البداية من تعليم الفتيات وإعداد منظومة متكاملة لخلق جيل قادر علي صنع المستقبل الأفضل للوطن. <هي أنشودة حبنا الأبدي.. هي الأمل.. هي الوطن الذي نعيش فيه.. نحبه أرضاً وعرضاً.. أحراراً وشهداء.. أنت يا مصر.. بهذه الكلمات البليغة كان تقديم الدكتور مصطفي أحمد مصطفي منسق ندوة الثلاثاء بمعهد التخطيط القومي للدكتور أحمد صقر عاشور أستاذ الإدارة الاستراتيجية..
المكان قاعة الدكتور إبراهيم حلمي عبدالرحمن.. والحضور الدكتور عبدالحميد القصاص مدير المعهد، وحشد من أساتذة الجامعات والباحثين، والشباب الذي جاء ليستمع إلي حديث الأمل عن القيادات التي ستتولي المسئولية حتي ٢٠٣٠.
بدأ د.عاشور بتشخيص المرض المزمن في الإدارة والمتراكم علي مر ٤٠ عاماً وهو ما يتطلب البدء فوراً بعلاج هذه الفجوة.. إن من المفاهيم الخاطئة ضرورة أن يكون وزير الصحة طبيباً، ووزير الداخلية ضابطاً.. رغم أننا شاهدنا وزير دفاع أمريكا روبرت ماكنمارا مديراً للبنك الدولي.. ووزيرة دفاع فرنسا امرأة..
وفجر الضيف المفاجأة عندما قال إن مصر جاءت في ترتيب التنافسية في مجال الإدارة رقم ١٤٠ من بين ١٤٠ دولة!! الأمر الذي يفرض علينا وفوراً إنشاء كيان مؤسسي يتبع لرئاسة الدولة أو مجلس الوزراء يعمل خارج المنظومة الحكومية.. وأشاد بمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي بالبدء في هذا الاتجاه واستمرارها..
ويوجه الضيف النقد الشديد لمشروع قانون الخدمة المدنية ويعرب عن صدمته فيه بدءا من هيكل أجور القيادات العليا، إلي غياب عناصر جذب البشر وتحفيزهم وتدريبهم بسرعة، بصفة مستمرة، وفتح مجال الترقي أمامهم بالاختيار وهو ما ألغاه التشريع!.
قال إن لدينا كما من القوانين يقترب عددها من سكان المحروسة، لكننا للأسف أغفلنا وضع منظومة لبناء الوطن بالبشر صانع المستقبل، وليس بحوائط المسلح..
إن من المفاهيم المغلوطة الأخذ بنظرية المؤسسة العسكرية، لأن أسلوب الإدارة المتميز بها لا يصلح في القطاع المدني الذي يحتاج إلي الإبداع والمرونة وفتح قنوات الاتصال في كل الاتجاهات.. وفي شراسة يهاجم الضيف كارثة تعلم الإدارة في كليات التجارة، والجامعات الخاصة وأكاديمية السادات لأنها تفتقد لرصيد ١٠٠ عام من نتائج البحوث.
إن الاسلوب الحديث لاختيار المديرين أصبح يتطلب التعرف علي الشخصية والنزعات والاهتمامات والقدرات والاتزان الانفعالي والذكاء العاطفي واستشراف المستقبل وإعادة الأنشطة للمدارس واذكاء روح العمل الجماعي وبروح الفريق، وللأسف الطفل يظل ذكياً إلي أن يلتحق بالمدرسة.. وعرض الضيف للتجربة الماليزية التي ركزت علي رفع مستوي تعليم الفتاة باعتبارها أم المستقبل الحاضنة عاطفياً وعلمياً للطفل.