صورة موضوعية
صورة موضوعية


حكايات| سعد الخير.. صعيدية تصنع الطوب وتصعد النخل لسد جوع طفليها 

أبو المعارف الحفناوي

السبت، 22 يناير 2022 - 07:03 م

لم تقف مكتوفة الأيدي، بعد أن طلقها زوجها، ولم تنتظر المساعدة من أحد، صممت أن تتخطى الصعاب، وتربي طفليها بالحلال، تحدت الظروف الصعبة، وارتدت ثوب الرجال، وعملت في مهن شاقة خاصة بالرجال، حتى أثبتت للجميع أنها قادرة على فعل المستحيل. 

سعد الخير مصطفى، أو كما يطلق عليها «سعدون»، تبلغ من العمر 53 عاما،  تعمل في صناعة الطوب، والمعروف باسم "دق الطوب"، كما أنها تطلع النخيل،  وتعمل في الخرسانة ونقل الزلط والرمال من الدور الأرضي وحتى الخامس،  بإصرار وعزيمة وقوة الرجال ، حتى تحصل على قوت يومها دون الاعتماد على أحد. 

تتعرض «سعدون»، لمخاطر في العمل الشاق اليومي، ولكن تتغلب عليه برغبتها على أن تثبت لنفسها قبل الجميع،  أن المرأة قادرة على فعل المستحيل من أجل أن تنفق على أسرتها وتحدي الصعاب التي تواجهها بشكل يومي. 

هنا في قرية جراجوس، التابعة لمركز قوص جنوبي محافظة قنا، تقطن "سعدون" مع طفليها، بعد أن طلقها زوجها، ورفض الإنفاق عليها وعلى طفليهما ، فقررت أن تتحمل على نفسها، وتعمل أعمال شاقة، داخل قريتها وبالقرب من طفليها، حتى تكون بجانبهما.

 ارتدت ثوب وصفات الرجال، في تحمل المسؤولية،  وامتهنت مهن "دق الطوب"،  فهي تصنع الطوب اللبن من التراب والماء، حتى يجف ثم تضعه في القمائن ، وتشعل النيران حتى يصبح طوب بلدي أحمر،  وتبيعه حتى تكسب من عملها. 


لم تتوقف مشقة "سعدون"، عند "دق الطوب" فقط، الذي تعلمته من والدها قبل زواجها، بل تعمل كطالعة نخيل، وتصعد النخيل لجني التمور، فضلا عن رفع الزلط والرمال والعمل في الخرسانة،  حتى تحصل على 30 أو 50 جنيها يوميا لتنفق على طفليها.


ولم تستسلم السيدة القنائية لكلام الناس، وواجهت «سعدون»، ضغوطات أكبر خاصة بعد أن عملت في أعمال شاقة، ولكن تحدت الظروف واستطاعت التغلب عليها. 


وترى «سعدون»، أن ارتدائها لثوب الرجال، كانت طريقة لها، حتى لا تكون مطمعا للرجال، وأن حبها لعملها وانجازه،  ساعدها في نيل إعجاب واحترام الجميع،  سواء المواطنين أو أصحاب العمل نفسه.


وتحلم السيدة المكافحة بأن تشملها «حياة كريمة»، وتوفير معاش لها من تكافل وكرامة، حتى تستمر في مهنتها والانفاق على طفليها، خاصة لأن زوجها ترك طفليه ورفض الإنفاق عليهم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة