دينا توفيق
دينا توفيق


نهـج الشيطان

آخر ساعة

الثلاثاء، 25 يناير 2022 - 10:50 ص

تحقيق‭ ‬الأحلام‭ ‬والنجاح‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الهين‭.. ‬طريق‭ ‬طويل‭ ‬مليء‭ ‬بالعثرات‭.. ‬أزمات‭ ‬تجعله‭ ‬بعيد‭ ‬المنال،‭ ‬وأحيانًا‭ ‬تضع‭ ‬الإنسان‭ ‬فى‭ ‬امتحان‭ ‬ويجد‭ ‬نفسه‭ ‬فى‭ ‬مفترق‭ ‬الطرق‭ ‬وعليه‭ ‬الاختيار‭ ‬بين‭ ‬الاجتهاد‭ ‬والصبر‭ ‬وبين‭ ‬المكسب‭ ‬السريع‭ ‬السهل‭ ‬الهش؛‭ ‬وهنا‭ ‬تظهر‭ ‬أخلاقه،‭ ‬إذ‭ ‬أحكم‭ ‬قبضته‭ ‬على‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬وجعلها‭ ‬مصابيح‭ ‬تنير‭ ‬خطواته‭ ‬تجاه‭ ‬حلمه‭ ‬أم‭ ‬يكون‭ ‬خياره‭ ‬التملق‭ ‬وإغفال‭ ‬العقل‭ ‬ظنًا‭ ‬منه‭ ‬أنها‭ ‬مهارة‭ ‬يصل‭ ‬بها‭ ‬لهدفه‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬الحقيقة‭ ‬ينزلق‭ ‬نحو‭ ‬الهاوية‭ ‬بعد‭ ‬تحالفه‭ ‬مع‭ ‬الشيطان‭..‬

هكذا‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬اختار‭ ‬تحقيق‭ ‬ثروة‭ ‬ونجاح‭ ‬سريع‭.. ‬ربما‭ ‬يمتلك‭ ‬أدوات‭ ‬التميز‭ ‬ولكنه‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬تحمل‭ ‬عناء‭ ‬الطريق‭ ‬واختصاره‭ ‬مثل‭ ‬أسطورة‭ ‬الرجل‭ ‬الذى‭ ‬باع‭ ‬روحه‭ ‬للشيطان،‭ ‬كما‭ ‬أظهره‭ ‬الكاتب‭ ‬الإنجليزى‭ ‬اكريستوفر‭ ‬مارلوب‭ ‬فى‭ ‬مسرحيته‭ ‬ادكتور‭ ‬فاوستب‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬بطلها‭ ‬عالمًا‭ ‬بارعًا‭ ‬ولكنه‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬رجلاً‭ ‬ذا‭ ‬قوة‭ ‬عظمى،‭ ‬ظن‭ ‬أنه‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬المعرفة‭ ‬البشرية‭ ‬وطمع‭ ‬فى‭ ‬المزيد،‭ ‬فأبرم‭ ‬صفقة‭ ‬مع‭ ‬الشيطان،‭ ‬مبادلًا‭ ‬روحه‭ ‬مقابل‭ ‬المتع‭ ‬الدنيوية‭ ‬والمكانة‭ ‬القيادية‭. ‬كانت‭ ‬صفقته‭ ‬مع‭ ‬الشيطان‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬24‭ ‬عامًا‭ ‬يحصل‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬العلم‭ ‬الذى‭ ‬يريده،‭ ‬والمنزلة‭ ‬التى‭ ‬طمع‭ ‬فيها‭ ‬وبعد‭ ‬انتهاء‭ ‬المدة‭ ‬يذهب‭ ‬معه‭ ‬إلى‭ ‬الجحيم‭ ‬حيث‭ ‬سيبقى‭ ‬للأبد‭.‬

كل‭ ‬زمان‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬فاوست‭ ‬وشيطانه‭ ‬الذى‭ ‬يعدك‭ ‬بالجنة‭ ‬ويمنحك‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬الجحيم‭.. ‬التحدى‭ ‬الذى‭ ‬يواجهه‭ ‬الإنسان‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬مغريات‭ ‬الدنيا‭ ‬هو‭ ‬مأزق‭ ‬فاوستي‭. ‬ابتلينا‭ ‬بأُناس‭ ‬حولنا‭ ‬مثل‭ ‬الشيطان‭ ‬يقدمون‭ ‬حلولاً‭ ‬سهلة‭ ‬وكأنها‭ ‬الراحة‭ ‬الحقيقية‭ ‬والنجاح‭ ‬ولكنها‭ ‬وعود‭ ‬فارغة‭. ‬توخى‭ ‬الحذر‭ ‬من‭ ‬عبادة‭ ‬الأنا‭ ‬وإغراءات‭ ‬الشهرة‭ ‬والدنيا؛‭ ‬كانت‭ ‬رسالة‭ ‬مارلو‭ ‬فى‭ ‬مسرحيته،‭ ‬لكونها‭ ‬انتصارات‭ ‬جوفاء‭ ‬وقصيرة‭ ‬الأجل؛‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬خير‭ ‬للإنسان‭ ‬إذا‭ ‬ربح‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬وخسر‭ ‬روحه؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة