أحمد الجمَّال
أحمد الجمَّال


ابتسامة «الأمين رضا»

آخر ساعة

الثلاثاء، 25 يناير 2022 - 10:55 ص

لا‭ ‬أعرف‭ ‬متى‭ ‬وكيف‭ ‬تعرفتُ‭ ‬عليه،‭ ‬لكن‭ ‬رضا‭ ‬حجاج‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬أمين‭ ‬الشرطة‭ ‬الذى‭ ‬يعرفه‭ ‬الجميع‭ ‬فى‭ ‬شارع‭ ‬الصحافة‭ ‬بوسط‭ ‬البلد،‭ ‬تجده‭ ‬يتحرك‭ ‬دائمًا‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬بهمةٍ‭ ‬ونشاط،‭ ‬ويتابع‭ ‬بتؤدة‭ ‬حركة‭ ‬السير،‭ ‬يذلل‭ ‬العقبات‭ ‬ويُطبِّق‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬المخالفين،‭ ‬وهو‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬لا‭ ‬تغيب‭ ‬عنه‭ ‬ابتسامته‭ ‬الطيبة‭.‬

لا‭ ‬يكتفى‭ ‬بعمله‭ ‬كرجل‭ ‬شرطة‭ ‬فى‭ ‬المرور‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تنظيم‭ ‬حركة‭ ‬السيارات‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬المزدحم‭ ‬أغلب‭ ‬الوقت،‭ ‬لكنه‭ ‬حريص‭ ‬على‭ ‬مساعدة‭ ‬الناس‭.. ‬يسأله‭ ‬أحد‭ ‬المارة‭ ‬عن‭ ‬مكان‭ ‬مستشفى‭ ‬الجلاء،‭ ‬فلا‭ ‬يكتفى‭ ‬بالإشارة‭ ‬إليه،‭ ‬بل‭ ‬يرافق‭ ‬السائل‭ ‬حتى‭ ‬باب‭ ‬المستشفى،‭ ‬وتلك‭ ‬سيدة‭ ‬عجوز‭ ‬تقف‭ ‬على‭ ‬الرصيف‭ ‬مترددة‭ ‬فى‭ ‬عبور‭ ‬الشارع،‭ ‬ليظهر‭ ‬الأمين‭ ‬رضا‭ ‬فى‭ ‬مشهد‭ ‬إنسانى‭ ‬بديع‭ ‬ويوقف‭ ‬لها‭ ‬السيارات‭ ‬فتتأبط‭ ‬العجوز‭ ‬ذراعه‭ ‬ويعبران‭ ‬سويًا‭ ‬نهر‭ ‬الشارع‭ ‬إلى‭ ‬الضفة‭ ‬الأخرى‭.‬

كلما‭ ‬مررتُ‭ ‬من‭ ‬شارع‭ ‬الصحافة‭ ‬متوجهًا‭ ‬إلى‭ ‬عملى‭ ‬فى‭ ‬مبنى‭ ‬أخبار‭ ‬اليوم،‭ ‬أو‭ ‬مغادرًا‭ ‬إياه،‭ ‬أفتش‭ ‬بعينى‭ ‬عن‭ ‬الأمين‭ ‬رضا،‭ ‬لألقى‭ ‬عليه‭ ‬التحية،‭ ‬فيردها‭ ‬وفوقها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬ابتساماته‭ ‬المطمئِنة،‭ ‬التى‭ ‬تصنع‭ ‬يومى‭.‬

ذات‭ ‬مرة‭ ‬سألتنى‭ ‬ابنتى‭ ‬الصغيرة،‭ ‬وهى‭ ‬موهوبة‭ ‬فى‭ ‬الرسم،‭ ‬لماذا‭ ‬يقف‭ ‬رجال‭ ‬البوليس‭ ‬فى‭ ‬الشارع؟‭ ‬قلت‭ ‬لها‭ ‬إن‭ ‬هؤلاء‭ ‬هم‭ ‬رجال‭ ‬المرور‭ ‬الذين‭ ‬ينظمون‭ ‬حركة‭ ‬السير،‭ ‬وبفضل‭ ‬عملهم‭ ‬يقل‭ ‬الزحام‭ ‬وتتقلص‭ ‬الحوادث‭.. ‬ابتسمَتْ‭ ‬وقالت‭ ‬لي‭: ‬اإذن‭ ‬هو‭ ‬بطلب،‭ ‬وحينها‭ ‬أمسكت‭ ‬بـاالاسكتشب‭ ‬والألوان،‭ ‬ورسمت‭ ‬صورة‭ ‬لهذا‭ ‬البطل‭.‬

انتهت‭ ‬من‭ ‬لوحتها‭ ‬البسيطة‭.. ‬شرطى‭ ‬يقف‭ ‬عند‭ ‬إشارة‭ ‬مرور،‭ ‬وابتسامة‭ ‬جميلة‭ ‬تملأ‭ ‬وجهه‭.. ‬وسألتنى‭: ‬اهل‭ ‬لك‭ ‬صديق‭ ‬ينظم‭ ‬المرور؟ب،‭ ‬فقلت‭ ‬لها‭: ‬ابالتأكيدب،‭ ‬فطلبت‭ ‬منى‭ ‬إهداءه‭ ‬رسمتها،‭ ‬ووعدتُها‭ ‬بأن‭ ‬أهديها‭ ‬لصديقى‭ ‬الأمين‭ ‬رضا‭ ‬حجاج‭ ‬بمناسبة‭ ‬عيد‭ ‬الشرطة،‭ ‬فهو‭ ‬نموذج‭ ‬مُشرِّف‭ ‬لكل‭ ‬إنسان‭ ‬يمارس‭ ‬عمله‭ ‬بضمير‭ ‬وحب‭ ‬وابتسامة‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة