محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

سنوات الخماسين

محمد بركات

الأربعاء، 19 يناير 2022 - 05:03 م

رغم أنه قال بأن كتابه ليس محاولة لكتابة التاريخ ولكنها محاولة لقراءة الحاضر، إلا أن ما كتبه «ياسر رزق» ، بحرفية فائقة وكفاءة متوقعة فى كتابه «سنوات الخماسين»، هو فى حقيقته ومضمونه شهادة أمينة من قلب المشهد، ورواية صادقة لما جرى فى زلزال «٢٥ يناير»، وتوابعه، وصولا إلى ما كان فى بركان «٣٠ يونيو»، وثوراته.

وللحقيقة فإن سنوات الخماسين فى واقعه هو أيضا وثيقة تاريخية، للحقبة التى تولى فيها المجلس العسكرى الحكم فى مصر وحتى انتقال السلطة إلى جماعة الإخوان فى ظل الدخان والضباب والعنف والاضطراب الذى حاق بالبلاد والقلق الذى أحاط بالعباد.

وفى هذه الوثيقة رصد الكاتب ما عاصره وشاهده بنفسه، وما سمعه من صناع الحدث والمشاركين فيه بأنفسهم ،...، وهو فى رصده للأحداث والوقائع وكتابتها وتوثيقها بصدق وبصيرة، يؤكد أن دافعه هو حماية الحقائق من التشويه المتعمد أو الطمس المقصود، والحفاظ عليها من التزوير على يد ولسان جماعة الشر المتربصة بمصر وشعبها.

وفى هذا الإطار فإن الكتاب يقدم شهادة أمينة وصادقة، للمرحلة الحرجة وبالغة الحساسية والاضطراب وعدم الاستقرار، التى عاشتها مصر منذ الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١ بكل عواصفها العنيفة والمدمرة، وما جرى خلالها من أحداث ومكائد وتحالفات ومؤامرات طوال عام، وصولا إلى وثوب الجماعة على السلطة وتوليها الحكم،...، ثم فشلها الذريع والمزرى فى إدارة شئون البلاد، وانحرافها بالبلاد نحو الهاوية خلال العام الأسود الذى تولوا الحكم فيه، لولا ثورة الشعب وخروج الملايين رافضين استمرار جماعة الإفك فى الحكم، ومطالبين برحيلهم والخلاص منهم، وهو ما تحقق فى ظل انحياز الجيش للشعب وإنفاذه لإرادة الجماهير.

وخلال فصول الكتاب السبعة والتى استغرقت ما يقارب «٤٠٠ صفحة بالملاحق والصور»، لم يكن الكاتب محايدا، ولم يكن يستطيع ذلك لو أراد،...، ولكنه برغم ذلك بذل جهدا كبيرا لتوخى الموضوعية قدر ما يستطيع... وفى هذا أتفق مع ما قاله عن اقتناع وإيمان بأنه لا حياد بين الحق والباطل، ولا بين الأمل فى غد أفضل، والسراب والوهم الخادع والمضلل،...، وفى ذلك كان الكاتب منحازا للوطنية المصرية وشعب مصر وجيشها،...، وهذا شرف عظيم للكاتب وشهادة ثقة للكتاب عن استحقاق وجدارة.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة