خالد حمزة
أسطورة الحب الأعمى
الثلاثاء، 25 يناير 2022 - 10:40 ص
فى الأسطورة: كانت كل المشاعر تطوف العالم، وذات يوم اقترح الإبداع لعبــــــة اســـــمها: الاســـــتغماية، صـــــــــاح الجنون: أنا من سيبدأ العد، وأنتم ابدأوا بالاختفاء، استند على جذع شجرة وبدأ بالعد، وبدأت المشاعر فى الاختفاء، لم يتحرك الكسل من مكانه، ذهبت الرقة إلى سطح القمر، وذهب الكذب، واختبأ بقاع البحيرة وعندما أكمل الجنون عده إلى الستين، اختفت المشاعر ماعدا الحب، وعندما وصل بعده إلى التسعين، قفز الحب إلى شجرة ورد، ليختفى ولو إلى حين، انتهى الجنون من العد، وبدأ بحثه، انكشف الكسل أولا، لأنه لم يبذل مجهودا في إخفاء نفسه، وخرج الكذب منهكا من البحيرة، وهبطت الرقة سريعا من سطح القمر، وكشفت الصراحة، وهى تتخبط فى سيرها، وأقبلت السعادة مشرقة، وحضرت الفتنة، وقد تملكها النعاس، وتقدم الحنين بأناقته وعطره الفاضح، أما الأمل فقد جاء من خلف الغيوم، وجد الجنون كل المشاعر، إلا الحب، اقترب الحسد من الجنون، ووسوس فى أذنه: الحب مختبئ فى شجرة الورد، أتى الجنون بعصا خشبية تشبه الرمح، وبدأ يطعن شجرة الورد، ولم يتوقف إلا عندما سمع صوت بكاء، يفطر القلوب، ظهر الحب وهو يخفى عينيه بيديه، والدم يسيل من بين أصابعه، صرخ الجنون: يا إلهى، لقد أصبتك بالعمى! كيف أصلح غلطتى؟ قال الحب: بعدما أصبحت أعمى، هناك شىء واحد، يمكنك فعله لى، كن دليلى. ومن يومها صار الحب أعمى، يقوده الجنون!