الأربعاء، 19 يناير 2022 - 05:31 م

كان الرئيس جمال عبد الناصر لديه حس سياسى شعبى يلتقط به ما يدور فى الشارع المصرى من انتقادات ونكات يطلقها الشعب تعبيرا عن غضبه أو عدم رضاه عن بعض القرارات التى تتخذها الحكومة، وكان يعتبر ردود فعل الناس مؤشرا يجب الأخذ به لتصويب ما يستحق التصويب أو توضيح ما يستحق التوضيح، وعقب نكسة يونيو 67 غرق المجتمع المصرى فى سيل من «النكات» الساخرة التى تعبر عن المرارة واليأس والإحباط، ولهذا تطرق الرئيس عبد الناصر فى أول خطاب بمناسبة ذكرى الثورة بعد نكسة يونيو قائلا: 

- «هما عارفين إن الشعب المصرى، يمسك أى حاجة وينكت عليها،  أنا عارف شعبنا طبيعته كده، وأنا لم آخذ هذا الموضوع بطريقة جدية، عارف الشعب المصرى كويس، ما أنا منه، كل واحد ما يقابل واحد يقول له سمعت آخر « نكتة «، ويحكيها..

ما احنا كده، وهما عارفينا طبعاً، فممكن يستخدمونا بأن تتقال بعض النكت الحقيقية اللى تؤثر على كرامتنا، وبرضه أقول إن موجة النكت اللى طلعت احنا انجرينا فيها وما فهمناش بتسبب إيه « النكت « اللى طلعت وبتجرح كرامة ناس هم أولادنا وإخواننا، وأنا نفسى كنت باسمع النكت برضه، برضه واحد بيقول لى سمعت آخر نكتة، زى ما بتقولوا لبعض، وطبيعتنا احنا كمصريين كده، وأنا فى نفسى ما أخدتش من هذه النكت أبداً أى تعبير، أنا عارف أننا شعب عمره 7 آلاف سنة، قهر كل الغزاة، كسرهم، من «قمبيز» إلى «نابليون»، وقعد ينكت عليهم، شعب له فلسفته وطبيعته، وماحدش لا قدر يقيم فيه مذاهب ولا انقسامات، فيه وحدة وطنية، وشعب صلب قوى، لكن أهو شعب بيحب النكتة، وأنا باعتبر إن دى ميزة لأنه بيفلسف بها الأمور، لكن إذا جاء أعداؤنا واستغلوا فينا هذه الطبيعة علشان يحققوا هدفهم، لازم نكون ناصحين، وهنا ما أقدرش أقول لك توجيه سياسى معين، أبداً باقول كل فرد فينا مسئول، بيقول إيه الهدف من كذا ؟ الهدف من كذا هو كذا، تثبيط العزيمة، فقدان الثقة، وتيئيس للقوات المسلحة». 

من «خطاب للرئيس»

إقرأ أيضاً|الذكرى 67 للمحاولة الأشهر لاغتيال ناصر بالإسكندرية