سرحان بعد القبض عليه - سرحان الآن
سرحان بعد القبض عليه - سرحان الآن


53 عاما سجيناً l حكاية سرحان وعائلة كينيدى

آخر ساعة

السبت، 22 يناير 2022 - 01:45 م

خالد حمزة

فى أمريكا، رفض حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، الموافقة على طلب الإفراج المشروط عن الفلسطينى سرحان بشارة سرحان، الذى اغتال منذ أكثر من نصف قرن، شقيق الرئيس الأمريكى جون كينيدى السيناتور روبرت كينيدى، والمرشح للرئاسة فى ذلك الوقت، فى واحدة من أكثر الجرائم شهرة فى التاريخ الأمريكى.

 

كان مجلس الإفراج المشروط  قد قرر فى أغسطس الماضى، أن سرحان 77 عاما  لم يعد يمثل خطرا على المجتمع، وأرسل أوراق الإفراج المشروط إلى نيوسوم للتوقيع عليها، ومنذ عام 1975 قدم سرحان طلبات متكررة إلى السلطات للإفراج عنه، ولكن تم رفضها كلها، وفى 27 أغسطس الماضى، قررت ولاية كاليفورنيا الإفراج المشروط عن أشهر وأقدم سجين فلسطينى فى العالم، وهو سرحان بشارة سرحان، لإقدامه ليلة 5 يونيو 1968 على قتل السيناتور الأمريكى روبرت كينيدى، التى كانت الاستطلاعات تؤكد فوزه بانتخابات رئاسية مقررة فى نوفمبر من نفس العام، بأربع رصاصات أطلقها عليه سرحان، بعد لحظات من إلقائه كلمة فى مؤتمر انتخابى بمدينة لوس أنجلوس وبعد إدانته، حكم عليه بالسجن المؤبد فى سجن ريتشارد دونوفان الإصلاحى فى مقاطعة سان دييجو فى ولاية كاليفورنيا، لأن الولاية كانت قد ألغت عقوبة الإعدام، وخلال سنوات سجنه كان سرحان الذى لم يتزوج، وغير حاصل على الجنسية الأمريكية، بل فقط على الأردنية، يتقدم كل 5 أعوام بالتماس للإفراج عنه.

 

ووفقًا لوسائل الإعلام الأمريكية، فإن قرار الإفراج استند إلى  سجله النموذجى فى السجن، وعدم تشكيله أى خطر على أى فرد كان، يقضيان بضرورة الإفراج عنه، وأنه كان سيتم ترحيله إلى الأردن، وكان ذلك مجرد توصية بإطلاق سراحه، لكنه لم يعن أنه صار حرا، لأن القرار أصبح بيد حاكم ولاية كاليفورنيا، الذى رفض إطلاق سراحه حتى ولو بشروط، راضخا لضغوط من داخل أسرة كينيدى، وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، استنكر 6 من أبناء روبرت كينيدى قرار الإفراج عن سرحان، وقالت العائلة إنها فى حالة صدمة من أن قاتل كينيدى سيفرج عنه، بينما دعم اثنان من أبناء كينيدى، قرار إطلاق سراحه.

 

وقال دوجلاس كينيدى الذى كان طفلا صغيرا عندما تم اغتيال والده، إنه كان قادرا على رؤية سرحان وجها لوجه، موضحا أنه عاش حياته فى خوف منه، لكنه رآه كإنسان يستحق التعاطف، ورضخ حاكم كاليفورنيا أيضا لعدد من السياسيين، وللوبى اليهودى داخل أمريكا، ليعيد القضية لنقطة الصفر، وسرحان إلى محبسه. 

سرحان بشارة سرحان، ولد فى القدس المحتلة قبل 77 سنة، وهاجر منها مع والديه وإخوته الأربعة إلى أمريكا وعمره 12عاماً، وقام باغتيال كينيدى يوم الذكرى السنوية الأولى لحرب1967.

أما روبرت كينيدى،. الذى ترك 9 أبناء وأرملة ما زالت حية للآن، وعمرها 93 سنة، فهو شقيق الرئيس جون كينيدى، الذى قتل بالرصاص قبله بخمسة أعوام، وكانت علاقة سرحان بروبرت كينيدى، هى دعمه لإسرائيل ومحاولته المتعمدة لإرسال تلك القاذفات المقاتلة إلى إسرائيل، لإلحاق الأذى بالفلسطينيين، وفى حوالى الساعة 12:15 صباحًا  فى5 يونيو 1968، أطلق سرحان من مسدس عيار 22 الرصاص على السيناتور الأمريكى روبرت كينيدى فى لوس أنجلوس، بعد دقائق من انتهائه من إلقاء خطاب لمؤيديه، فى القاعة الرئيسية فى فندق بالمدينة. 

وأصيب كينيدى بـ3 رصاصات، واحدة فى الرأس واثنتان فى الظهر ورصاصة رابعة مرت عبر سترته، وتوفى بعد 26 ساعة فى المستشفى، وعلى الرغم من أن سرحان اعترف بذنبه، فى اعتراف مسجل أثناء احتجازه لدى الشرطة فى 9 يونيو، وتبع ذلك محاكمة طويلة تحت اسم شعب ولاية كاليفورنيا ضد سرحان سرحان، لم يقبل القاضى اعترافه، ورفض طلبه بسحب اعترافه بـغير مذنب.

وأدين سرحان فى 17 أبريل 1969، وحُكم عليه بعد ستة أيام بالإعدام فى غرفة الغاز، وبعد ذلك بثلاث سنوات، خُفف حكمه إلى السجن مدى الحياة، بسبب قرار المحكمة العليا فى كاليفورنيا، التى قضت بأن عقوبة الإعدام تعد انتهاكًا لحظر دستور كاليفورنيا ضد القسوة، وكان قرار فبراير 1972 الذى أبطل جميع أحكام الإعدام فى كاليفورنيا، وفى 5 يونيو 2003 فى الذكرى السنوية الـ 35 لاغتيال كينيدى، التمس محاميه من محكمة اتحادية فى لوس أنجلوس، نقل القضية إلى مدينة أخرى، لأن سرحان لم يتمكن من الحصول على جلسة استماع عادلة فيها، وفى 26 نوفمبر2011 قدمت فرق الدفاع فى سرحان أوراق المحكمة لمحاكمة جديدة، قائلة إن تحليل الخبراء للأدلة التى تم الكشف عنها، يُظهر إطلاق مسدسين فى الاغتيال، وأن مسدس سرحان لم يكن المسدس، الذى أطلق النار على كينيدى، ويجب إطلاق سراحه من السجن، أو منحه محاكمة عادلة.

وفى 5 يناير 2015  قال قاض إن دفوع سرحان، لم  تكن قوية بما يكفى لإطلاق سراحه، وفى 10 فبراير 2016، فى جلسة استماعه المشروطة الخامسة عشرة، تم حرمان سرحان من الإفراج المشروط، وفى أغسطس 2019 طعن سرحان عدة مرات، لإطلاق سراحه دون جدوى، وفى محاولة الاستئناف الأخيرة، قال سرحان بشارة للمسئولين فى لجنة إطلاق السراح المشروط، إن الشاب المندفع الذى كان أنا فى ذلك الوقت، لم يعد له وجود الآن، وقررت المحكمة إطلاق سراحه بتوصية لحاكم الولاية، الذى رفض.

وقضية سرحان التى تعود للواجهة فى أمريكا هذه الأيام، أعادت إلى الأذهان قصة أسرة كينيدى الغريبة، مع الاغتيالات والموت والمرض، والتى بدأت عام 1941 بعد أن أصُيبت روزمارى كينيدى بمرض عقلى، وأجريت لها جراحة دقيقة فى المخ، ولكن الجراحة تسببت فى إضعاف قدراتها العقلية أكثر، ولازمت المستشفى حتى وفاتها عام 2005، وفى أغسطس 1944 انفجرت طائرة جوزيف باتريك كينيدى الابن، وتوفى أثناء الحرب العالمية الثانية.

أغسطس 1956 أنجــــبت جـــاكلين بوفـــير كينيدى طفلة ميتة، وفى نوفمبر 1963 اغتيل جون فرانسيس كينيدى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فى دالاس، واتُهم لى هارفى أوزوالد بارتكاب الجريمة، ولكن لم يُحاكم حيث أطلق جاك روبى عليه النار، وقتله قبل محاكمته بيومين، وأقفلت الشرطة الفيدرالية إف بى آى ولجنة وارن (اللجنة التى أنشأها الرئيس ليندون للتحقيق فى اغتيال جون كينيدى) التحقيقات بعد وفاة أوزوالد، الذى اعتبروه المتهم الوحيد فى القضية. على عكس ما أقرته اللجنة الأمريكية المختارة للتحقيق فى الاغتيالات، بأن تحقيقات الشرطة الفيدرالية ولجنة وارن، لم تكن كافية، وأن اغتيال جون كينيدى كان نتيجة مؤامرة، وفى يوليو 1969 انحرفت سيارة تيد كينيدى عن الطريق، وسقط من فوق جسر فى جزيرة، ما تسبب فى وفاة مارى جون كوبتشن، والتى كانت ترافقه فى السيارة، وصرح تيد بعد ذلك فى لقاء تلفزيونى: القد تساءلت كثيرا ليلة الحادثة، إذا ما كانت هناك لعنة حقيقة تطارد أفراد عائلة كينيدى!ب، وفى نفس العام  بُترت قدم تيد كينيدى الابن، بسبب إصابته بمرض سرطان العظام، وارتكب مايكل سكاكل ابن شقيق إيثيل كينيدى، جريمة قتل جارته، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وفى أبريل 1984 توفى ديفيد أنتونى كينيدى، بعد تناوله جرعة مضاعفة من المخدرات، وفى أبريل 1991تم توجيه تهمة الاعتداء على سيدة إلى ويليام كينيدى سميث فى أحد ممتلكات العائلة فى بيفرلى هيلز، وفى النهاية تم تبرئته التهم.

وفى ديسمبر 1997 توفى مايكل لى كينيدى فى حادثة تزحلق، وفى يوليو 1999 توفى جون ف كينيدى الابن وزوجته وأخته غير الشقيقة، فى حادثة طائرة، وفى مايو 2012 انتحرت مارى ريتشارد كينيدى فى منزلها فى  نيويورك.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة