السبت، 22 يناير 2022 - 02:49 م

أحمد الجمَّال

لطالما تساءل البعض: لماذا لا يُسمح للنساء بقراءة القرآن بأصواتهن فى الإذاعة؟ ولكن ما قد لا يعرفه كثيرون هو أنه كانت هناك مقرئات فى أوائل القرن العشرين، إلى أن جرى إبعادهن عن ميكروفون الإذاعة تمامًا عام 1945، وبعدها بأربع سنوات ناقشت "آخرساعة" هذا الموضوع مع الشيخة منيرة عبده أقدم مقرئات الإذاعة، ومن كبار علماء الأزهر، وعدد من مسئولى الإذاعة، للوقوف على سبب المنع.. وفى السطور التالية نعيد نشر نص هذا التحقيق بتصرف محدود:-

أجرت "آخرساعة" تحقيقًا عن السبب فى منع السيدات من تلاوة القرآن فى الإذاعة، خاصة أنه كانت هناك ثلاث نجمات لمعت أسماؤهن فى سماء الإذاعة منذ خمسة عشر عامًا كالشيخة منيرة عبده والشيخة منيرة الحضرى، ثم احتجبتا عن الميكروفون مرتين، الأولى فى عام 1941 والثانية فى عام 1945، إذ عادتا إليه لتحتجبا عنه مرة أخرى إلى اليوم.

وقد سألنا الشيخة منيرة عبده، أقدم مقرئات الإذاعة، عن السبب فى احتجابها عن الميكروفون، فقالت: إن ذلك يرجع إلى خلاف شخصى بينى وبين بعض المسئولين فى الإذاعة، وأنهم من أجل هذا الخلاف ابتكروا أسبابًا ليسكتوا المستمعين عن المطالبة بعودتى إليهم، ولما قلنا لها: إن أسباب المنع لا تشملك وحدك بل تشمل جميع المقرئات، قالت: هذا صحيح، ولكننى إذا توقفت عن الميكروفون توقفت معى الأخريات، وإذا عدتُ إليه عدن أيضًا.

ثم قالت: وكان مما ذكره هؤلاء المسئولون أن هناك عذرًا شرعيًا يمنع السيدات فى بعض الأحيان من تلاوة القرآن، فأتيت لهن بشهادات طبية تنفى وجود هذا العذر الشرعى فى أثناء الإذاعة، فأعادونى إلى الميكروفون وأعادوا معى باقى المقرئات، ثم أوقفونا بلا سبب.

وقد سألنا على خليل، المراقب العام للإذاعة، عن رأيه فى ذلك، فقال: ليس لدينا مانع من قيام المقرئات بالإذاعة، حينما يظهر جيل جديد منهن.

فى حين يقول عبدالغنى سلام، مساعد المراقب العام المختص بقسم القراءات، إنه سأل فضيلة المفتى فى أمر قراءة السيدات للقرآن فى الميكروفون، فقال له: إن تلاوتهن للقرآن غير جائزة لأنها لا تتفق مع الوقار المطلوب فى أدائه.. ولما سألنا فضيلة الشيخ حسنين مخلوف (أحد كبار علماء الأزهر – ا1890-1990ب) فى ذلك قال: إن هذه المسألة تحتاج إلى نظر، وأنه لم ينتهِ من بحثها.

 (آخرساعة 24 أغسطس 1949)