إبراهيم عمدة
إبراهيم عمدة


محرومون من أبسط الخدمات..«الكومبارس».. مهمشون خلف الكاميرا والحياة

عمدة الكومبارس: «اشتغلت مكوجى لأصرف على نفسى .. والفنانون الكبار يحتقروننا»

دينا درويش- أحمد عبيدو

الخميس، 27 يناير 2022 - 06:12 م

هم ملح الفن ومقبلاته .. بدونهم لا يستقيم العمل الفنى سواء كان دراميا او تليفزيونيا ..

لا غنى عنهم فى أى عمل سينمائى .. تجدهم فى شكل مجموعات على بعض مقاهى القاهرة فى انتظار «الريجسير» لكى يأخذهم الى العمل الفنى مقابل حفنة من الجنيهات ..

ليس لديهم نقابة تجمعهم ولا كيان يدافع عن حقوقهم .. محرومون من أبسط أنواع الخدمات سواء كانت معاشات أو تأمينا صحيا ..

ومع ذلك يؤدون عملهم الفنى بكل حب . مخلصون فى أداء أدوارهم أمام الكاميرا وفى الحياة مع أسرهم .. يعشقون الفن رغم أدوارهم الثانوية أمام أبطال لمعت أسماؤهم فى سماء الفن ..

إنهم الكومبارس ..هذه الفئة الفنية التى تعانى التهميش خلف الكاميرا وأيضا فى شتى أنواع المجالات فى الحياة ..

«الأخبار» قررت فتح ملف الكومبارس فى مصر للوقوف على معاناتهم ومشاكلهم لنقلها الى المسئولين عبر السطور القادمة.

 

محمود إبراهيم الشهير بعمدة الكومبارس سابقا ٤٧ عاما قضى معظمهم فى العمل بالوسط الفني، قدم العديد من الشخصيات وبرع فى الكثير من الأدوار ككومبارس على اختلافها سواء أكشن أو دراما أو الكوميديا، تنوعت مشاركاته بين الأفلام القصيرة والبرامج ومنها الكاميرا الخفية، عمل محمود مع الكثير من عمالقة الانتاج ومنهم السبكي، وفى أفلام مثل عمر وسلوى كان محمود هو العنصر الرئيسى فى الفيلم وشارك فى تجميع كل من اشترك فى العمل، وشارك فى العديد من الكليبات منها أغنية للفنان محمد فؤاد.


فتح محمود قلبه لـ«الأخبار» وبدأ فى الحديث «الكومبارس هم أساس أى عمل فنى ولا يمكن أن يخرج أى فيلم أو مسرحية أو حتى برنامج دونهم، ومع ذلك فإن التعامل معهم لا يليق بمكانتهم، هذا إلى جانب ما يتعرضون له من إهانة ونصب».


وأكمل: «عدد الكومبارس فى مصر حوالى ٧ أو ٨ آلاف، وعلى اختلاف موضوع وطبيعة العمل الفنى الكومبارس هو الأساس فمشاهد مثل الأفراح والعزاء والشوارع لا تنفع بدونهم، والكومبارس يكون إما متكلما فى دور ثانوى قد لا يتعدى الكلمة أو صامتا أو متحركا، أما الموديل فهو مختلف وطبيعة عمله تكون فى إعلان أو كليب أو برنامج، أما المبالغ التى يتقاضاها الموديل فإذا كان ذكرا لا يتعدى الـ ١٥٠ جنيها أما الأنثى فتتقاضى ٢٥٠ جنيها قابلة للزيادة لمبالغ خيالية».. وأضاف أن الكومبارس فى مصر يتعرض لظلم مهنى قاس على مستوى الإنتاج والإخراج، إضافة إلى التعامل القاسى وغير الآدمى فى اللوكيشن، كما أنه يتعرض للنصب من الريجيسير والمنفذ الذى معه فبعد أن يتم الاتفاق معه مثلا على ١٥٠ جنيها كأجر حسب جهة الإنتاج لا يتقاضى فى النهاية سوى ٧٠ جنيها فقط وذلك بسبب غياب التعاقد معهم، وإذا امتنع الكومبارس حال تعرضه للنصب لا يشكل ذلك أى مشكلة للإنتاج والإخراج وهناك ملايين غيره «من الآخر هو اللى محتاج لهم مش هما اللى محتاجينه».


وقال إنه يتقدم لمختلف الأدوار بالأعمال الفنية الآلاف كل يوم لمكاتب الريجيسير أو الـ casting والمنتشرة أماكنها عبر الفيس بوك، وهنا حدث ولا حرج فى تعرضهم للنصب حيث يدفع الكومبارس أحيانا للريجيسير أو مجمع فريق العمل حتى يقع عليه الاختيار لأداء الدور الفنى الذى قد لا يتقاضى عنه شيئا، كما يتعرضون للاحتكار والمضايقات وذلك بسبب غياب التعاقد معهم، مضيفا أنه شخصيا رغم أنه كان متعاقدا مع إنتاج أحد الأفلام التى حققت نجاحا مدويا وهو «لامؤاخذة» للمخرج عمرو سلامة تعرض للنصب ولجأ للقضاء وتم حل المشكلة بشكل ودى فى النهاية.


ومن الظلم الذى يتعرض له الكومبارس أيضا يقول محمود: إنه قد يتم الاتفاق معه على أحد الأدوار ويقوم به لكن يتم قطعه فى المونتاج واستبدال الكومبارس بشخص آخر يهم المخرج أو من أقاربه وبالتالى لا يتقاضى الكومبارس شيئا.


وأشار إلى أنه يوجد شكل جديد من أشكال النصب على الكومبارس وهو متمثل فى الورش المنتشرة فى كل مكان لتعليم فنون التمثيل للمجاميع والكومبارس وبعضها محترم وتحصل من خلاله على شهادة معتمدة، لكن الكثير منها «ستارة للنصب».


وأكمل: إن أشكال النصب متعددة وتكون من شركة الإنتاج أو الريجيسير أو الإخراج وعامة المبدأ السارى فى الوسط ويطبق على كل الكومبارس فى مصر «عايز تتشهر ادفع»، أما عن الظلم المهنى وحصر الكومبارس فى أدوار لا تساعدهم على إبراز موهبتهم فبالطبع حدث ولا حرج، إضافة لتعامل النجوم الكبار والمخرجين المتعالى والمتعجرف للكومبارس. 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة