.
ليست المشكلة هنا فى تراجع الوزارة عن قرارها وإن كان بالطبع من المفترض أن يكون ذلك فى وقت مبكر من العام الدراسي، كما أن المشكلة ليست كذلك فى عدم الانتهاء من تجهيز البنية التحتية للمدارس حتى تكون جاهزة لعقد الامتحانات إلكترونيًا وإن كان من المفترض أن تكون الوزارة والجهات المعنية الأخرى قد انتهت من ذلك بعد أربع سنوات من بدء تجربة التابلت.
لكن الأزمة الأكبر فى وجهة نظرى تتمثل فى طريقة وتوقيت إصدار القرار الذى أعلنه الدكتور طارق شوقى على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى افيسبوكب قبل دقائق معدودة من أذان فجر السبت الماضي، وهو أسلوب يؤشر على أن الوزارة تعمل بأسلوب بعيد تماماً عن العمل الحكومى المنتظم وبعيداً عن آليات اتخاذ القرار وتهيئة الرأى العام لاستقباله.
إذا كانت وزارة التربية والتعليم قد أصدرت كتاباً دوريًا تضمن خطوات إجراء الامتحانات، فلماذا لا يكون الإعلان عنه فى مؤتمر أو بيان صحفى تقدم فيه الوزارة الحقائق كاملة حول أسباب التراجع عن عقد الامتحانات ورقية؟ ولماذا يكون التواصل عبر تغريدات أو تدوينات على مواقع التواصل لتصل الرسالة النهائية للطلاب وأولياء الأمور أنه لا يوجد دراسة دقيقة ومتأنية للقرارات التى تصدرها الوزارة ومن ثم يتجدد الاعتراض والرفض لتوجهاتها؟!
ليست هذه المرة الأولى التى يقوم فيها الدكتور طارق شوقى بإصدار قرارات فى منتصف الليل، وهو أمر لابد أن يكون محل مراجعة بما يدعم ثقة الوزارة بالرأى العام وحتى تكون خطوات التطوير محل اقتناع لفئات مجتمعية عديد بحاجة للوصول إليها وإقناعها.