مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

عندى دور برد

مؤمن خليفة

الأحد، 23 يناير 2022 - 07:48 م

 

مع موجة الصقيع التى تضرب مصر الآن ولفحة البرد الشديد التى تصيب أى شخص فى ضلوعه وعضلاته أصبح من الطبيعى أن تسمع أحد أفراد منزلك أو أصدقائك يردد «أنا عندى دور برد» لكن ما الذى يجب عليك فعله مع الانتشار الواسع لمتحور «أوميكرون».. مطلوب منك أن تمتنع عن زيارة الآخرين.. أن تتجنب أى شخص مصاب بنزلة برد.. خليك فى البيت.. عليك ارتداء الكمامة خاصة فى المواصلات العامة ومترو الأنفاق وفتح النوافذ.. لا تفعل مثل معظم المصريين الذين يتعمدون إغلاق نوافذ الأتوبيسات وقطارات المترو بحجة البرد الذى هو أساسا أهون عليك عشرات المرات من الإصابة بكورونا.. وأيضا يعتبرون «الكمامة» نوعا من الرفاهية.


الدولة من جانبها تحذر مواطنيها ليل نهار من الفيروس اللعين خوفا عليهم بينما هم لا يلتزمون على الإطلاق بأى إجراءات احترازية ويرددون بدون وعى عبارة غريبة «ربنا الستار» ويتناسون أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بأخذ الحذر من الأوبئة.. وزارة الصحة تطالب بالتعامل مع أعراض نزلات البرد على أنها اشتباه عدوى كورونا بحيث يقوم المريض بعزل نفسه عن باقى أفراد أسرته وعدم تبادل الأدوات الشخصية واستخدام ملعقة وكوب وطبق خاص وغسلهم جيدا بالماء والصابون بعد الاستخدام وكذلك أدوات العناية الشخصية واستخدام حمام خاص إن أمكن.
نرجوكم الحذر وبقدر الإمكان أن تتحصنوا ضد كورونا فمعظم الأسر ليس لديها رفاهية «الحمام الخاص» لكل فرد ولا تمتلك أيضا غرفا لعزل أنفسهم منعا للإصابة ولذا علينا أن نقاوم البرد والفيروس بالإجراءات الاحترازية سواء كنا فى الشارع أو بيوتنا.
التاريخ الإسلامى يذكرنا بالطاعون الذى ضرب المقاتلين المسلمين فى إحدى غزوات الشام وكيف تصرفوا فى مواجهة «طاعون عمواس» وكان من الأوبئة الشديدة التى واجهت المسلمين فى فترة خلافة عمر بن الخطاب سنة 18هـ (640 م) بعد فتح بيت المقدس، ومات فيه كثير من المسلمين ومن صحابة النبى محمد (صلى الله عليه وسلم).. وكان وباء «طاعون عمواس» الذى سمى على اسم بلدة صغيرة فى ضواحى القدس، وهو يعد امتدادا لطاعون جستنيان وهو وباء وقع فى بلاد الشام وقتل هذا الطاعون الآلاف من المسلمين، ورجح المؤرخون أن الوباء حصد أرواح 25 ألفا من أهل الشام، بينما يرى آخرون أن عدد الضحايا وصل إلى أكثر من 30 ألفا.
ويكشف مؤرخون أن الفاروق عمر بن الخطاب، تعامل مع ذلك البلاء فى منتهى الحذر، حيث لم يدخل هو ومن معه إلى الشام، وقد رفض الصحابى الجليل أبو عبيدة بن الجراح الخروج من الشام، وقد كان واليًا عليها، عملاً بما جاء فى حديث الرسول الكريم بعدم الخروج من أرض الطاعون.


وكانت الإجراءات التى قام بها الخليفة عمر بن الخطاب والوالى عمرو بن العاص لمواجهة الوباء القاتل فى الشام، إجراءات شبيهة بالحجر الصحى حيث أخذ بن العاص بنصيحة عمر بن الخطاب بالخروج بالناس إلى الجبال؛ لأن الطاعون لا ينتشر هناك فخطب فيهم قائلاً: «أيها الناس، إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، فتحصنوا منه فى الجبال»، وبتلك الطريقة استطاعوا القضاء على الوباء الذى شكّل خطورة كبيرة على دولة الإسلام فى تلك الفترة وذلك أخذًا بأسباب الوقاية منه، والقضاء عليه.. هذ التصرف يرد على مقولة الاستسهال وعدم الأخذ بأسباب الوقاية حمى الله بلادنا من فيروس كورونا ومتحوراته فى هذه الأيام.
لا نصاب بالخوف ولا نتساهل مع أى وباء رغم ارتفاع أعداد المصابين بمتحور أوميكرون لكننا مطالبون باتباع نصائح الأطباء وأهل العلم.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة