طاهر قابيل
طاهر قابيل


أول السطر

وداعاً لعش العصفورة

طاهر قابيل

الثلاثاء، 25 يناير 2022 - 06:05 م

 

نصف شباب المقاطعات الحضرية الصينية لا يشغل بالهم «فكرة الزواج» بدعوى أنهم يجدون صعوبة فى العثور على الشريك المناسب ولا يملكون الوقت أو الطاقة لذلك، بالإضافة إلى التكلفة المالية للزواج والعبء الاقتصادى للإنجاب ولذلك فعمل الفتيات منتشر جدًا وتجد الصينيات فى كل مكان ومهنة ووظيفة حتى أنك تعتقد أنها دولة للنساء فقط.

أما المرأة اليابانية فهى تفضل البقاء بلا زواج رغم أن الفتيات فى اليابان «جميلات» ويحرصن على أناقتهن ونظافتهن وينفقن على جمالهن حوالى ألفى دولار شهريًا.. تراجع عدد المتزوجات وتزايد أعمار كبار السن أصبح يشكل لديهم أزمة.. فرغم تشجيع الحكومات للزواج والإنجاب وتقديم الحوافز، فإن أغلب اليابانيات حتى 35 عامًا يفضلن البقاء بلا زواج لأن الفتاة عقب تخرجها من الجامعة تلتحق بوظيفة وهى فى عمر العشرين وعندما تصبح فى الثلاثين تكون قد تولت منصبًا وظيفيًا راقيًا تعبت كثيرًا للوصول إليه وغير مستعدة للتضحية به من أجل الزواج والحمل والولادة وتربية الأبناء وذلك لأن الشركات والوزارات وغيرها بمجرد أن تتزوج المرأة يتم تهميشها وتكليف غير المتزوجة بأعمالها..

والكثير من المسئولين يشترطون «شفاهة» عدم الزواج لأن المتزوجة سوف تطلب «إجازة» حمل ووضع ورعاية طفل وهو ما يراه أصحاب الشركات «عبئًا» عليهم بدون عائد.  

نحن فى مصر لسنا فى الصين أو اليابان ولكن لدينا أسبابنا التى تدفع الكثير من الشباب الجاد للعزوف عن الزواج أو تأخيره، فالتكاليف المبالغ فيها تشكل عائقًا ويدفع بالنساء والرجال للحصول على قروض ربما تكون غير آمنة ومبالغًا فيها لشراء سلع استهلاكية وغير ضرورية لتجهيز بناتهم لتقودهم فى النهاية إلى السجن ضمن «الغارمات والغارمين» فتكاليف الزواج خاصة فى الريف مغالى فيها مما ضاعف من الأعباء المالية على الشباب والأسر بعد أن لعب الجهل والتقاليد البالية لعبته وسيطر على عقول بعض الأمهات ودفعهن إلى التقليد «الأعمى» بدعوى عدم التقليل من مكانتهن الاجتماعية وقولهن «ابنتى ليست أقل من ابنة خالتها أو عمتها أو حتى بنت الجيران».

التفاخر والتباهى يدفعنا لشراء ما يفوق احتياجاتنا الأساسية ويحملنا ما يزيد عن قدراتنا ويضطرنا للاقتراض دون التفكير فى التبعيات القانونية والاجتماعية.. وقد أشارت إحدى الدراسات الأكاديمية إلى أن شبابًا وشابات تجاوزوا الـ 35 عامًا ولم يتزوجوا مع ارتفاع نسبة الطلاق فى الزيجات الحديثة إلى مستويات غير مسبوقة.. وداعًا لفكرة «عش العصفورة يقضينا ونبنى بيتنا طوبة فضة وطوبة ذهب».. فالزواج السعيد ليس بالتفاخر والبذخ فى التكاليف.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة