صورة موضوعية
صورة موضوعية


يعود لأكثر من 5 آلاف سنة.. «قرص سابو» اللغز الأكثر غموضا في الآثار

محمد طاهر

الخميس، 20 يناير 2022 - 08:36 ص

قرص سابو، هو قرص مصري قديم من حجر الشيست - وهى مادة تتطلب الكثير من المهارة الحرفية يفتقدها العالم في الوقت الحالى وهو معروض بمتحف التحرير - يعود عمره لأكثر من 5 آلاف عام حتى الآن.

وقد تم العثور عليه داخل مقبرة (الأمير سابو) بسقارة عام 1936. ويبلغ قطره 610 مليمترات، بينما يبلع ارتفاعه 104 مليمترات. 


وقد وُجد هذا القرص أثناء العثور عليه مكسورا إلى أجزاء، في غرفة المقبرة كان هناك بالإضافة إلى القطعة الأثرية الغامضة مجموعة واسعة من الأواني والسكاكين الحجرية، والسهام، وبعض الأدوات النحاسية وبقايا من الأطباق الصخرية.

غير أنه تم تركيبه بصعوبة، لكن ظلت وظيفته مجهولة - وما تزال - فلم يعرف أحد بعد ما هو الغرض من صناعة هذا القرص!

والأمير سابو، كما يقول الباحث الأثرى د. حسين دقيل هو أحد أمراء الأسرة الأولى؛ والده الملك (عج إب) الملك الخامس بالأسرة الأولى، وجده الملك (دن) وقد تولى إدارة بعض الأقاليم أثناء فترتي حكم والده وجده.

ويلفت د. دقيل أنه أثناء اكتشافه، اعتبره البعض، زهرية أو مبخرة، أو أداة من أدوات الزينة، أو أدوات الطقوس الشعائرية، غير أن هذا التفسير لم يرض البعض، فاقترحوا أن يكون القرص عبارة عن آلة من آلات دفع المياه بطريقة ميكانيكية؛ حيث إنهم اعتبروا أن الشكل المنحوت به القرص والمقاييس الدقيقة الموجودة به كانت قادرة على العمل على ضخ المياه وإزاحتها والعمل على دفعها بشكل دقيق. 

كما اعتبر آخرون بأن القرص أبسط من ذلك بكثير، فما هو إلا آلة لجمع ونسج الخيوط، حيث اعتبروا أن الفصوص الثلاثة بالقرص كانت تستخدم لتثبيت خيوط من الحرير أو جدل الحبال، وعندما يُدار القرص، فإنه ينسج الخيوط الثلاثة في خيط واحد، مما يخلق حبالا أكثر سمكا. لكن هذه النظرية ضعيفة، كما يرى د. حسين دقيل فلم يكن المصريون ليبذلوا كل هذا الجهد في هذا القرص من أجل عملية نسج الخيوط، وخاصة أن هناك أدوات للنسج أسهل من ذلك بكثير ..

وقد ظهرت أمام المؤرخين الكثير من القضايا المهمة التي قد تغير من فهمنا للتاريخ. على سبيل المثال، ما هو الغرض من قرص سابو؟

ويشير العلماء، إلى أن هذا القرص بالكاد أن يكون عجلة، لأنها أول ما ظهرت في مصر القديمة كان في عام 1500 ق. م في عهد السلالة الثامنة عشر.

ولكن إذا كان ثبت بأن القرص هو عجلة، هذا يعني أنه ظهر في مصر حوالي 3000 قبل الميلاد، لذلك ينبغي على علماء المصريات إعادة كتابة بعض الأعمال التاريخية.

هناك اقتراح آخر وهو أن استخدام مثل هذه العملية المعقدة والحساسة يعني أن الموضوع كان متعلقاً بطقوس أو كان له أهمية دينية.

ووفقاً لخبراء آخرين، فإن القرص يمكن أن يكون قاعدة لمصباح زيتي. ومع ذلك، فقد تعرض هذا الطرح لانتقادات لأنه كان من المستبعد أن تستخدم مثل هذه المصابيح في مصر القديمة، وبالتالي فإن شكل شفرات القرص تدل على انها كانت تستخدم لأغراض محددة وظيفية وليست للزينة.

وبرأي عالم المصريات سيريل ألدرد، فإن شكل القرص يشير إلى أنه ملحق لقطعة معدنية هي أقدم من القرص الذي تم العثور عليه.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا صنع المصريون القدماء مثل هذه القطع المعقدة منذ خمسة آلاف سنة؟ كيف تمكنوا من قطع مثل هذا الشكل المعقد بدقة على مادة هشة إلى حد ما.
من الممكن أنه كان لقرص سابا دور هام منذ خمسة آلاف سنة. ومع ذلك فإنه لا يمكن للعلماء حاليا أن يحددوا بدقة غرضه وبنيته المعقدة، وسيظل لغز "قرص سابو" والغرض منه سراً إلى أن يتم الكشف عنه بشكل أوضح.

 

 

اقرأ أيضا: إزالة العقار المتعارض مع مسار توسعات الدائري

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة