السبت، 22 يناير 2022 - 07:09 م

رأينا فيديو الطفل الذى يشكو لرب عمله آلام كتفه الذى أدماه حمل أجولة الفول ونقلها لمسافات بعيدة فإذا بالرجل يلطمه على وجهه بلا رحمة ويطيح به على الأرض وسط صرخات الطفل ودموعه ...

هذا البائس هو أخو الطفلة شروق فى الإنسانية المعذبة تلك الطفلة التى غربت شمسها منذ أيام تحت الماء ضمن 23 طفلا سقطت بهم السيارة فى الماء بعد يوم طويل من العمل الشاق فى مزرعة للبيض 

شروق وأخواتها بعض من 160 مليون طفل عامل فى العالم  وحوالى 2 مليون طفل فى مصر يعيشون مأساة فشلت حتى الأمم المتحدة فى حلها رغم أنها خصصت العام الماضى 2021 عاما للقضاء على عمالة الأطفال وخصصت 12 يونيو من كل عام للتذكير بتلك المشكلة  ومع ذلك مازال الأطفال يصرخون ويتعذبون 

ومنذ أيام قليلة عقد مجلس الشيوخ المصرى جلسته وناقش مواد مشروع قانون  تشغيل الاطفال ضمن قانون العمل الجديد وقد عرف القانون الطفل بأنه كل من هم تحت الثامنة عشر من عمرهم وقد حظرت مواده تشغيل الأطفال قبل بلوغ سن 15 سنة مع تحديد ساعات العمل بـ 6 ساعات يوميا يتخللها فترات للراحة مع ملاحظة أن المادة 64 من قانون الطفل تجرم عمالة الأطفال 

 ومع ذلك حدث ولا حرج وأطفالنا العاملون يغطون المزارع والحقول وورش السيارات ومصانع الاثاث والألمونيوم والسجاجيد  والمشكلة ربما ينظمها القانون ولكنه لا يحلها من جذورها لأنها مرتبطة بعوامل اخرى منها وأهمها الفقر والتسرب من التعليم 

 وهكذا تبقى المشكلة قائمة تستصرخ الضمائر وربما بكينا قليلا على ضحاياها وصرفت وزارة التضامن بعض التعويضات لذويهم ثم نجفف دموعنا وننساهم  فلا نذكرهم إلا مع حادث جديد وضحايا آخرين ومزيد من الدموع نذرفها ونمضى بعدها متناسين سالمين.