علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


يوميات الأخبار

أنت وهى وأنا.. «نحن» المجتمع المدنى

علاء عبدالوهاب

الثلاثاء، 18 يناير 2022 - 06:33 م

الشباب يمثل المرحلة العمرية التى تتسم بالحماس الشديد، والعطاء الخلاق ، والحيوية الدءوبة ، وهى سمات تحصن الوطن بمزيد من القوة..

الاربعاء
أكثر ما أسعدنى فيما تمخضت عنه النسخة الرابعة لمنتدى الشباب، إعلان ٢٠٢٢ عاماً للمجتمع المدنى.
ثم أطربنى أن الاعلان جاء مشفوعاً بآلية تؤكد الجدية الشديدة، عبر إنشاء منصة حوار فعالة بين الدولة وشبابها من جانب، ومؤسسات المجتمع المدنى محلية ودولية من جانب آخر.
كنت مؤمناً طوال مشوارى فى الحياة أن المشاركة كقيمة ومفهوم، تتطلب تفعيلاً عملياً حتى تؤتى ثمارها الطيبة.
المجتمع المدنى هنا يمثل جزءاً من الجهاز العصبى والحركى للمجتمع العام، بل إنه بمثابة إحدى حجرات قلب الدولة النابض، وبقدر حيويته تتدفق الإشارات الإيجابية فى ممارسات المواطنة، بالتزامن مع ضخ دماء حارة فى شرايين المجتمع، لتدب فى أوصاله الحيوية الدائمة، من خلال مبادرات المؤسسات والجمعيات والاتحادات غير الحكومية أو الرسمية، بانضمام المواطنين طوعياً وتطوعياً للانخراط فى العمل العام.

تلك القناعات كانت تحدونى دائماً، غير أن ثمة منغصات كانت تؤرقنى عند متابعة الممارسات العملية، التى كانت تعكس أفكاراً تتصادم مع جوهر فلسفة العمل فى أداء «بعض» المنخرطين فى واجهات المجتمع المدنى.. لذا أحلم بأن يكون ضمن ما يتوصل إليه حوار ٢٠٢٢ الخروج بمحصلة، تؤكد للمواطن أن من حقه وواجبه فى آن واحد أن يتبنى عملياً شعار: نحن «المجتمع المدني».. يعنى أنا وأنت، هى وهو، ثمة ضرورة تدفع لن أقول الجميع، ولكن أعداداً غفيرة للاقناع بأهمية المجتمع المدنى، ومن ثم المشاركة فى فعالياته، والانتماء للمؤسسات التى تعبر عنه، والأدق أنها تعبر «عنا».

وربما كان تقديم الشباب فى أولويات الحوار، عبر المنصة التى تزامن خروجها للنور، مع إعلان العام الجديد عاماً للمجتمع المدنى، ترجمة لقناعة راسخة بأن الشباب يمثل المرحلة العمرية التى تتسم بالحماس الشديد، والعطاء الخلاق، والحيوية الدءوبة، وهى سمات تحصن الوطن بمزيد من القوة، والقدرة على الانطلاق نحو آفاق أكثر رحابة.

أحلم أن يثمر الحوار -عبر مشاركة واسعة- عن رسم خارطة طريق، تسهم فى تعميق حجم المشاركة فى العمل العام بكل جوانبه، تمهيداً لانطلاقة يشهدها ٢٠٢٣، يكون المجتمع المدنى بروافده المتعددة قاطرة تسهم فى الدفع بالوطن نحو الأفضل، بأفكار مبدعة وابتكارات خلاقة، بعيداً عن الاكتفاء بإطلاق الشعارات مهما كانت براقة.
سفينة نوح.. كلاكيت ثانى مرة
السبت:
أعلى شريط الأخبار المتحركة أسفل شاشة التلفاز، خبر عاجل على مساحة حمراء تشير إلى أن «الرئيس السيسى يتابع الموقف التنفيذى لمشروع التجلى الأعظم فوق أرض السلام فى سيناء».
بعد قليل وفى نشرة الأخبار التالية إبراز لتوجيه من الرئيس.. بأن يتكامل المشروع مع جهود تطوير سانت كاترين ومكانتها.

تذكرت من فورى يوميات سابقة بعنوان: «هل استقرت سفينة نوح فى طور سيناء؟» وكان نشرها مواكباً لاحتفال جنوب سيناء بعيدها القومى، وإعلان محافظها اللواء خالد فودة عن بدء تنفيذ مشروع عملاق، لإعادة هيكلة وتطوير موقع التجلى الأعظم.
كان موضوع اليوميات، التى خصصت مساحتها كاملة لـ «سفينة نوح» يتمحور حول العديد من الشواهد والاجتهادات تدفع باتجاه بحث فرضية: أن يكون طور سيناء الموضع الذى استقرت حوله أو قريباً منه سفينة نوح.

وأشرت إلى أن باحثاً تونسياً استند فى اجتهاده بأن سفينة نوح استقرت فى سيناء، وبالتحديد فى منطقة الطور، على الاعجاز العددى للقرآن الكريم، وصاغ معادلات معقدة، كان حاصل إدخالها على موقع «جوجل إرث» أن أشار السهم إلى «طور سيناء».

سُقت فى عرضى للقضية، وبحدس المؤمن لا مدعى العلم، مكانة سيناء فى القرآن الكريم، والاشارة - أيضا- إلى اسم «الطور»، بل والقسم الإلهى به.
الاجتهادات تعددت، وتركيا على سبيل المثال تُسَوّق جبل أرارات بأنه الجودى الذى رست عنده السفينة يقع عند قمته، وتستفيد من ذلك سياحياً لأقصى مدى.
مرة أخرى؛ أتوجه للواء فودة بذات السؤال: لماذا لا يتم التواصل مع د.خالد عنانى وزير السياحة والآثار النشط، ببدء الحفائر فى المنطقة التى أشار إليها سهم «جوجل إرث» نحو طور سيناء بالتحديد؟

فكرة تحتاج إلى باحث!
الأحد:
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، كما يقولون فى المأثور، فإن ما يحدث فى سيناء، وما شهدناه من اهتمام استثنائى بالعناية بآثار مصر وتاريخها ومتاحفها فى انحاء المحروسة، استدعى من الذاكرة واقعة عمرها نحو خمس سنوات.
كان كتاب «الأهرامات والمشاهير..وأنا» للدكتور زاهى حواس يحمل رقم ٦٤٠ فى سلسلة كتاب اليوم، الصادر فى يناير ٢٠١٧، وحين قدمت للكاتب سمحت لنفسى بالاشارة إلى كتاب عنوانه «أهرام مصر..قلاع لاقبور» بتوقيع زهير شاكر، وكان قد صدر فى فبراير ١٩٩٣ عن دار الهلال، بعد رحيل صاحبه.
قطع الموت الطريق على زهير، فلم يواصل رحلته إلى غايتها النهائية، لكنه دون شك ألقى حجراً إن لم ينبه فى وقتها لخطورة اجتهاده، فقد كان يقينى أن ثمة غدا قادما، سوف يتصدى باحث جاد لاستكمال ما بدأه الراحل على ضوء فكرته الملهمة.

باختصار شديد، كان زهير يرى أن ثمة أغراضا حضارية للأهرام كالبوصلة والمنارة والتقويم، ليس هذا فقط، وإنما كان هناك ايضاً - ثمة مشروع حضارى ارتبط بالعصرين اللذين بنيت خلالهما الأهرامات، إلا أن أخطر ما فى الأمر، أن بناء الأهرامات كان شيئا منفصلاً تماماً عن عملية الدفن!
من ثم؛ فإن النظرية العامة المستخدمة فى النظر إلى التاريخ المصرى القديم ، وفهمه وتفسيره ، هى نظرية بحاجة لإعادة النظر، لا فى مسألة الأهرامات فحسب، وانما فى الكثير من جوانب التاريخ القديم.

نعم لم يسعفه القدر، لكن لماذا لا تثير رؤيته حماس باحث آخر، لن يبدأ من الصفر أو الفراغ، إن نقطة البداية تنطلق من أن ملحمة بناء الأهرامات فى حقيقتها تتجاوز - بعد نفى كون المسألة تستهدف الدفن - ما هو حضارى وعلمى وعقائدى، إلى هدف اسمى كان - بالأساس - دفاعياً عسكرياً.
بحسب رؤية زهير؛ الأهرامات كانت قلاعاً نصبت للدفاع عن مصر، يعنى أنها بُنيت لكى تكون قلاعاً لا قبوراً، وكان الباحث الراحل يخطط لإصدار بحثه التالى بعنوان: «بناء الأهرام.. واستراتيجية الدفاع عن مصر».
هذا ما سجلته قبل خمس سنوات، وأظنه مازال صالحاً للطرح، فالتاريخ - بالفعل - يستدعى مناقشة دون نهاية، يمضى بالمراجعة والمراجعة المضادة، وفق رؤى نقدية مستمرة.

وللمجلد «٢٨» حكاية!
الاثنين:
«وإنى لأسأل الله أن يجزى بالخير كل مُعين على هذا النشر، مُعداً أشكر له إعداده، أو مراجعاً أشكر له إمداده، وهو وحده يعلم من كل إخلاص النية، وعلى قدرها تكون سماحة الجزاء من رب الجزاء».
بهذه السطور اختتم فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى مقدمته الموجزة، التى تصدرت ما أصدرته «أخبار اليوم» من خواطره حول القرآن الكريم سواء فى أجزائها الكبرى التى بلغت ٢٧ مجلداً أو فى كتيبات تجاوزت المائتين.
وكان ثمة حرص على أن تكون المقدمة خطية، فهى بقلمه وخطه، ولم تجمع بحروف الطباعة المعتادة.
وكان هناك دائماً دعوات وأفكار لترجمة خواطر الشيخ للغات الأجنبية، وأخيراً تم إطلاقها بالإنجليزية، برعاية الشيخة عفراء بنت زايد التى رعت مؤسستها المشروع، بعد أن استغرق نحو ١٧ عاماً لإنجازه.

وإذا كان التطبيق الإلكترونى يسهل الوصول إلى خاطرة لآية معينة فى أى سورة من القرآن الكريم، فإن ثمة مجلدا يحمل رقم «٢٨» اختص بتقديم خدمة متفردة للقارئ عبر العديد من الفهارس كالأعلام والأماكن و...و... والكشافات الموضوعية التحليلية.

ولهذا المجلد حكاية
قبل أربعة أعوام هاتفنى الزميل عادل أبوالمعاطى أحد أركان قطاع الثقافة بأخبار اليوم- وكان ضمن فريق العمل الذى أشار إليه الشيخ الشعراوى- يطلب أن احدد له موعداً للقاء، وكالعادة قلت:
- تستطيع أن تشرفنى حالاً، إن كان الوقت يناسبك.
بعد دقائق كان الأستاذ عادل يعرض علىّ فكرة الفهارس والكشافات، ولم أتردد للحظة:
- ياريت نستطيع اللحاق بمعرض الكتاب القادم.
كانت المفاجأة السارة أنه قد بدأ بالفعل فى إنجاز فكرته، وطلبت منه أن يسلمناً ما ينتهى من إعداده أولاً بأول.
ومن موقعى كمدير لقطاع الثقافة وقتذاك، أصدرت توجيهاتى لكل الأقسام المعنية، بدقة الإنجاز وسرعته، وبحمد الله لحقنا بالمعرض حينذاك.

إن تمام الفائدة للنسخة الإنجليزية من «الخواطر»، تكتمل بتعاون بين مؤسسة أخباراليوم، ومؤسسة الشيخة عفراء بنت زايد، عبرتوقيع اتفاق بشأن ترجمة المجلد «٢٨»، مطبوعاً ورقمياً، إذ تسهل للقارئ التعامل مع الخواطر، بالوصول إلى غايته إذا مابحث عن أحد الأعلام أو الأماكن أو الموضوعات عبر الفهرسة الدقيقة لهذا العمل الضخم.
أتمنى أن تلقى هذه الدعوة الصدى المأمول، لمزيد من الإثراء للجهد الذى بُذل حتى ترى «الخواطر» النور بالإنجليزية دون أن ينقصها المجلد «٢٨».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة