الثلاثاء، 18 يناير 2022 - 06:08 م

والوفاء يا صديقى من صفات الرجال، يظهر فى المواقف والأزمات، تجده فى الأنقياء من البشر، تمر السنون وتتباعد المسافات وتتبدل الأوضاع، لكن يبقى الوفى وفيا، لا تغيره الأزمنة ولا يؤثر فيه العمر، ولا يهزمه المال، ولا حتى يشوه صاحبه المناصب .. الوفاء يا صديقى  تراه فى أبناء الأصول الذين لا يغيرون مبادئهم، وتعلموا معنى الاخلاص والإصرار على رد الجميل .. لكن الوفاء فى زماننا أصبح عملة نادرة، من الصعب تحقيقها، ومن المستحيل تغيير صاحبها، ومن اللامعقول اكتسابها، فهى صفة تولد معك وتتغذى عليها من أبويك وعائلتك، تكثر فى المجتمع القبلى والريفى، خاصة فى قرى الصعيد، فهى بالنسبة لهم وراثة ودماء تجرى فى عروقهم .. الوفاء هو التفانى فى حب الأوطان والصدق مع صاحب الجميل وان تبدلت به الأزمان .. الوفاء يا صديقى أخلاق تتربى عليها وتعمل بها ودين قويم تتمسك بتعاليمه وفرائضه ..  فأنا يا صديقى رغم مرور السنوات على وفاة رجل عظيم إلا أننى مدين له بالفضل، لست أنا فقط ولكن هناك اجيالا فى صعيد مصر تدين له بالعرفان، انه النائب عبد الرحيم الغول أحد أشهر النواب فى الأربعين عاما الماضية ..

ومما دعانى لكتابة هذه الكلمات البسيطة،  لفتة جميلة تدل على الوفاء شاهدتها فى بلدتى الثانية إمبابة، مجموعة من الشباب والرجال المحترمين، نظموا عيد ميلاد ضم العشرات من أبناء المنطقة للنائب السابق إيهاب الخولى، ورغم أن عادة السياسة فى بلدنا أن السياسى اذا ترك منصبه أو رسب مثلا فى الانتخابات، ترى القوم انفضًوا من حوله وقالوا فيه سوءا، إلا اننى فوجئت بالعشرات من مؤيدي ومحبي « الخولى « نظموا حفلة حاشدة بمناسبة عيد ميلاده، ليتجسد معنى الوفاء بين هؤلاء بدون مصلحة .. ما حدث يا صديقى يؤكد أنه ما زال بيننا أوفياء، مخلصون، صانوا العِشْرة وحفظوا الواجب، واعترفوا بالجميل، فلم يهابوا ردود الأفعال ولم يلتفتوا للمناصب، بل كل همهم الود والاحترام وعدم نكران الجميل .. لذا يا صديقى دعنى أقول لك أن الأوفياء أصبحو نادرين فلا تفرط فيهم ولا تثق بالمنافقين، أصحاب السبوبة ومحترفى الكلام فقط، ومروجى الاشاعات والباحثين عن مصلحتهم .. نحن يا صديقى نقرأ المشهد جيدا فإما ان تكون وفيا مخلصا مع من تحب، أو تعيش منافقا ساذجا، مجرد أداة يتم استخدامها ليتسلق الآخرون عليك .
دمتم بخير