محمد قناوي
محمد قناوي


قلم على ورق

صديقى الجديد.. رزق

محمد قناوي

الجمعة، 28 يناير 2022 - 04:48 م

 

رغم أن مؤسستنا «أخبار اليوم» جمعتنا على مدار أكثر من عشرين عاما، فإننى لم أكن قريبا من الكاتب الكبير «ياسر رزق» ككثيرين من أبناء الدار، فلم نعمل معا، ولم أدخل مكتبه قط عندما تولى رئاسة تحرير «الأخبار»، حتى عندما تولى رئاسة مجلس إدارة أخبار اليوم دخلت مكتبه مرة واحدة، بناء على طلبه عندما استدعانى لحضور لقاء مع صناع مهرجان الاقصر للسينما الإفريقية «سيد فؤاد وعزة الحسينى»، ولكنه كان بالنسبة لى «الأستاذ» أحد الايقونات الملهمة فى الصحافة المصرية، يذكرنى باستاذى «إبراهيم سعده»، اقتربت من كلماته ومقالاته التى تشعر أنه يكتبها بمداد من دمه كلها حب وعشق لهذا الوطن فتشعر فى حروفها بالحياة، فقد كان رحمه الله يملك ناصية الكلمة والقدرة على جذبك لمتابعة ما يكتبه حتى آخر حرف تاركا بداخلك تأثيرا كبيرا.

عرفته عن قرب فى الشهرين الاخيرين فقط، لا أعرف هل كان ذلك من حُسن حظى أن اقترب منه قبل رحيله، ولا من سوء حظى أن هذا الاقتراب سيكون سببا فى حدوث جرح غائر فى نفسى لأنه تركنا ورحل سريعا دون أن أعرفه أكثر، الصدفة وحدها كانت السبب فى اقترابى منه، ففى يوم عيد ميلاده الموافق السابع من نوفمبر الماضى التقيت به صدفة أمام باب الاسانسير بمبنى أخبار اليوم القديم، حيث يقع مكتبه فبادرته بتهنئته بعيد ميلاده والمباركة بزفاف كريمته فقال لى: أنت فين يا «قناوى» معقول زملاء فى مكان واحد كل هذه السنوات ولم نتحدث؟ تعالى اشرب معايا شاى، صعدت معه لمكتبه وكنت وقتها عائدا قريبا من مهرجان الجونة السينمائى وكانت أزمة فيلم «ريش» مشتعلة، وتناقشنا فى الفيلم والازمة وتطرق حديثنا إلى أزمات متشابهة لأفلام فى تاريخ السينما لأكتشف أمامى موسوعة فى السينما والافلام، يذكرها بأسماء مخرجيها وأبطالها كأنه بدأ حياته محررا فنيا لا عسكريا، ولم يقتصرحديثنا على «ريش» فقد فتح «الاستاذ» قلبه كأننا أصدقاء منذ سنوات طويلة وفضفض بحكايات شعرت فى بعضها بفرحة كبيرة وكثيرا منها بمرارة وهو يذكرها، واستمرت جلستنا أكثر من ساعتين، وعندما استأذنته فى الانصراف كان هناك وعد بلقاءات أخرى كلما تسمح ظروفه، هاتفته أكثر من مرة بعدها، إلى ان اتصل بى صديقى الكاتب والسيناريست أحمد عوض يبدى رغبته فى تحويل كتابه «سنوات الخماسين» لعمل درامى انسانى، فهاتفته فرحب بالفكرة، واتفقنا على لقاء بعد عودته من منتدى شباب العالم وهو اللقاء الذى لم يتم بسبب تعرضه لأزمة صحية واتصلت به أكثر من مرة للاطمئنان عليه إلى أن صُدمت صباح الاربعاء الماضى بخبر رحيله.. رحم الله «الاستاذ» واسكنه فسيح جناته.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة