د. نجلاء شمس مجمع البحوث الإسلامية
د. نجلاء شمس مجمع البحوث الإسلامية


الإحسان إلى البيئة

الأخبار

الخميس، 20 يناير 2022 - 06:20 م

تمكينًا للثقافة البيئية فى نفوس المسلمين ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الإحسان إلى البيئة من ضمن منظومة الإيمان ؛ حيث قال: (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة ؛فأفضلها :قول لا إله إلا الله ،وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ) حديث صحيح ، فمن أوجه العبادة أن يُحسن الإنسان إلى البيئة بعمارتها وأن لا يُسيء إليها بتدميرها فأيُّ اهتمام أكبر من هذا عنايةً وحمايةً ؛ إنّه الإسلام ،بما لا يدع مجالًا لأى شك أن التشريع الإسلامى أفضل من اعتنى  بالبيئة، استدامةً وتنمية فرعاية البيئة فى الإسلام قد دخلت ضمن نطاق التعبُّد لله تعالى ، ولم لا ؟ فتعاليم الدين الإسلامى فى مجملها تحافظ على البيئة من عبث الإنسان ؛ وكأنّ الملائكة، ومنذ اللحظة الأولى قرأوا فى عالم الغيب ما يمكن أن يقوم به الإنسان من الإساءة إلى البيئة وبما بها من موارد، فقد جاء فى الذكر الحكيم قوله تعالى:(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّى أَعْلَمُ ما لَا تَعْلَمُونَ )البقرة30 ،ومما يعلمه الله تعالى ولا تعلمه الملائكة أنّه سبحانه استعمر الإنسان فى الأرض وجعل من مسئوليته حُسن إدارة الموارد البيئية . 


ومن ركائز الحفاظ على البيئة من المنظور الإسلامى الحفاظ على صحة الإنسان ، فدعت النصوص فى القرآن والسنة إلى الحفاظ على الصحة ؛ بدءًا من الدعاء بطلب العافية ، إلى الوسائل التى تجلب العافية ، ومنها المحافظة على نقاء البيئة لئلا تنشأ بؤر للأمراض المعدية والفتاكة. لأن التساهل فى هذا يعد تشريعًا للقتل غير الرحيم


وأيضًا :التشجير والتخضير، قد حضت آيات وأحاديث كثيرة على الغرس والزرع، فمن السنة النبوية ما رواه أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله (ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أوإنسان أو بهيمة إلا كان له  به صدقة) حديث صحيح   


وأصبح الحديث عن التدخل العبثى للإنسان فى البيئة حديثًا عن مُخَرِّب يَحرق بيته، ويُدمر أسباب حياته  بيده ؛حيث إن الفساد قد ظهر وتسبب البشر بجزء كبير فيه وبيد أن عدم الرجوع يعنى الجحود بنعم الله ،وعدم معرفة قيمتها ووظائفها التى يُسِّرت لها، وإن هذا من موجبات عذاب الله والشقاء فى الدنيا، فقد قال تعالى: فى حق إحدى الأمم السابقة  (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) النحل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة