المعلم رضا يقوم بعمله بإحدى الأراضي الصحراوية
المعلم رضا يقوم بعمله بإحدى الأراضي الصحراوية


حكايات| ربع قرن في تعمير الصحراء.. مهمة «رضا» لجلب المياه من باطن الأرض

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 27 يناير 2022 - 02:03 م

كتب: حمد الترهوني 

لا يوجد ما هو أهم ولا أنفع للناس أكثر من تعمير الأرض، فهي التكليف الأول للبشر منذ نزولهم، وهنا تكمن أهمية وظيفة المعلم رضا، فني تركيب الموتور الغاطس لرفع المياه بالأراضي الصحراوية.

 

هذه المهنة الشاقة يطلق عليه كثيرون إعمار الأراضي الصحراوية، وهي صعبة بدنيا وفنيا، وتحتاج إلى تركيز دائم وصبر طويل وتعتمد أيضا على القوة البدنية والمهارة في التعامل مع معدات الرفع والتنزيل الحديدية ذات الأحجام الكبيرة والأوزان الثقيلة خاصة مع عمق الآبار الذي يصل عمقها إلى أكثر من 100 مت؛ر فهي مهنة تجمع بين الشقاء والخطورة.

 

المعلم رضا أو كما أطلقوا عليه المعلم رضا «معمر الصحراء»، وهو الاسم المحبب إلى قلبه يتمتع بوجه بشوش، ويُعرف بين زبائنه بخفة ظله ومزاحه الدائم أثناء عمله حتى بات أشهر معلم في تركيب وتجميع  مواتير الغواطس المائية بالأراضي الجبالية والصحراروية بمحافظات صعيد مصر. 

رضا عبدالحسيب 45 سنة مقيم بقرية نزلة تونا الجبل التابعة لمركز ملوي يعمل فني تجميع مواتير الغواطس لرفع المياه المعروف بصنايعي تركيب وتشغيل مياه الآبار الارتوازي متزوج ولديه ولد وحيد على 5 بنات، يعمل بإصرار وعزيمة حتي يتمكن من كسب قوت يومها بالحلال دون الاعتماد على أحد أو مد يده للآخرين.


«الرزق يحب الخفية».. هكذا بدأ حديثه المعلم رضا قائلا: «دي شغلانتي الوحيدة اللي معرفش اشتغل غيرها تعلمتها في الخامسة عشر من عمري واتقنتها في سن العشرين هي مهنة شاقة للغاية، ولكن لابد وأن نعمل من أجل لقمة العيش حتى أستطيع الإنفاق علي اسرتي خاصة أن أولادي الكبار بنات وابني الوحيد مازال في سن صغير هو يذهب معي إلى العمل لكي يساعدني بعض الشيء».

ويضيف العم رضا، أنه يعمل في هذا المهنة منذ أكثر من 25 سنة، ويفتخر بها فهي مهنة لا يمتناها إلا  الرجال أصحاب الإرادة القوية الذين يتحدون الصعاب الذي يفتقدها الكثير من الشباب في هذه الأيام. 

واختتم حديثه: «الحمد لله على الرزق اللي كتبهولي ربنا بس الفترة الأخيرة الشغل مقصر شوية ومعنديش أي دخل تاني أتمنى  نظرة من الدولة تجاه أسرتي خاصة اعاني من إصابة مزمنة باليد اليمنى بعد تعرضي لقطع الاوتار بآلة القص الحديدية».
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة