زينب إسماعيل
زينب إسماعيل


أحوالنا

زينب إسماعيل تكتب: الخباز وابن حنبل

بوابة أخبار اليوم

السبت، 22 يناير 2022 - 11:56 ص

نشأ الإمام أحمد بن حنبل في بداية حياته في بغداد، وتربى بها تربيته الأولى، وكان يسافر كثيرا  في طلب الحديث النبوي الشريف إلى أن بلغ فيه مبلغ الإمامة، وذاع ذكره في الآفاق الإسلامية؛ فازدحم الناس على درسه ازدحاماً شديداً، وفي احد سفرياته نزل في مدينةٍ غريبةٍ  لا يعرفه أحد من سكّانها، ساقته الظروف إلى مسجدٍ  لينام فيه بعد أن بلغ منه التعب مبلغاً عظيماً، وعندما رأه الحارس رفض أن يسمح له بالنوم فيه، أستأذنه الإمام قائلا : سوف أنام عند موضع قدمي فقط، ونام الإمام أحمد عند موضع قدمه، فما كان من الحارس إلا أن قام بسحبه وأخرجه من المسجد، ورغم ذلك لم يفصح الإمام عن شخصيته التي تكسوها ملامح  الهيبة والزهد والورع،  في تلك اللحظة شاهده خبازٌ وهو خارج من المسجد إلى قارعة الطريق، فعرض عليه أن يذهب معه لينام عنده في داره ، وافق الإمام أحمد  وذهب معه، وكان من عادة الخباز أن يستغفر الله وهو يقوم بعجن العجين وخبزه،  ولمّا لاحظ الإمام أحمد مداومة الخباز على الإستغفار،  سأله إن كان قد وجد لكثرة الاستغفار ثمرة ؟ فأجابه الخباز: نعم والله ما دعوت الله دعوة إلا استجاب لي ما عدا دعوة واحدة، فسأله الإمام أحمد: وما هذه الدعوة التي لم تُستجب لك؟ فقال الخباز: طلبت من الله أن أرى الإمام أحمد بن حنبل، هنا قال له: أنا أحمد بن حنبل، والله إني جُررت إليك جرّاً.. وهكذا  في الاستغفار إجابة للدعوة، وراحة للبال، وسكينة للنفس، وسلامة من الفتن والمحن.. فقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَن لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب».. سيقول البعض وما الجديد فيما سبق !! الإجابة أن كثيراً منا هذه الأيام رغم علمهم بروعة "الإستغفار"  للأسف تغيب عنهم هذه الروعة !

[email protected]

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة