عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

آخر الأحزان !

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 20 يناير 2022 - 07:46 م

اعتدنا دوما أن ندعو لمن فقد عزيزا أن يكون ذلك آخر الأحزان بالنسبة له ، رغم أننا ندرك ونعى أن الإنسان مادام على قيد الحياة سوف يفقد أعزاء وأهلا وأصدقاء ، لأن الموت مستمر لا يتوقف ، وهو يخطف يوميا  الآباء والأمهات والأبناء  والبنات والأقارب والأصدقاء والمعارف والأغراب أيضا ..

فكما يولد أطفال كل دقيقة تمضى يموت كبار وصغار أيضا فى هذه الدقيقةً ،، هذه سنة الحياة التى يعد الموت فيها هو الحقيقة المطلقة الوحيدة فى الحياة  ..

 وهكذا  مادام الإنسان حيّا سوف يجدد الموت أحزانه  ، وبالتالى فإن آخر الأحزان للإنسان هى التى تسبق وفاته هو شخصيا ! 


ومع ذلك نحن مستمرون بالدعاء لمن حرمهم الموت من الأعزاء بأن يكون حزنهم على من فقدوه هو آخر الأحزان ، وكأن الموت سوف ينتهى أو يتوقف لبعض الوقت حتى يعفى  البشر من حزن  وصدمة فقد الأعزاء ، رغم أن  الموت يرافقنا  دوما منذ لحظة بدء الحياة بالنسبة لنا ، وأحيانا يباغت الناس دون سابق إنذار او تمهيد بالإصابة بالمرض أو التقدم فى العمر وأحيانا أخرى يأتى بصخب شديد ، مثلما يحدث مع الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين  ! ..

بل إن البعض منا لا يكتفى بتمنى الموت لآخرين إنما يسعى بنفسه لسلبهم الحياة ..

أليس ذلك ما نراه ونسمعه ونقرأه يوميا عن حوادث قتل ، سواء كانت متعمدة او بالخطأ طبقا للتوصيف القانونى ، وبعضها يصدمنا مثل من قتل زوجته  أو أبناءه أو شقيقته وأمه وأباه  ؟!..

و أليس  ذلك ما يفعله باسم الدين  الإرهابيون فى عالمنا ومن يحرضونهم على فعل ذلك طمعا فى الجنة وما فيها من حور العين ؟!..

وأليس ذلك أيضا ما اقترن دوما حدوثه فى الصراع على السلطة فى كل زمان ومكان على مر العصور ، وفى المواجهات السياسية الحادة والعنيفة  التى تحدث داخل الدول ، وما أكثرها. حولنا والقريبة منا ؟ 


خلاصة الأمر أن الموت لا يحيط فقط  بِنا دوما منذ اليوم الأول لحياة كل منا ، وإنما بَعضُنَا يستدعيه ويحض عليه فى ظل صراعات الحياة المختلفة بما فيها الصراعات السياسية أيضا ..

وبعضنا بذلك  يكون سببا لموت آخرين إما بالإهمال او بالتواطؤ أو بالفساد أو طمعا فى مال أو سلطة او سيطرة كذلك على العالم ، كما فعل الاستعمار القديم والجديد ، حينما قام بغزو الدول وقهر الشعوب وسيطر عليها وسلبها  ثرواتها ..

وبذلك الموت دوما حاضر فى حياتنا وسيظل يجلب لكل منا جميعا الأحزان ، ولن يستثنى أحدا ، كبيرا أو صغيرا ، غنيا أو فقيرا ، صاحب سلطة ونفوذ أو إنسانا عاديا .. ولن تتوقف هذه الأحزان التى يسببها الموت للإنسان إلا عندما يزوره وينهى حياته ، وهذه نهاية الأحزان.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة