هيثم مصطفى |تارانتينو وجنون السينماجرافيا
هيثم مصطفى |تارانتينو وجنون السينماجرافيا


هيثم مصطفى |تارانتينو وجنون السينماجرافيا

أخبار الحوادث

الأحد، 23 يناير 2022 - 04:11 م

 

السينما لها سحرها الجميل في تجسيد الكلمات والحروف والأرقام لمشاهد خلابة تسحر المشاهد بلقطاتها وزوايا إخراجها، إذ لا يمكننا سوى أن نصفق وبجنون أمام كل مشهد يعجبنا سواء في السينما المحلية أو العالمية، لإنها هي المترجم الحقيقي لكافة الإنفعالات الدفينة داخل نفسية المشاهد هناك قلة ناجحة في هذا المضمار ومنهم العبقري كوانتين تارانتينو!! فلن نتحدث عن نشأته الفنية بل سنتحدث عن تأثره الشديد بعالم السينما في فترة الستينات والسبعينات بحالٍ جعله يقبل ويدمن النوع الشعبي جدًا من السينما فتنحفر بداخله مفردات تلكم الأفلام، إذ كان سيرجيو ليون وهوارد هوكس وأفلام الويسترن الإيطالية(الإسباجيتي) هي مراجعه الأولى، فجعلها ذخيرة خياله الخصب، ليخرج لنا ما في جعبته في أفلامه التي عملت على صنع نقلة كبيرة في الصناعة نفسها، فمن بعد فيلمه الأول Reservoir Dogs والذي تكلف 1.2مليون دولار وحقق ربح يُقدر بـ 2.8مليون دولار قدم فيلمه الأشهر على الإطلاق Pulp Fiction والذي كان هو فاتحة الخير والذي صعد به لعنان السماء كمخرج لا يشق له غبار إذ تكلف الفيلم مبلغ 8.5مليون دولار وربحه 213مليون دولار لتتوالى أفلامه من بعدها بشكلٍ فعال ومؤثر. وبالنظر لطبيعة أفلام تارانتينو نجده قد قدم لنا ما تربى عليه، فقدم لنا أكشن العصابات، كما عمل على أفلام الويسترن والحرب العالمية بنكهات تعايشها حقًا، فلقد جعل روح السبعينات هي السائدة بداخل كافة أعماله وكأنك تشاهد فيلمًا رخيصًا بتكلفة كبيرة وحقيقية، وحرص على صقل الحوار داخل أعماله بشكلٍ يجذب الإنتباه بطريقة ساحرة، فلا تمل أبدًا من مشاهدة ما يقدمه، وكأنه جمع ما أحبه في السينما في عصرها الذهبي في صباه ليقدمه برؤية مميزة لامسًا كافة الجوانب العميقة للصوت والصورة، بل ومتفننًا في تقديم كل اللمسات السينمائية في العمل بكافة تفاصيله لينقلنا لعالمه الزاخر، فنراه يتفنن في تقديم أنوثة المرأة الفاتنة بعيون المراهق، ويقدم الأكشن الدموي بعيون خيال صبي تربى على أفلام سكورسيزي، ويقدم سينما الجريمة بطعم الثمانيات رغم أن كافة أفلامه كانت ما بعد الثمانيات، قبل أن يقدم لنا الخيال العلمي الجامح، بحالٍ تلهث خلفه وخلف رؤياه المتفوق في شناعة اللقطات الفذة التي يقدمها مصحوبة بالمؤثرات البصرية والسمعية التي تشعر وكأنك رأيتها كثيرًا لكنك لاتنفك تعشق عرضها في أعماله. ولا يمكن أن ننسى رسائله الإنسانية ضد العنصرية وضد الجرائم ضد المرأة وحقوق الأقليات، ليكون لنا برصيد 9أفلام من إخراجه علامة عبقرية اهتمت بكل أركان السينما في جنون إبداعي جامح خارج من نستولجيا عبقرية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة