جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

روسيا وأمريكا.. و«تبريد» الأزمة!

جلال عارف

السبت، 22 يناير 2022 - 07:55 م

 

مازال التصعيد يسود الموقف بين روسيا والغرب على خلفية أزمة أوكرانيا.. ما زالت أمريكا والدول الأوروبية تتحدث عن غزو روسى محتمل لأوكرانيا بينما تنفى روسيا ذلك. وما زالت دول الغرب تهدد بعقوبات رادعة ضد روسيا إذا تحركت عسكريا ضد أوكرانيا، بينما تحذر موسكو من ردها العنيف إذا حدث ذلك.
ورغم كل هذا التوتر العنيف والتباعد فى المواقف، فالمؤكد أن كل الأطراف تدرك خطورة أى صدام قادم، وتحاول تجنبه بكل الوسائل. وآخر خطوة فى هذا السبيل كان اللقاء المهم بين وزيرى الخارجية الروسى والأمريكى فى جنيف أول أمس.
ورغم أن اللقاء -كما هو متوقع- لم يحسم قضايا الخلاف، إلا أنه كان -فى حد ذاته- إشارة إيجابية إلى أن هناك فرصا للتوافق رغم ابتعاد المواقف بدرجة كبيرة حتى الآن.
ورغم أن الطرفين الروسى والأمريكى أظهرا مواقف متباينة لحد كبير فى المفاوضات وفى التصريحات التى أعقبتها، فقد كان هناك حرص على إبقاء المسار الدبلوماسى مفتوحا، كما كان هناك تأكيد من الجانبين على أن المفاوضات كانت «صريحة وبناءة»، وكان هاما إعلان الوزير الأمريكى «بلينكن» أن واشنطون ستقدم الأسبوع القادم ردودا مكتوبة على مطالب روسيا بشأن أوكرانيا والناتو.. وهو ما كانت واشنطون تستبعده قبل ذلك. وأيضا لم يستبعد الوزير الأمريكى حصول قمة بين الرئيس الأمريكى «بايدن» والروسى «بوتين»، إذا كان ذلك سينزع فتيل الأزمة.


بالتأكيد لن تعطى أمريكا فى ردها المكتوب المنتظر لروسيا ما تطلبه من تعهد بعدم توسع حلف «الناتو»، ليكون بأسلحته وصواريخه على حدودها مع أوكرانيا أو جورجيا. لكن الرد قد يفتح الباب لتبريد الأزمة بإبقاء حكاية انضمام أوكرانيا إلى «الناتو»، وعدا لا يتحقق فى المدى القريب مقابل أن يظل التهديد بغزو أوكرانيا ورقة للضغط وليس للتنفيذ، مع فتح الباب لمفاوضات جادة حول مجمل القضايا العالقة بين روسيا وأمريكا وحلفائها فى «الناتو».
الأزمة ما زالت ساخنة، لكن جهود التبريد قد توقف التصعيد، وتمنع الانزلاق إلى حافة الحرب الكارثية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة