كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

«ديمقراطيتهم الملعونة!»

كرم جبر

الجمعة، 21 يناير 2022 - 08:50 م

إيقاظ الهوية الوطنية والدولة الوطنية التى تعتز بنشيدها وعلمها، كان كلمة السر لعدم سقوط الدولة المصرية، لأنها القادرة على إحياء الشعوب، وما حدث فى المنطقة خلال الربيع العربى هو قتل للدولة الوطنية وفى صدارتها الجيوش، وبفضل الله صمدت مصر ووقفت على قدميها بفضل جيشها، الذى تصدى للمؤامرات وخلفه الشعب المصري.

ولا أستطيع نسيان ما أدلت به وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس قبل عام 2011، عندما قالت إن المعارك الدينية ستستمر فى الشرق الأوسط لمدة 30 عاماً مثلما حدث فى أوروبا فى القرن الـ 17 لإنهاك المجتمعات العربية، ليتفقوا فى نهاية الأمر على كيف يحكمون أنفسهم؟، ونفس الوسائل استخدمتها الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة، فالإرهاب هو الإرهاب لا دين له ولا وطن ولا جنسية.
كان مقدراً لمصر أن تستمر فى فتن وحروب وصراعات لمدة 30 عاماً، ولكن عناية الله كانت فوق مؤامراتهم.

حاولت الجماعة الإرهابية جر مصر لما يحدث فى المنطقة العربية، وإلباسه ثوب الشرعية الزائفة، وخيِّل لهم أن الديمقراطية التى جاءت بهم، لها اتجاه واحد هو اغتصابهم السلطة لمدة 500 سنة، يحكمون فيها البلاد.

ولا أنسى ما قاله وزير الخارجية الأمريكى الأسبق كولن باول إبان الربيع العربي، إنهم سيجعلون العراق جنة الديمقراطية التى تهب نسائمها إلى سائر دول المنطقة، واتضح بعد ذلك أنها الخراب والدمار والإرهاب والحروب الدينية والقضاء على الهوية الوطنية وانهيار الدولة وشقاء الشعب.
هم يقومون بهدم الدول بالحروب حتى يستنزفوا خزائنها فى شراء الأسلحة، ثم يشرعون ببنائها ليستنزفوا خزائنها مرة أخرى فى إعادة الإعمار، وكله تحت شعار ديمقراطيتهم الملعونة.

ومن أخطر القضايا التى حاولت الجماعات الإرهابية العبث فيها هى خلق حالة عداء بيِّن ضد الدولة الوطنية ، وكأن من يحب بلده ويدافع عنه خارج عن دينه، من خلال نشر الأفكار بأن الانتماء يجب ألا يكون للوطن بل للخلافة لاستعادة الأمجاد الزائلة، ولو فكرنا قليلًا سنجد أن الأمجاد التى يريدون الوصول إليها هى أنقاض الأوطان.

لا تتحقق آمال الشعوب إلا بأبنائها، فلا ينفع مستعمر ولا جيوش أجنبية ولا ديمقراطية مستوردة، والدليل الدامغ هو ما حدث فى أفغانستان، فبعد 20 عاماً تركتها الجيوش الأمريكية أسوأ مما كانت، وعندما غزت أمريكا أفغانستان زعمت أنه لبناء دولة ديمقراطية حديثة وتأسيس جيش أفغانى قوي، ولكن عند انسحابها قالت إنها لم تذهب إلى هناك من أجل أفغانستان ولا الديمقراطية، ولكن لوقف خطر طالبان.. فهل توقف الخطر؟

قال الرئيس الأمريكى الأسبق جون كيندى: «هناك نوع من الحروب، جديدة من حيث القوة وقديمة من حيث الأصول، حروب يشنها أفراد العصابات والمخربون والمتمردون والقتلة، من خلال الكمائن عوضاً عن القتال، ومن خلال التسلل بدلاً من الهجوم، والسعى إلى النصر باستنزاف الخصم وليس القتال معه».. وهذا ما جاءت به الديمقراطية الملعونة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة