إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد


مصر الجديدة:

الدكتور محمد غنيم

إبراهيم عبدالمجيد

الخميس، 20 يناير 2022 - 07:19 م

شاءت الظروف أن أجرى ثلاث عمليات كبيرة فى العمود الفقرى فى مستشفى للعظام فى زيوريخ بسويسرا. طبعا لن أحكى عن نظام ونظافة ودقة المستشفيات فهذا معروف.

شاءت الظروف أن تنفجر البروستاتا بالتضخم رغم حرصى منذ سنوات على تناول الأدوية التى تجعلها فى وضع لا يسبب لى أى ألم. لم تساعدنى الظروف للانتقال إلى مستشفى خاص بالمسالك البولية بعد ستين يوما انفقتها فى عمليات الظهر. قررت أن أجرى العملية للبروستاتا فى مصر.

عدت وأشار علىّ الدكتور أنور نصير بالذهاب إلى مستشفى الكلى والمسالك البولية التابع لجامعة المنصورة والذى كان العالم الجليل محمد غنيم وراء إنشائه وحمل اسمه والذى أخذ مكانه فى العالم بين المستشفيات العظيمة ذات السمعة العالمية. هاتفت العالم الجليل ففتح لى باب الأمل.


 الدكتور محمد غنيم واحد من أبرز العلماء فى مجاله وتربطنى به علاقة طيبة، فانا من محبيه الكبار عالما ومحبا للوطن، والحديث عنه يطول. هو أيضا رغم عمله فى الطب مثقف عظيم فى الفنون والآداب وهو ثانى أمهر جراح فى العالم فى مجال الكلى والمسالك البولية وحصل على جوائز عالمية عظيمة. راودته فكرة إنشاء مركز متخصص فى جراحة الكلى والمسالك البولية تحت مظلة الجامعة. عام 1978 زار السادات مدينة المنصورة، وعينه مستشارًا طبيًّا له ليسهل عليه التحرك وسط روتين المؤسسات.


للعالم الكبير نحو 47 كتابًا وأوراق بحثية فاقت المائة نشرت فى المجلات العلمية العالمية وكتب الدكتور محمد المخزنجى سيرة الدكتور غنيم فى كتاب مهم للغاية.


ذهبت لأجد نفسى مرة اخرى فى سويسرا. بناء المستشفى وممراته وحجراته ومعامله ومراكز الأشعة. الأطباء لهم نظام دقيق فى المرور على المرضى وكل ما يفعلونه للمريض يتم تسجيلة والممرضات يتابعن العمل وفقا لما تم تسجيله ويدخلن على المريض بالدواء فى موعده وفى كل الأحوال لا يجد المريض حاجة ليسأل عن شيئ ولا يجد إلا أن يترك نفسه لهم .طبعا لن أتحدث عن النظافة التى تبدأ مع الصباح للغرفة ويتم متابعتها وكل المرضى متشابهون فى الزى وهو جلباب والتكييف المركزى لا يجعلك تشعر بالبرد فى أى مكان بالمستشفى .

كل الأطباء الذين مروا علىّ كانوا سببا فى الطمأنينة ومنهم الدكتور الشاب «أحمد الشال» الذى أجرى لى العملية والذى سبق له أن حصل على جائزة الدولة التشجيعية عن أبحاثه.

تخذلنى الذاكرة عن كتابة كل اسماء الأطباء كاملة سواء مدير المستشفى أو طبيب التخدير أو غيرهم. كلهم يجتمعون فى الانسانية والجدية ومثلهم الممرضات ومساعداتهن. وجدت نفسى من جديد فى سويسرا وكل الفرق أننى أتحدث باللغة العربية مع الجميع فصارت المستشفى بيتا للونس لا للألم . السؤال الذى يراودنى هل يمكن ان تكون كل مستشفياتنا المجانية كذلك؟.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة