بقلم: هبة عبد الرحمن
بقلم: هبة عبد الرحمن


نداء الإنسانية للعالم من «أرض السلام»

كل أسبوع

أخبار الحوادث

السبت، 22 يناير 2022 - 05:01 م

الأيام.. ليس هناك أصعب من الأيام، عندما تمر كلمح البصر لنجد أنفسنا بين ليله وضحاها تحولنا إلى اشخاص غيرنا، المسئولية باتت تقع على عاتقنا، والهموم تراكمت أمامنا حتى أصبحت جبلا عاليا يقف حائلا بيننا وبين أجمل ذكريات مرت علينا، وتجاعيد الحياة تتسلل الي ملامحنا دون ان ندرى.

تنصهر أنفسنا داخل زحام الحياة ومشاكلها، حتى ننسى انسانيتنا، ونفتح أعيننا بعد مرور السنوات لنجد أننا فقدنا الكثير فى دربنا، فالعلاقات الإنسانية مهمة لكل شخص، تصنع فى وجداننا شعورا لا يمكن الاستغناء عنه، ويؤثرون فى تشكيل شخصياتنا تأثيرا فعالا.

نداء الإنسانية للعالم من «أرض السلام»

وعلى أرض السلام "مدينة شرم الشيخ"  شهد العالم كله بحضور شباب ١٩٦ دولة من جميع أنحاء العالم، نداء مصر لإحياء الانسانية والبشرية، من خلال نماذج أثرت فينا جميعا بتأكيدها على أهمية وجود وتعميق العلاقات الإنسانية ومدى تأثيرها فينا.


ففد شاهدنا الشابة الجميلة سالى" أيقونة الانسانية، التى وقفت أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي فى منتدى شباب العالم، تطلب منه تقديم النصيحة لها كأب للتخلص من شعورها بالخوف وبرغبتها فى تحقيق الكثير فى حياتها لكن يقف القلق والخوف فى طريق نجاحها.


وجاء رد الرئيس السيسي ملئ بحنان الاب وعطفه وبابتسامته الودوده، والتأثر واضحا على كلماته: "انتى لسه صغيرة، خايفة من ايه، الدنيا كلها أمامك من اجل ان تحققى أحلامك، يؤلمنى انك خائفة، انتى من عمر ابنتى الصغيرة، لا تخافى من شئ لسه العمر كله أمامك". 


وتابع الرئيس السيسي: "عايز اقولك على حاجه، جوه مصر متخافيش، الدولة ديه بفضل الله ربنا حافظها ولولا الله لضاعت مصر مثل غيرها".


وسألنا انفسنا من تكون سالي؟ وما حكايتها وتجربتها فى الحياة التي جعلتها تعانى من كل هذا الخوف؟، وجاءت الاجابة فى ختام منتدى شباب العالم، حينما ظهرت "سالي" من خلال الفيلم الوثائقي الذي تم عرضه تحت عنوان "كلنا انسان"، روت فيه "سالي" معاناتها وسبب خوفها من المجتمع وقالت بكلمات مؤثرة: "امبارح اول مرة انزل الشارع لوحدى وكنت فاكرة ان الموضوع صعب وكان فى الاول صعب، لكن لقيت بنت بصتلى واتوترت،لانى وأنا طفلة صغيرة زمايلي كانوا بينظروا ليا بقرف.. كانوا بيقرفوا يكلمونى او يسلموا عليّ، لانهم كانوا بيخافوا مني إني أعديهم أو هأذيهم".


وأضافت بدموع عينيها التى زادت من تأثيرها على القلوب: "الكل كان بيتعامل معايا على إني شخص ناقص، كلامه مش مهم ورأيه مش مهم، شخص مالوش لازمة، لكن النهاردة لما البنت بصتلى وابتسمتلي، ابتسامتها فرقت معايا وشجعتنى ومنحتني ثقة في نفسي.. فجأة نسيت انى مختلفه، نسيت إن فيه ناس مش بتحب شكلي.. مارست حياتي بشكل طبيعي لدقائق، واتشجعت وقررت أدخل ندوة فيها سيادة رئيس الجمهورية"، وهي الجلسة التي عقدها الرئيس مع ممثلي الصحف الأجنبية.


وقالت سالى" "لما قالوا مين عنده سؤال رفعت إيدي.. قلت أكيد الرئيس مش هيختارني لكن كان كفاية عليّ إني كسرت خوفي، لكن اللي حصل إن الرئيس اختارني، ولقيت نفسى بسأله "انى خايفه وطلبت منه نصيحة ابويه ازاى اتخلص من الخوف الى جوايا"؟

وتكمل سالى بتأثر بالغ: "سالي اللي كانت من يومين خايفة تواجه عدسة كاميرتها، دلوقتي واقفة أمام العالم كله وبتكلم رئيس الجمهورية.. نفسي الناس تعرف تأثيرهم على بعض ويفهموا ان كلمة قاسية ممكن تدمر حد وكلمة حلوة ممكن تحيي نفس، هنشوف الدنيا بشكل تاني وهنتعامل مع بعض بشكل تاني، كلنا فى الاخر واحد، كلنا انسان".
وفي أقل من يومين تحول هذا الخوف إلى أمل وحلم فى مستقبل أفضل لها، وهى يملؤها الشعور بالآمان بعد ما قدمه الرئيس الإنسان بكلماته الحنونه الأبويه الداعمه لها من نصيحة غيرت من مشاعرها، من ضعف وخوف إلى قوة وثقة في النفس جعلتها تظهر فى ختام المنتدى بصورة أقوى على مواجهة الحياة وعلي التعبير عن نفسها بحرية وبقوة ارادة، ولازلت أذكر كلمات الرئيس لها عندما إلتقاها في المره الثانية فى ختام المنتدى ووجه لها سؤالا: "انتى لسه قلقانه يا سالي"، وجاءت اجابتها تلك المره بقوة وثبات "لا مش قلقانه".

 


فرد عليها الرئيس:"الشباب ده المستقبل والامل والحلم، ربنا يديكم الصحة ويوفقكم، وبكره ده امامكم كلكم، وتحيا مصر بيكم، انا سعيد جدا بكلامكم وبالمعنى الى قدمتوه لنا للناس، بأننا مختلفين وهذا الاختلاف قيمة كبيرة، مختلفين فى كلامنا ولغتنا وشكلنا وثقافتنا وعادتنا وتقاليدنا حتى فى ديانتنا وده مش مشكلة".


حكاية "سالي" واحدة من الكثيرات من السيدات والفتيات او الشباب الذين يبحثون عن دعم المحيطين بهم نفسيا ومعنويا حتى يتمكنوا من النهوض بأنفسهم والمرور بأي أزمة في حياتهم، وكلمات الرئيس السيسي المحفزه الداعمه لـ"سالى" تقدم رسالتين واضحتين لسالى وغيرها أولهما؛ ان جمهوريتنا الجديدة التي نطمح لها جميعا هى دولة حلم وأمل وعلم وعمل، وليس هناك تفريق او تمييز بسبب الجنس من ذكر او انثى، او دين، او اللون، او مكان النشأة، أو شكل، ولكن التمييز بيننا سيكون بناءا علي العمل الذى نقدمه الي هذا الوطن الذي يحتاج لكل يد من ابنائه لرفعته وتقدمه.


والرسالة الثانية؛ عن أهمية العلاقات الانسانية فى حياتنا، والتى تقوم على أسس سليمة من الدين والقيم والمبادئ؛ لانها ستؤدى الى التماسك والترابط بين الناس، وتساعد على الاستقرار والنهوض والتقدم، وتعطى صورة حضارية للعلاقات بدلا من ان تعم الانانيه والخلافات والصراعات بين البشر، والتى للاسف باتت مسيطره الى حد كبير، حيث ان الاهتمام بالعلاقات الانسانية البشرية لم تعد موجوده بيننا هذه الأيام، ولابد ان نعود الى الاهتمام بعلاقاتنا مع الاخرين سواء داخل الاسرة الواحدة او خارج اطار اسرتنا الصغيره، وكأنها دعوة كى ننفض غبار القسوة والانشغالات عن قلوبنا وأنفسنا، وننظر الى علاقاتنا مع المحيطين بنا، بعين الحب والرقي، بحيث نبني علاقات انسانيه هادفه تقدم لنا الدعم في الحياه، حتي نصبح أقوى ببعضنا البعض وقادرين علي بناء جمهوريتنا الجديدة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة